جُنِنَّ بِلَيلى وَالجُنونُ يَسيرُ – عَلى حُبِّها عَقلي يَكادُ يَطيرُ |
وَما حُبَّها إِلّا تَمَكَّنَ في الحَشا – وَأورِثَ في الأَكبادِ مِنهُ سَعيرُ |
وَأَجرى دُموعَ العَينِ قَهراً نَجيعَهُ – وَيَهمي مِنَ الدَمعِ المَصونِ غَديرُ |
وَما بِيَ إِلّا حُبُّ لَيلى كِفايَةٌ – جُنوناً وَإِنّي في الغَرامِ أَسيرُ |
فَيا رَبِّ قَرِّب لي أَسالَ أَحِبَّتي – وَنِلني المُنى يا عالِماً وَخَبيرُ |
وَبَرِّد لَهيبي وَاِطفِ نيرانَ لَوعَتي – فَعِندَكَ ما زالَ العَسيرُ يَسيرُ |
ليلى العامرية
ليلى العامرية هي معشوقة قيس بن الملوح لذلك يلقب بمجنون ليلى وقد كتب فيها قصائد شعر خالدة.
ألا ليت ليلى أطفأت حر زفرة
أَلا لَيتَ لَيلى أَطفَأَت حَرَّ زَفرَةٍ – أُعالِجُها لا أَستَطيعُ لَها رَدّا |
إِذا الريحُ مِن نَحوِ الحِمى نَسَمَت لَنا – وَجَدتُ لِمَسراها وَمَنسَمِها بَردا |
عَلى كَبِدٍ قَد كادَ يُبدي بِها الهَوى – نُدوباً وَبَعضُ القَومِ يَحسَبُني جَلدا |
وَإِنّي يَمانِيُّ الهَوى مُنجِدُ النَوى – سَبيلانِ أَلقى مِن خِلافِهِما جَهدا |
سَقى اللَهُ نَجداً مِن رَبيعٍ وَصَيِّفٍ – وَماذا يُرَجّى مِن رَبيعٍ سَقى نَجدا |
بَلى إِنَّهُ قَد كانَ لِلعَينِ قُرَّةً – وَلِلصَحبِ وَالرُكبانِ مَنزِلَةً حَمدا |
أَبى القَلبُ أَن يَنفَكَّ عَن ذِكرِ نِسوَةٍ – رِقاقٍ وَلَم يُخلَفنَ شَوماً وَلا نُكدا |
إِذا رُحنَ يَسحَبنَ الذِيولَ عَشِيَّةً – وَيَقتُلنَ بِالأَلحاظِ أَنفُسَنا عَمدا |
مَشى عَيطَلاتٌ رُجَّحٌ بِحُضورِها – رَوادِفُ وَعثاتٌ تَرُدُّ الخُطا رَدا |
وَتَهتَزُّ لَيلى العامِريَّةُ فَوقَها – وَلاثَت بِسِبِّ القَزِّ ذا غُدُرٍ جَعدا |
إِذا حَرَّكَ المِدري ضَفائِرَها العُلا – مَجَجنَ نَدى الرَيحانِ وَالعَنبَرَ الوَردا |
نهاري نهار الناس حتى إذا بدا
نَهاري نَهارُ الناسِ حَتّى إِذا بَدا – لِيَ اللَيلُ هَزَّتني إِلَيكِ المَضاجِعُ |
أُقَضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى – وَيَجمَعُني وَالهَمَّ بِاللَيلِ جامِعُ |
لَقَد ثَبَتَت في القَلبِ مِنكِ مَحَبَّةٌ – كَما ثَبَتَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ |
وَلَو كانَ هَذا مَوضِعَ العَتبِ لَاِشتَفى – فُؤادي وَلَكِن لِلعِتابِ مَواضِعُ |
وَأَنتِ الَّتي صَيَّرتِ جِسمي زُجاجَةٌ – تَنِمُّ عَلى ما تَحتَويهِ الأَضالِعُ |
أَتَطمَعُ مِن لَيلى بِوَصلٍ وَإِنَّما – تُضَرِّبُ أَعناقَ الرِجالِ المَطامِعُ |
سقى الله أياما لنا لسن رجعا
سَقى اللَهُ أَياماً لَنا لَسنَ رُجَّعاً – وَسُقيا لِعَصرِ العامِرِيَّةِ مِن عَصرِ |
لَيالِيَ أَعطيتُ البَطالَةَ مِقوَدي – تَمُرُّ اللَيالي وَالشُهورَ وَلا نَدري |