عبثاً جهودك .. بي الغريزة مطفاه
إني شبعتك جيفةً متقيئه
تدعو .. وفي شفتيك تحترق امرأه
إني قرفتك ناهداً متدلياً
أنا لا تحركني العجائز .. فارجعي
لك أربعون .. وأي ذكرى سيئه
أخت الأزقة .. والمضاجع .. والغوى
والغرفة المشبوهة المتلألئه..
شفةً أقبل أم أقبل مدفأه؟
الدود يملأ قعرها والأوبئه..
صيرت للزوار ثديك مورداً
فبكل ثغرٍ من حليبك قطرةٌ
وقرابةٌ في كل عرقٍ .. أو رئه
والإبط .. أية حفرةٍ ملعونةٍ
الدود يملأ قعرها والأوبئه..
صيرت للزوار ثديك مورداً
إما ارتوت فئةٌ .. عصرت إلى فئه
فبكل ثغرٍ من حليبك قطرةٌ
وقرابةٌ في كل عرقٍ .. أو رئه
قصيدة نزار قباني
قصيدة نزار بن توفيق القباني أجمل قصيدة لشاعر الحب و الغزل نزار قباني.
إلى عصفورة سويسرية
أصديقتي : إن الكتابة لعنةٌ
فانجي بنفسك من جحيم زلازلي
فكرت أن دفاتري هي ملجأي
ثم اكتشفت أن هواك ينهي غربتي
فمررت مثل الماء بين أناملي
بشرت في دين الهوى .. لكنهم
في لحظةٍ ، قتلوا جميع بلابلي
لا فرق في مدن الغبار .. صديقتي
ما بين صورة شاعرٍ .. ومقاول ..
*
يا رب : إن لكل جرحٍ ساحلاً
وأنا جراحاتي بغير سواحل ..
كل المنافي لا تبدد وحشتي
ما دام منفاي الكبير .. بداخلي .
إلى قديسة
إلى قديسة
ماذا إذن تتوقعين؟
يا بضعة امرأةٍ.. أجيبي.. ما الذي تتوقعين؟
أأظل أصطاد الذباب هنا؟ وأنت تدخنين
أجتر كالحشاش أحلامي..
وأنت تدخنين..
وأنا أمام سريرك الزاهي كقط مستكين..
ماتت مخالبه، وعزته، وهدته السنين
*
أنا لن أكون – تأكدي- القط الذي تتصورين..
قطاً من الخشب المجوف.. لا يحركه الحنين
يغفو على الكرسي إذ تتجردين
ويرد عينيه.. إذا انحسرت قباب الياسمين..
*
تلك النهاية ليس تدهشني..
فمالك تدهشين؟
هذا أنا.. هذا الذي عندي..
فماذا تأمرين؟
أعصابي احترقت.. وأنت على سريرك تقرأين..
أأصوم عن شفتيك؟
فوق رجولتي ما تطلبين..
ما حكمتي؟
ما طيبتي؟
هذا طعام الميتين..
متصوفٌ! من قال؟ إني آخر المتصوفين
أنا لست يا قديستي الرب الذي تتصورين
رجلٌ أنا كالآخرين
بطهارتي..
بنذالتي..
رجلٌ أنا كالآخرين
فيه مزايا الأنبياء، وفيه كفر الكافرين
ووداعة الأطفال فيه..
وقسوة المتوحشين..
رجلٌ أنا كالآخرين..
رجلٌ يحب –إذا أحب- بكل عنف الأربعين
لو كنت يوماً تفهمين
ما الأربعون.. وما الذي يعنيه حب الأربعين
يا بضعة امرأةٍ.. لو أنك تفهمين..
إلى ممثلة فاشلة
1
في طبعك التمثيل
في طبعك التمثيل
ثيابك الغريبة الصارخة الألوان..
وصوتك المفرط في الحنان..
وشعرك الضائع في الزمان والمكان..
والحلق المغامر الطويل
جميعها .. جميعها..
من عدة التمثيل..
2
سيدتي:
إياك أن تستعملي قصائدي
في غرض التجميل
فإنني أكره كل امرأةٍ
تستعمل الرجال للتجميل
لست أنا .. لست أنا..
الشخص الذي تعلقين في الخزانه
ولا طموحي أن أسمى شاعر السلطانه
أو أن أكون قطةً تركيةً
تنام طول الليل تحت شعرك الطويل
فالدور مستحيل
لأنني أرفض كل امرأةٍ..
تحبني .. في غرض التجميل..
3
لا تسحبيني من يدي..
إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع.
لا تحسبيني عاشقاً من جملة العشاق في القطيع.
ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي،
والريح .. والصقيع..
ما عدت أستطيع..
نصيحتي إليك .. أن لا تصبغي الشفاه من دمائي
نصيحتي إليك .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي
نصيحتي إليك .. أن لا تعرضي
رسائلي التي كتبتها إليك كالإماء..
فإنني آخر من يعرض كالخيول في مجالس النساء..
4
نصيحةٌ برئيةٌ إليك .. يا عزيزتي
لا تحسبيني وصلةً شعريةً أكون فيها نجم حفلاتك.
أو تحسبيني بطلاً من ورق يموت في إحدى رواياتك
أو تشعليني شمعةً لتضمني نجاح سهراتك..
أو تلبسيني معطفاً لتعرفي رأي صديقاتك..
أو تجعليني عادةً يوميةً من بين عاداتك..
5
نصيحةٌ أخيرةٌ إليك .. يا عزيزتي
لا تستغلي الشعر حتى تشبعي إحدى هواياتك
فلن أكون راقصا محترفاً…
يسعى إلى إرضاء نزواتك
وها أنا أقدم استقالتي
من كل جناتك…
إلى ميتة
إنتهت قهوتنا
وانتهت قصتنا
وانتهى الحب الذي كنت أسميه عنيفا
عندما كنت سخيفا ..
وضعيفا ..
عندما كانت حياتي
مسرحاً للترهات
عندما ضيعت في حبك أزهى سنواتي.
بردت قهوتنا
بردت حجرتنا
فلنقل ما عندنا
بوضوحٍ ، فلنقل ما عندنا
أنا ما عدت بتاريخك شيئا
أنت ما عدت بتاريخي شيئا
ما الذي غيرني؟
لم أعد أبصر في عينيك ضوءا
ما الذي حررني ؟
من حكاياك القديمه
من قضاياك السقيمه ..
بعد أن كنت أميره..
بعد أن صورك الوهم لعيني.. أميره
بعد أن كانت ملايين النجوم
فوق أحداقك تغلي
كالعصافير الصغيره..
***
ما الذي حركني؟
كيف مزقت خيوط الكفن ؟
وتمردت على الشوق الأجير ..
وعلى الليل .. على الطيب .. على جر الحرير
بعد أن كان مصيري
مرةً ، يرسم بالشعر القصير ..
مرةً ، يرسم بالثغر الصغير ..
ما الذي أيقظني ؟
ما الذي أرجع إيماني إليا
ومسافاتي ، وأبعادي ، إليا ..
كيف حطمت إلهي بيديا ؟.
بعد أن كاد الصدا يأكلني
ما الذي صيرني ؟؟
لا أرى في حسنك العادي شيا
لا أرى فيك وفي عينيك شيا
بعد أن كنت لديا
قمةً فوق ادعاء الزمن..
عندما كنت غبيا..
إلى نصف عاشقة
تحركي خطوةً.. يا نصف عاشقةٍ
فلا أريد أنا أنصاف عشاقٍ
إن الزلازل طول الليل تضربني
وأنت واضعةٌ ساقاً على ساق
وأنت آخر من تعنيه مشكلتي
ومن يشاركني حزني وإرهاقي
تبللي مرةً بالماء .. أو بدمي
وجربي الموت يوماً فوق أحداقي
أنا غريبٌ.. ومنفيٌ.. ومستلب
وثلج نهديك غطى كل أعماقي
أمن سوابق شعري أنت خائفة
أمن تطرف أفكاري، وأشواقي
لا تحسبي أن أشعاري تناقضني
فإن شعري طفوليٌ كأخلاقي…