يا طولَ شَوْقيَ إن قالوا: الرّحِيلُ غدا، | لا فَرّقَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَنَا أبَدَا |
يا منْ أصافيهِ في قربٍ وفي بعدِ | وَمَنْ أُخَالِصُهُ إنْ غَابَ أوْ شَهِدَا |
راعَ الفراقُ فؤاداً كنتَ تؤنسهُ | وَذَرّ بَينَ الجُفُونِ الدّمعَ والسُّهُدا |
لا يُبْعِدِ اللَّهُ شَخْصاً لا أرَى أنَساً | وَلا تَطِيبُ ليَ الدّنْيَا إذا بَعُدا |
أضحى وأضحيتُ في سرٍ وفي علنٍ | أعدهُ والداً إذْ عدني ولدا |
ما زالَ ينظمُ فيَّ الشعرَ مجتهداً | فضلاً وأنظمُ فيهِ الشعرَ مجتهدا |
حَتى اعْتَرَفْتُ وَعَزّتْني فَضَائِلُهُ، | و فاتَ سبقاً وحازَ الفضلَ منفردا |
إنْ قَصّرَ الجُهْدَ عَنْ إدْرَاكِ غايَته | فأعذرُ الناسِ منْ أعطاكَ ما وجدا |
أبقى لنا اللهُ مولانا ؛ ولا برحتْ | أيّامُنَا، أبَداً، في ظِلّهِ جُدُدَا |
لا يطرقِ النازلُ المحذورُ ساحتهُ | وَلا تَمُدّ إلَيْهِ الحَادِثَاتُ يَدَا |
الحَمْدُ للَّهِ حَمْداً دَائِماً أبَدا | أعطانيَ الدهرُ ما لمْ يعطهِ أحدا |
قصيدة أبو فراس الحمداني
قصيدة الشاعر أبو فراس الحمداني قصيدة رائعة للشاعر الكبير أبو فراس الحمداني.
أهْدَى إلَيّ صَبَابَة ً وَكَآبَة ً
أهْدَى إلَيّ صَبَابَة ً وَكَآبَة ً | فأعادني كلفَ الفؤادِ عميدا |
إنَّ الغزالة َ والغزالة َ أهدتا | وَجْهَاً إلَيكَ، إذا طَلَعتَ، وَجِيدا |
إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ
إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ | إذا ما دنونا زادَ جاهلهم بعدا |
وَإنّا لَتَثْنِينَا عَوَاطِفُ حِلْمِنَا | عَلَيْهمْ، وَإنْ ساءتْ طَرَائقُهمْ جِدّا |
وَيَمْنَعُنَا ظُلْمَ العَشِيرة ِ أنّنَا | إلى ضُرّهَا، لَوْ نَبتَغي ضُرّها، أهدَى |
وَإنّا إذا شِئْنَا بِعَادَ قَبِيلَة ٍ | جَعَلْنَا عِجالاً دُونَ أهلِهِمُ نجدَا |
وَلَوْ عَرَفَتْ هذي العَشائرُ رُشْدَهَا | إذا جعلتنا دونَ أعدائها سدا |
وَلكِنْ أُرَاهَا، أصْلَحَ الله حالَها | و أخلقها بالرشدِ – قدْ عدمتْ رشدا |
إلى كَمْ نَرُدّ البيضَ عَنهُم صَوَادياً | وَنَثني صُدورَ الخيلِ قد مُلئتْ حقدَا |
وَنَغْلِبُ بِالحِلْمِ الحَمِيّة َ مِنْهُمُ | وَنَرْعَى رِجالاً لَيس نَرْعى لهم عهدَا |
أخَافُ عَلَى نَفْسي وَللحَرْبِ سَوْرَة ٌ | بَوَادِرَ أمْرٍ لا نُطِيقُ لَهَا رَدّا |
و جولة َ حربٍ يهلكُ الحلمَ دونها | وصولة َ بأسٍ تجمعُ الحرَّ والعبدا |
وَإنّا لَنَرْمي الجَهلَ بِالجَهْلِ مَرّة ً | إذا لمْ نَجِدْ مِنْهُ عَلى حَالَة ٍ بُدّا |
يا معجباً بنجومهِ
يا معجباً بنجومهِ | لا النحسُ منكَ ولاَ السعاده |
اللَّهُ يُنْقِصُ مَا يَشَا | ءُ وَفي يَدِ اللَّهِ الزّيَادَة |
دَعْ مَا أُرِيدُ وَمَا تُرِيـ | ـدُ، فَإنّ للَّهِ الإِرَادَة |
دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً
دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً | أتاكَ بها بقظانَ فكركَ لا البردُ؟ |
فَأصْبَحْتَ مَا بَينَ العَدْوّ وَبَيْنَنَا | تجاري بكَ الخيلُ المسومة ُ الجردُ |
أتَيْنَاكَ، أدْنَى مَا نُجِيبُكَ، جُهدنا، | فأهوَنُ سَيرِ الخيلِ من تَحتِنَا الشّدّ |
بكلِّ ، نزاري أتتكَ بشخصهِ | عوائدُ منْ حاليكَ ليسَ لها ردُّ |
نباعدهمْ وقتاً كما يبعدُ العدا | وَنُكْرِمُهُمْ وَقتاً كمَا يُكرَمُ الوَفدُ |
وندنو دنواً لا يولدُ جرأة ً | و نجفو جفاءً لا يولدهُ زهدُ |
أفضتَ عليهِ الجودَ منْ قبلِ هذهِ | و أفضلُ منهُ ما يؤملهُ بعدُ |
وَحُمْرِ سُيُوفٍ لا تَجِفّ لهَا ظُبى ً | بِأيدِي رِجالٍ لا يُحَطّ لهَا لِبْدُ |
و زرقٍ تشقُّ البردَ عنْ منهجِ العدا | و تسكنُ منهمْ أينما سكنَ الحقدُ |
وَمُصْطَحَباتٍ قارَبَ الرّكضُ بَينَها | وَلَكِنْ بِهَا عَنْ غَيرِها أبَداً بُعْدُ |
نشردهمْ ضرباً كما شردَ القطا | و ننظمهمْ طعناً كما نظمَ العقدُ |
لَئِنْ خَانَكَ المَقْدُورُ فِيمَا نَوَيْتَهُ | فما خانَكَ الرّكضُ الموَاصَلُ والجهدُ |
تُعَادُ كمَا عُوّدْتَ، وَالهَامُ صَخْرُها، | وَيُبْنَى بهَا المَجدُ المُؤثَّلُ وَالحَمْدُ |
ففي كفكَ الدنيا وشيمتكَ العلا | وَطَائِرُكَ الأعْلى وَكَوْكَبكَ السّعدُ |
أيا عاتبا لا أحمل الدهر عتبه
أيا عاتباً لا أحملُ الدهرَ عتبهُ | علَيّ وَلا عِنْدِي لأنْعُمِهِ جَحْدُ |
سأسكتُ إجلالاٍ لعلمكَ أنني | إذا لمْ تكنْ خصمي ليَ الحججُ اللدُّ |