فَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَجدوداً حَوى | عُوداً فَأَثمَرَ في يَدَيهِ فَصَدِّقِ |
وَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَحروماً أَتى | ماءً لِيَشرَبَهُ فَغاصَ فَحَقِّقِ |
لَو كانَ بِالحِيَلِ الغِنى لَوَجَدتَني | بِنُجومِ أَقطارِ السَماءِ تَعَلُّقي |
لَكِنَّ مَن رُزِقَ الحِجا حُرِمَ الغِنى | ضِدّانِ مُفتَرِقانِ أَيَّ تَفَرُّقِ |
وَأَحَقُّ خَلقِ اللَهِ بِالهَمِّ اِمرُؤٌ | ذو هِمَّةٍ يُبلى بِرِزقٍ ضَيِّقِ |
وَمِنَ الدَليلِ عَلى القَضاءِ وَحُكمِهِ | بُؤسُ اللَبيبِ وَطيبُ عَيشِ الأَحمَقِ |
إِنَّ الَّذي رُزِقَ اليَسارَ فَلَم يَنَل | أَجراً وَلا حَمداً لِغَيرُ مُوَفَّقِ |
وَالجَدُّ يُدني كُلَّ أَمرٍ شاسِعٍ | وَالجَدُّ يَفتَحُ كُلَّ بابٍ مُغلَقِ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
أأنثر درا بين سارحة البهم
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ البَهمِ | وَأَنظِمُ مَنثوراً لِراعِيَةِ الغَنَمِ |
لَعَمري لَئِن ضُيِّعتُ في شَرِّ بَلدَةٍ | فَلَستُ مُضيعاً فيهِمُ غُرَرَ الكَلِم |
لَئِن سَهَّلَ اللَهُ العَزيزُ بِلِطفِهِ | وَصادَفتُ أَهلاً لِلعُلومِ وَلِلحِكَم |
بَثَثتُ مُفيداً وَاِستَفَدتُ وِدادَهُم | وَإِلّا فَمَكنونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتِم |
وَمَن مَنَحَ الجُهّالَ عِلماً أَضاعَهُ | وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبينَ فَقَد ظَلَم |
عفوا تعف نساؤكم في المحرم
عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ | وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلِمِ |
إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضتَهُ | كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ |
يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِعاً | سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ |
لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُلالَةِ ماجِدٍ | ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُسلِمِ |
مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلَو بِجِدارِهِ | إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهَمِ |
سيفتح باب إذا سد باب
سَيُفْتَحُ بَابٌ إِذَا سُدَّ بَابُ | نَعَمْ، وَتهُونُ الأُمُورُ الصِّعَابُ |
وَيتَّسِعُ الحَالُ مِنْ بَعْدِ مَا | تَضِيقُ المَذَاهِبُ فِيهَا الرِّحَابُ |
مَعَ الهَمِّ يُسْرَانِ هَوِّنْ عَلَيْكَ | فَلاَ الْهَمُّ يُجْدِي، وَلاَ الاكْتِئَابُ |
فَكَمْ ضِقْتَ ذَرْعاً بِمَا هِبْتَهُ | فَلَمْ يُرَ مِنْ ذَاكَ قَدْرٌ يُهَابُ |
وَكَمْ بَرَدٍ خِفْتَهُ مِنْ سَحَابٍ | فَعُوفِيت، وَانْجَابَ عَنْكَ السَّحَابُ |
وَرِزْقٍ أَتَاكَ وَلَمْ تَأْتِهِ | وَلاَ أَرَّقَ العَيْنَ مِنْهُ الطِّلابُ |
وَنَاءٍ عَنٍ الأَهْلِ مِنْ بَعْدِ مَا | عَلاهُ مِنَ المَوْجِ طَامٍ عُبَابُ |
إِذَا احْتَجَبَ النَّاسُ عَنْ سَائِلٍ | فَمَا دُونَ سَائِلِ رَبِّي حِجَابُ |
يَعُودُ بِفَضْلٍ عَلَى مَنْ رَجَاهُ | وَرَاجِيهِ فِي كُلِّ حِينٍ يُجَابُ |
فَلاَ تَأْسَ يَوْماً عَلَى فَائِتٍ | وَعِنْدَكَ مِنْهُ رِضَى وَاحْتِسَابُ |
فَلاَ بُدَّ مِنْ كَوْنِ مَا خُطَّ فِي | كِتَابِكَ، تُحْبَى بِهِ أَوْ تُصَابُ |
فَمَنْ حائلٌ دُونَ مَا فِي الكِتَابِ | وَمَنْ مُرْسِلٌ مَا أَبَاهُ الكِتَابُ؟ |
إِذَا لَمْ تَكُنْ تَارِكَاً زِينَةً | إِذَا الْمَرْءُ جَاءَ بِهَا يُسْتَرابُ |
تَقَعْ فِي مَوَاقِع تردى بِهَا | وَتَهْوَى إِلَيْكَ السِّهَامُ الصّيَابُ |
تَبَيَّنْ زَمَانَكَ ذَا واقْتَصِدْ | فَإِنَّ زَمَانَكَ هَذَا عَذَابُ |
وَأَقْلِلْ عِتَابَاً فَمَا فِيهِ مَنْ | يُعَاتِبُ حِينَ يَحِقُّ العِتَابُ |
مَضَى النَّاسُ طُرّاً وَبَادُوا سِوَى | أَرَاذِل عَنْهُمْ تُجَلُّ الكِلاَبُ |
يُلاَقِيكَ بِالبِشْرِ دَهْمَاؤُهُمْ | وَتَسْلِيمُ مَنْ رَقَّ مِنْهُمْ سِبَابُ |
فَأَحْسِنْ، وَمَا الحُرُّ مُسْتَحْسِنٌ | صِيَانٌ لَهُمْ عَنْهُمُ وَاجْتِنَابُ |
فَإِنْ يُغْنِهِ اللّه عَنْهُمْ يَفرْ | وَإِلاَّ فَذَاكَ فِيْمَا الخَطَا وَالصَّوابُ |
فَدَعْ مَا هَوَيتَ، فَإِنَّ الهَوَى | يَقُودُ النُّفَوسَ إِلَى مَا يُعَابُ |
وَمَيِّزْ كَلاَمَكَ قَبْلَ الكَلاَمِ | فَإِنَّ لِكُلِّ كَلاَمٍ جَوَابُ |
فَرُبَّ كَلامٍ يَمُضُّ الحَشَا | وَفِيهِ مِنَ المَزْحِ مَا يُسُتَطَابُ |
سهرت أعين ونامت عيون
سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ | في أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكونُ |
فَاِدرَأِ الهَمَّ ما اِستَطَعتَ عَن النَفـ | ـسِ فَحِملانُكَ الهُمومَ جُنونُ |
إِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ماكا | نَ سَيَكفيكَ في غَدٍ ما يَكونُ |
أمت مطامعي فأرحت نفسي
أَمَتُّ مَطامِعي فَأَرَحتُ نَفسي | فَإِنَّ النَفسَ ما طَمِعَت تَهونُ |
وَأَحيَيتُ القُنوعَ وَكانَ مَيِّتاً | فَفي إِحيائِهِ عِرضٌ مَصونُ |
إِذا طَمَعٌ يَحِلُّ بِقَلبِ عَبدٍ | عَلَتهُ مَهانَةٌ وَعَلاهُ هونُ |