رفقا بأعصابي

شَرَّشْتِ
في لحمي و أعْصَابي
وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ
شَرَّشْتِ .. في صَوْتي و في لُغَتي
ودَفَاتري و خُيُوطِ أَثوابي
شَرَّشْتِ بي … شمساً و عافيةً
وكسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي
شَرَّشْتِ … حتّى في عروقِ يدي
وحوائجي .. و زجَاج أكوابي
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً
وسنابلاً و كرومَ أعنابِ
شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي
مرعى فراشاتٍ … و أعشابِ
تَتَساقطُ الأمطارُ … من شَفَتِي
والقمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً
فَتَوَقَّفي … رِفْقاً بأعصابي
قصيدة نزار قباني

سعت لك صورتي وأتاك شخصي

سَعَت لَكَ صورَتي وَأَتاكَ شَخصيوَسارَ الظِلُّ نَحوَكَ وَالجِهاتُ
لِأَنَّ الروحَ عِندَكَ وَهيَ أَصلٌوَحَيثُ الأَصلُ تَسعى المُلحَقاتُ
وَهَبها صورَةً مِن غَيرِ روحأَلَيسَ مِنَ القَبولِ لَها حَياةُ
أمير الشعراء أحمد شوقي

إلهي أعدني

إلهي أعدني إلى وطني عندليب
على جنح غيمة
على ضوء نجمة
أعدني فلّة
ترف على صدري نبع وتلّة
إلهي أعدني إلى وطني عندليب
عندما كنت صغيراً وجميلاً
كانت الوردة داري والينابيع بحاري
صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ
هل تغيرت كثيراً
ما تغيرت كثيراً
عندما نرجع كالريح الى منزلنا
حدّقي في جبهتي
تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق
تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا
قصيدة للشاعر محمود درويش

المستحيل

أموت اشتياقا
أموت احتراقا
وشنقا أموت
وذبحا أموت
ولكنني لا أقول
مضى حبنا و انقضى
حبنا لا يموت
قصيدة محمود درويش

أغنيات حب إلى إفريقيا

هل يأذن الحُرّاس لي بالانحناءْ
فوق القبور البيض يا إفريقيا؟
ألقتْ بنا ريح الشمال إليك
واختصر المساء
أسماءنا الأولى
وكُنّا عائدين من النهار
بكآبة التنقيب عن تاريخنا الآتي
وكنّا متعبين
ضاع المغنّي والمحاربُ والطريق إلى النهار
من أنت؟
~~~~
عصفور يجفّفُ ريشه الدامي
وكيف دخلت؟
كان الأفق مفتوحاً؟
وكان الأوكسجين
ملء الفضاء
وما تريد الآن؟
ريشةَ كبرياء
وأريد أن أرث الحشائش والغناء
فوق القبور البيض.. يا إفريقيا
~~~~
هل يأذن الحراس لي بالاقتراب
من جُثَّة الأبنوس.. يا إفريقيا؟
ألقتْ بنا ريح الشمال إليك،
واختبأ السحابْ
في صدرك العاري
ولم تُعلن صواعقنا حدود الاغترابْ
~~~~
والشمسُ بالمجّان مثل الرمل والدم
والطريق إلى النهار
يمحو ملامحنا، ويتركنا نعيد لانتظار
صَفّاً من الأشجار والموتى
تحّبكِ
نشتهي الموت المؤقّت
نشتهيه ويشتهينا
نلتف بالمدن البعيدة والبحار
لنفسر الأمل المفاجئ
والرجوعَ إلى المرايا
من أنتَ؟
جنديُّ يعود من التراب
بهمزيمة أُخرى وصورة قائد
ماذا تريد؟
بيتاً لأمعائي وطفلاً من حديد
وأُريد صكَّ براءتي
~~~~
وأريد يا إفريقيا
ماذا تريد؟
أريد أن أرث السحاب
من جُثَّة الأبنوس.. يا إفريقيا
ألقت بنا ريح الشمال إليك
يا إفريقيا
ألقتْ بنا ريح الشمال
لنكون عُشّاقاً وقتلى
وبدون ذاكرةٍ ذكرنا كل شيء عن ملامحنا
ووجُهك فوق خارطة الظلال
مرّ المغني تحت نافذةٍ
وخبّأ صوته في راحتيه
سرّاً يحبّك أو علانيةً يمرّ
وينحني كالقوس، يا إفريقيا
وحشيّتان
عيناك-يا إفريقيا- وحزينتان
~~~~
عيناك كالحبّ المفاجئ
كالبراءة حين تُفترعُ البراءة
مرّ المغني تحت نافذة
وأعلن يأسه
من أنت؟
عاشق
من أين جئت؟
أنا من سلالات الزنابق والمشانق
والريح تحبل.. ثم تُنجبني
وترميني على كل الجهات
ماذا تريد؟
أُريد ميلاداً جديد
وأريد نافذة جديدهْ
لأحبّها سرّاً وتقتلني علانيةً
وأرحل عنك.. يا إفريقيا
قصيدة لشاعر فلسطين محمود درويش

تعالي البارحة

إن كان لا يمكنك الحضورلأي عذرٍ طارئٍ
سأكتفي بالرائحةإن كان لا يمكن أن تأتي غداً
لموعديإذن تعالي البارحة
شعر نزار قباني