من استحوا قد ماتوا

أَيْــنَ الَّــذِينَ تَــفَلْسَفُوا وَتَمَنْطَقُوا
وَلَــهُمْ (كَفُرْسَانِ الهَوَا) صَوْلاتُ
هُمْ يَلْدَغُونَ مَدَى الزَّمَانِ جُلُودَنَا
لا يَــــهْــدَأُونَ كَــأَنَّــهُمْ حَــيَّــاتُ
مَــا بَالُهُمْ صَمَتُوا وَزَالَ فَحِيحُهُمْ
لَــمْ تَــخْتَلِجْ بِــحُلُوقِهِمْ أَصْــوَاتٌ
كَالأَرْنَبِ الخَرْسَاءِ تَلْزَمُ جُحْرَهَا
وَبِــهَا تَــمُرُّ الــخَيْلُ وَالــغَارَاتُ
أَفَــلا تَسِيرُ مَعَ الجُمُوعِ خُيُولُهُمْ
آنَ الآوَانُ وَحَــانَتِ الــفُرْصَاتُ
كَــي تَسْتَعِيدَ سَلِيبَهَا مِنْ خَصْمِهَا
فَــلِــمِثْلِ هَـــذَا تُــعْقَدُ الــرَّايَاتُ
الــصَّمْتُ لَيْسَ بِطَبْعِهِمْ، فَتَرَاهُمُ
فِــي كُــلِّ نَــازِلَةٍ لَــهُمْ بَصَمَاتُ
الْــخَوْفُ أَخْرَسَهُمْ وَقَصَّ لِسَانَهُمْ
وَضَجِيجَهُمْ شَهِدَتْ لَهُ السَّاحَاتُ
فَغَدًا إِذَا زَالَ السَّحَابُ وَأَشْرَقَتْ
شَــمْسٌ، تَــعُودُ لِعَهْدِهَا الدَّبكَاتُ
عَــاشَ الَّذِينَ لِعُرْيِهِمْ لَمْ يَخْجَلُوا
فَتَفَاخَرُوا، وَمَنِ اسْتَحَوْا قَدْ مَاتُوا
كتبها الشاعر عبدالناصر عليوي العبيدي

رثاء الشهيد

نعي عمي رحيل لهذمٍ هذا المسا
وما ادركت هل الناعي أم المَنعي قتيلا
اصاب بني المحمود شر بلية فنحته
النائحات نهار اً و ليل الشؤم كان ذهولا
ما كنت اعرف عن فقد الأحبة خبرة
فقدتك و امسى فقدان الكرام ثقيلا
تأن بنا الأرواح من هول فجيعةٍ آه ثم
آه منك يا ليل الثاكلين فإني اراكَ طويلا
و ليس لنا من حيلة بعد الردى
و لن يكون لنا لردع الحادثات سبيلا
بُلِّغنا انك قصيت فقيد ثاوٍ بقفرة
اتخذت منزلا في تربة إلأعداء بتتَ نزيلا
و كل شبر من ارض العراق حميته
يود لو كان لك مثوىً بالرفات كفيلا
عزاؤنا إن الفقيد عند العرش سعيدٌ
باذن الله كان شهيدا بصحبته رسولا
و من له في الدنيا شهيدا كان له من
الشفاعة حبلا في جنان الخلد موصولا
عتبي عليك يا عهد الصِبى أما وعدتني
أن ينضج الصبى وعهدا بالرخاء طويلا
لقد اضعنا فتاً صبياً ذكي القلب يعول
عليه اذا اصاب الخطب إن كان جليلا
وا ضيعتاه فقدنا فقيداً المعي وبعدك
يا عباس كل ما جادت به الأيام كان ضئيلا
قد ماتت الآمال لدى الفتيان حين رحيله
و ليس كل هالك له كمثل فقداكَ رحيلا
تسيل دموع الروح من شدة الأسى
و ليس لنا لدرء احداث الزمان قبيلا
نقي القلب سخي النفس ان عز الطلاب
يسلي فهو خليل لمن لم يلفي خليلا
كان بصيرته تزري بالكهول اذ نطق
و بها يرتد طرف الشيخ اصبح كليلا
لا رعى الله الحادثات تسارعت حتى
جنت من ارواح اهل الحي صبية و كهولا
قيل ان طوال الدهر يشفي كل مصيبة
و هي فعلة الدهر بالنسيان تُرديك هزيلا
كتبها الشاعر الدكتور صالح مهدي عباس

قصيدة الشقيانين

انا صياد
روحت اصطاد
رميت الشبك
نيلنا ارتبك
لقيت براد
من بغداد
طلعلي جني
عازف مغني
بالاصفاد
انا قلل لي
حرفي تملي
ناسج الطين
يا بنى ادمين
صنعة مليحة
ايادي فصيحة
عمرها ما تجلي
انا شيال
صاحب عيال
حامد وراضي
وجيبي فاضي
من وقف الحال
احنا المصريين
احنا عزيق الطين
احنا الاولاد .. احنا الاحفاد
الشقيانين
كتبها الشاعر مروان سالم

نظرة الموت

هَجَرْتُ اَلْحُبُّ خَوْفًا . . . مِنْ وَجَعِ اَلْقَلْبِ لَيْلاً
هَجَرْتُ اَلْعِشْقُ دَائِمًا . . . وَأَرَحْتُ قَلْبًا مِنْ كَسْرِ
جَمِيعَهُمْ فِي نَظَرِي سَوَاسِيَةً . . . لَا فَرْقَ إِلَّا فِي تَشْكِيلَةٍ
وَالْعَقْلِ أَحْيَانًا مِنْ . . . أُنْثَى إِلَى وَاحِدَةٍ أُخْرَى
وَمَاذَا أَجْنِي مِنْهُ فِي . . . أَيَّامِي وَسَنَوَاتُ عُمْرِي
هِجْرَتَهُ وَأَقْسَمَتْ عَلَى اَلْخِصَامِ . . . فَلَا أَمَلَ مِنْهُ وَلَيْسَ لَنَا بِنَصِيبٍ
قَفَلَتْ قَلْبِيِّ بِكِيلُونْ اَلدُّنْيَا . . . وَأُلْقِيَتْ مِفْتَاحَ اَلتَّجْرِبَةِ مُتَعَمَّدًا
وَمَرَّتْ اَللَّيَالِي وَالسُّنُونَ سَرِيعًا . . . وَإِلَّا زَالَ اَلْعَقْلُ وَالْقَلْبُ رَافِضًا
وَفِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ . . . كُنْتَ حَاضِرًا فِي دَرْسِي
وَقَعَ قَلْبِي فِي غَيْبُوبَةٍ . . . مِنْ نَظْرَةٍ جَعَلَتْنِي فِي حَيْرَةٍ
لَا أَعْلَمُ مَا أَصَابَهُ هَلْ . . . هِيَ سَكْتَةٌ قَلْبِيَّةٌ أَمْ تَوَهَّمَ
دَقَّاتِ قَلْبِي تَنْبِضُ مِثْل اَلطَّبْلِ . . . كَأَنَّهَا دَقَّاتُ فَرَحِ اَلِانْتِصَارِ
مَاذَا يَحْصُلُ لِي لَا أَفْهَمُ . . . أَنَا فِي حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِي
اِلْتَفَتَ مِنْ حَوْلِي لِكَيْ أَرَى . . . مَاذَا حَلَّ بِقَلْبِي يَا تُرَى
فَوَقَعَ قَلْبِي ضَحِيَّةَ تِلْكُمَا اَلْعَيْنَيْنِ . . . كَأَنَّهَا دَوَّامَةٌ تَجْذِبُ اَلسُّفُنُ
فَغَرِقَتْ فِي بَحْرِ اَلْهَوَى . . . فَلَا أَمَلَ مِنْ مِنْجْ يُنْقِذُنِي
سِوَى تِلْكَ اَلضِّحْكَةِ اَلْغَدَّارَةِ . . . تُنْقِذُنِي مِنْ بَحْرِ اَلْهَوَى
وَتَرْمِينِي لِطَرِيقِ اَلشَّوْقِ . . . فَلَا أَجِدُ إِلَّا اَلتَّوَهَانُ
مِنْ نَظْرَةٍ لَيْسَ ب إِلَّا . . . لَمْ تَكُنْ سِوَى ثَوَانٍ
وَلَكِنَّهَا بَالَنْسَبَالِي . . . كَالسَّاعَاتِ وَالْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي
لَا أَجِدُ لِي دَلِيلاً . . . يُخْرِجُنِي مِنْ سِحْرِكَ اَلْجَبَّارِ
بِجَمَالٍ لَمْ يَأْتِ بِهِ بَشَرٌ . . . أ أَنْتَ مَلَاكُ مَنْزِلٍ
فَلَا مُنْقِذ يُنْقِذُنِي . . . مِنْ نَظْرَةٍ جَعَلَتْنِي سِكِّيرًا
وَبَيْنَمَا أُسَرِّح فِي اَلْجَمَالِ . . . فَإِذَا بِالْعَقْلِ يُذَكِّرُنِي
بِوَعْدِي وَخِصَامِ اَلْحُبِّ . . . لِتَجَنُّبِ اَلْأَسَى وَالِانْكِسَارِ
فَخَاطَبَهُ اَلْقَلْبُ بِغَضَبٍ . . . كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ أَضْلَاعِي
فَقَالَ اَلْعَقْلُ مُحَذِّرًا . . . اَلْحُبُّ لَيْسَ إِلَّا بِالسَّرَابِ
وَأَنَا اَلْعَقْلِ وَلِلتَّجْرِبَةِ لَا أَنْصَحُ . . . وَدَّعَ اَلْقُفْلُ كَمَا كَانَ
وَالْقَلْبِ لَا زَالَ شَارِدًا . . . فِي جَمَالِ بِدَعٍ فِي خُلُقِهِ
وَمَرَّتْ اَلْيَالِي بِبُطْءٍ . . . وَالْحُبُّ لَا زَالَ فِي فُؤَادِي
فَهَلْ مِنْ عِلَاجٍ لِلشَّوْقِ . . . يُنْقِذُنِي مِنْ طُولِ اَللَّيَالِي
تَذَكَّرَتْ نَفْسِيٍّ سَابِقًا . . . حُرًّا لَا يَشْغَلُهُ شَيْئًا
وَفِي يَوْمٍ لَمْ أَجِدْهَا . . . فَكُنْتُ كَالْمَخْمُورِ اَلسِّكِّير
أَبْحَثُ عَنْهَا بِشَوْقٍ . . . وَالْقَلْبُ لَا زَالَ شَارِدًا
كَيْفَ أُقَاوِمُ لَا أَسْتَطِيعُ . . . وَفَجْأَةُ مَرَّتْ بِجَانِبَيْ
وَالضِّحْكَةِ اَلْغَدَّارَةِ تَجْذِبُنِي . . . وَتِلْكَ اَلْؤلْؤْتِينْ اَلسَّوْدَاوَيْنِ
وَبَيَاض اَلْوَجْهِ نَاصِعٍ . . . أَهُوَ شَمْس فِي عِزِّ اَلظُّهْرِ
وَتِلْكَ اَلشَّفَايفْ اَلْحَمْرَاءَ . . . كُلْتُفَاحْ اَلْأَحْمَرَ اَلنَّاضِجِ
أَنْتَ قَبَّاءُ شَدَّتْنِي . . . لِطَرِيقِ اَلْحُبِّ وَأَلْقَتْنِي
أَسْمِعِي أَيَّتُهَا اَلْحَوْرَاءِ . . . اِرْحَمِينِي مِنْ هَذَا اَلْعَذَابِ
وَالْيَوْمِ أَنَا مُحَدِّثٌ . . . لَمْ أُكِنْ لِلْحُبِّ تَارِكًا
وَلْأُكَنَّ اَلْحُبّ غَدَّارٌ . . . وَلَا يَأْمَنُ غَدْرُهُ سِوَايَ
اَلْقَلْبُ اَلْمُؤَمَّنُ اَلْقَوَامُ . . . وَالْعَقْلُ اَلشَّدِيدُ اَلرَّشِيدْ
ف يَا دُنْيَا اَلشَّهَوَاتِ . . . لَقَدْ مِنَى رَبِّي بِالْوُعُودِ
جِنَانْ اَلْخُلْدِ خَالِدَةً . . . وَالْحُورُ اَلْعَيْنُ زَوْجَاتِ
وَلِطَرِيقِ اَلْحُبِّ نَاس . . . وَأُرِيحُ اَلْقَلْبَ اَلْمَخْدُوعَ
وَلِطَرِيقِ اَلْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ . . . بَاحِثًا
وَسَلَامِي لِكُلِّ عَاشِقٍ مَخْدُوعٍ . . . سَتَأْتِيكَ اَلدُّنْيَا بِالْعِلَاجِ
فَتَحَمَّلَ آلَامَ اَلْحُبِّ . . . لَا زَالَ وَجَعُ اَلْفِرَاقِ أَشَدَّ
فَسَتُعِينُ بِالْمَلِكِ وَالصَّلَاوَات . . . وَأَنْطَلِقُ لِكَسْبِ اَلْحَسَنَاتِ
كتبها الشاعر احمد جمال أحمد حميده – @ahmedgamal21520
الشاعر يلقي القصيدة في مقطع فيديو مرئي

حنين إلى الماضي

كيف المسير وقد مضى رواديومشيت فردا لا انيس انادي
حارت قوافلنا عشية ضعنناوسرونا ليلا في شعاب الوادي
كل يقول طريقنا من ههناولست اترك بغيتي ومرادي
لابدر يرسل نوره فيدلناهجرالقريب وافتقاد الهادي
حيران يعصر مهجتي ليلُ الاسىوتفطرت عيني من الاسهادي
سفر وخوف والطريق طويلةوالجسم انحله هموم بلادي
اخذوا علي النوم في غسق الدجىفكتمت دمعي بين الحشا ووسادي
واذا البلابل كممت افواههاولم تعد تقوى على الانشادي
وبدا الحزين مقلدا اصوتهاما اجمل الصوت الشجي الصادي
ماكان اجملها بلابل عصرنالكنها شغفت بحب سعادي
اسفي على قوم ارادوا هجرناقد ابرموا قهري وترك ودادي
ماساءهم منا طوال حياتنالم نختلف يوما على ميعادي
هل يملؤ الدنيا الدنية فرقةويصير بين الهجر راح غادي
حتى جفا الخل الخليل وصدهوسقاه كأس الهجر والابعادي
تبا لدنيانا و حب ذواتناجعلتنا بين مطارق الاضدادي
لولا المودة والعشيرة بيننالهدمت مكنون الإخا بفؤادي
كتبها الشاعر محمد هبه يوسف

ما وراء البريق

إذا رأيت نيوب الليث بارزةً
فلا تظن أن اللَّيْثَ يَبْتَسِمُ
إذا رأيتَ جِبالَ الثَّلجِ شامخةً
فلا تظنَّ بأنها تلينُ
وإنْ بَدا البحرُ في يومٍ هادئًا
ففي أعماقهِ أمواجٌ تئنُّ
إذا رأيتَ نجومَ الليلِ ساطعةً
فاعلم بأنَّ وراءَ الضوءِ غيومُ
وإنْ بدتْ لكَ غاباتٌ مورقةً
فهناكَ بينَ الظلالِ ذئابٌ تعلنُ
تبدو الحياةُ لنا أحيانَ باسمةً
لكنَّ تحتَ البَسماتِ حُزْنٌ دفينُ
فلا تَخدْعْكَ مظاهرٌ لامعةٌ
ففي عمقِ كلِّ شيءٍ سِرٌ دفينُ
كتبها الشاعر محمد عبدالرحمن بركات