أهاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَبالُهُ – مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى فالمَصَانِعِ |
عَفَتْ بَعدَ أسْرَابِ الخَليطِ وَقد ترَى – بِها بَقَراً حُوراً حِسانَ المَدامِعِ |
يُرِينَ الصِّبَا أصْحابَهُ في خِلابَةٍ – ، وَيَأبَيْنَ أنْ يَسْقينَهمْ بالشّرَائِعِ |
إذا مَا أتَاهُنّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ – كرَشْفِ الهِجانِ الأدمِ ماءَ الوَقائعِ |
يَكُنّ أحَادِيثَ الفُؤادِ نَهَارَه – وَيَطْرُقْنَ بالأهْوَالِ عندَ المَضَاجعِ |
إلَيْكَ ابنَ عَبدِ الله حَملّتُ حاجَتي – على ضُمرِ الأحقابِ خُوصِ المَدامع |
نَوَاعِجَ، كُلّفْنَ الذّمِيلَ، فلم تزَل – مُقَلَّصَةً أنْضَاؤها كالشّرَاجِعِ |
تَرَى الحاديَ العَجلانَ يُرْقِصُ خَلفها – وَهُنّ كحَفّانِ النّعامِ الخَوَاضِعِ |
إذا نَكّبَتْ خُرْقاً من الأرْضِ قابلَت – وَقَد زَالَ عَنْها، رَأسَ آخرَ، تابعِ |
بَدَأنَ بهِ خُدْلَ العِظامِ – ، فُأُدْخِلَتْ عَلَيهن أيام العتاق النّزَائِعِ |
جَهِيضَ فَلاةٍ أعْجَلَتْهُ تَمامَهُ – هَبُوعُ الضّحى خَطّارَةٌ أُمُّ رَابِعِ |
تَظَلّ عِتاقُ الطّيرِ تَنْفي هَجِينَه – جُنُوحاً على جُثمان آخَرَ نَاصِعِ |
وَما ساقَها من حاجَةٍ أجْحَفَتْ بهَا – إلَيْكَ، وَلا مِنْ قِلّةٍ في مُجاشِعِ |
وَلَكِنّها اخْتَارَتْ بِلادَكَ رَغْبَةً – عَلى ما سِوَاها مِنْ ثَنايا المَطالِعِ |
أتَيْنَاكَ زُوّاراً، وَوَفْداً، وَشَامَة – لخالك خالِ الصّدقِ مُجدٍ وَنافِعِ |
إلى خَيْرِ مَسْؤولَينِ يُرْجَى نَداهُما – إذا اخْتيرَ الأفْوَاهِ قَبلَ الأصَابِعِ |
قصائد العصر الاموي
مجموعة رائعة من قصائد العصر الاموي أبيات شعر عربية من العصر الأموي لكبار الشعراء.
نعم الفتى خلف إذا ما أعصفت
نِعْمَ الفَتى خَلَف إذا ما أعصَفَت – رِيحُ الشّتاءِ مِنَ الشَّمال الحَرْجَفِ |
جَمَعَ الشِّوَاءَ مَعَ القَدِيدِ لضَيفِه – كَرَماً وَيَثْني بالسُّلافِ القَرْقَفِ |
مِنْ عَاقِرٍ كدمِ الرُّعَافِ مُدامَةٍ – صَهْبَاء، أشْبَهها دِمَاءُ الرُّعّفِ |
لله دَرُّكَ حِينَ يَشْتَدّ الوَغَى – وَلَنِعْم دَاعي الصّارِخِينَ الهُتّفِ |
أنْتَ المُرَجَى للعَشِيرَةِ كُلِّهَا – في المَحْلِ أوْ صَكِّ الجُموعِ الزُّحّفِ |
يا ابن الحمارة للحمار وإنما
يا ابن الحِمَارَةِ للحِمَارِ وَإنّمَا – تَلِدُ الحِمَارَةُ وَالحِمَارُ حِمَارَا |
وَلَوْ أنّ ألأمَ مَنْ مَشَى يُكْسَى غداً – ثَوْباً لرُحْتَ وَقَدْ كُسِيتَ إزَارَا |
كَلَمَتْ مُرُوءتُكَ الّتي تُعْنى بهَا – لَوْ جَادَ سَرْجُكَ وَاسْتَجَدّ عِذارَا |
لو أعلم الأيام راجعة لنا
لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا – بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ |
بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِم – دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ |
إذا ما بكى العَجْعاجُ هَيّجَ عَبْرَةً – لعَيْنَي حَزِينٍ شَجْوُهُ غَيرُ رَاجعِ |
فإنْ أبْكِ قَوْمي، يا نَوَارُ، فإنّني – أرَى مَسْجِدَيهِمْ مِنهمُ كالبَلاقِعِ |
خَلاءَينِ بَعدَ الحِلْمِ وَالجَهلِ فيهما – وَبَعْدَ عُبابيِّ النّدَى المُتَدافِعِ |
فأصْبَحْتُ قَدْ كادَتْ بُيوتي يَنالُها – بحَيْثُ انتَهَى سَيلُ التِّلاعِ الدّوَافعِ |
على أنّ فِينَا مِنْ بَقَايا كُهُولِنَا – أُسَاةَ الثّأى وَالمُفظِعاتِ الصّوَادعِ |
كَأنّ الرّدُيْنِيّاتِ، كانَ بُرُودُهُم – عَلَيْهِنّ في أيْدٍ طِوَالِ الأشَاجِعِ |
إذا قلتُ: هذا آخرُ اللّيلِ قَد مَضَى – تَرَدّدَ مُسْوَدٌّ بَهِيمُ الأكارِعِ |
وَكَائِنْ تَرَكْنَا بِالخُرَيْبَةِ من فَتى – كَرِيمٍ وَسَيفٍ للضّرِيبَةِ قاطِعِ |
وَمِنْ جَفْنَةٍ كانَ اليَتامَى عِيالَها – وَسَابِغَةٍ تَغْشَى بَنانَ الأصَابِعِ |
وَمِنْ مُهرَةٍ شَوْهَاءَ أوْدَى عِنانُها – وَقَد كانَ مَحفوظاً لها غَيرَ ضَائِعِ |
لكل امرىء نفسان
لكلّ امرِىءٍ نَفسانِ نَفسٌ كرِيمَةٌ – وَأخْرَى يُعاصِيها الفتى أوْ يُطِيعُها |
وَنَفْسُكَ من نَفْسَيكَ تَشفعُ للنّدى – إذا قَلّ منْ أحْرَارهِنّ شَفِيعُها |
وحرف كجفن السيف أدرك نقيها
وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها – وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِفِ |
قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها – إلى منكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ |
تَزِلُّ جُلُوسُ الرّحْلِ عن مُتماحِلٍ – من الصُّلبِ دامٍ من عَضِيضِ الظلائِفِ |
وكَمْ خَبطَتْ نَعلاً بخُفٍّ وَمَنْسِمٍ – تُدَهْدي بهِ صُمّ الجلاميدِ رَاعِفِ |
فَلَوْلا تَراخَيهنّ بي، بَعدَما دَنَت – بِكَفِّيَ أسْبَابُ المَنَايا الدّوَالِف |
لَكُنْتُ كَظَبْيٍ أدْرَكَتْهُ حِبَالَةٌ – وَقَد كانَ يخشَى الظبيّ إحدى الكَفائِفِ |
أرَى الله قَد أعطى ابنَ عاتكَة الذي – لَهُ الدِّينُ أمسَى مُستَقيمَ السّوالِفِ |
تُقَى الله والحُكمَ الذي لَيسَ مثلُه – ورَأفَة مَهدِيٍّ على النّاسِ عاطِفِ |
وَلا جارَ بعْدَ الله خَيرٌ مِن الّذِي – وَضَعْتُ إلى أبْوَابِهِ رَحْل خائِفِ |
إلى خَيْرِ جَارٍ مُسْتَجارٍ بحَبْلِه – وَأوْفَاهُ حَبْلاً للطّرِيدِ المُشَارِفِ |
عَلى هُوّةِ المَوْتِ التي إنْ تَقاذَفَت – بِهِ قَذَفَتْهُ في بَعِيدِ النّفانِفِ |
فَلابَأس أنّي قَدْ أخَذْتُ بعُرْوَة – هيَ العُرْوَةُ الوُثقَى لخَيرِ الحَلائِف |
أتَى دُونَ ما أخشَى بكَفِّيَ مِنهُما – حَيا النّاسِ وَالأقْدارُ ذاتُ المَتالِفِ |
فَطامَنَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بِه – ليَخْرُجَ تَنْزَاءُ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ |
وَرَدّ الّذي كادُوا وَما أزمَعُوا لَهُ – عَليّ وما قَدْ نَمّقُوا في الصّحائِفِ |
لَدَى مَلِكٍ وابنِ المُلُوكِ، كَأنّه – تَمَامُ بُدُورٍ ضَوْءُهُ غَيرُ كَاسِفِ |
أبُوهُ أبُو العاصِي وَحَرْبٌ تَلاقَيا – إلَيْهِ بِمَجْدِ الأكْرَمِينَ الغَطارِفِ |
هُمُ مَنَعُوني مِنْ زِيادٍ وَغَيْرِهِ – بِأيْدٍ طِوَالٍ أمّنَتْ كُلَّ خَائِفِ |
وكمْ من يَدٍ عندي لكُمْ كان فَضْلُها – عَليّ لكُمْ يا آلَ مَرْوَانَ ضَاعِفِ |
فمِنهُنّ أنْ قَدْ كُنتُ مِثْلَ حَمامةٍ – حَرَاماً، وكم من نابِ غَضْبَانَ صَارِفِ |
رَدَدْتُ عَلَيْهِ الغَيظَ تحتَ ضُلُوعِهِ – فأصْبَحَ مِنهُ المَوْتُ تحتَ الشّرَاسِفِ |