| ألا أذّن فَمَا أذكَرتَ نَاسِي | وَلا لَيّنْتَ قَلْباً وَهْوَ قَاسِ |
| وَلا شُغِلَ الأميرُ عَنِ المَعَالي | وَلا عَن حَقّ خالِقِهِ بكَاسِ |
قصائد الشاعر المتنبي
مجموعة من أجمل قصائد الشاعر ابو الطيب المتنبي تجدونها بهذه الصفحة.
أظَبْيَةَ الوَحشِ لوْلا ظَبيَةُ الأنَسِ
| أظَبْيَةَ الوَحشِ لوْلا ظَبيَةُ الأنَسِ | لمّا غَدَوْتُ بجَدٍّ في الهوَى تَعِسِ |
| وَلا سَقَيْتُ الثّرَى وَالمُزْنُ مُخلِفَةٌ | دَمْعاً يُنَشّفُهُ من لَوْعةٍ نَفَسِي |
| وَلا وَقَفْتُ بجسْمٍ مُسْيَ ثالِثَةٍ | ذي أرْسُمٍ دُرُسٍ في الأرْسُمِ الدُّرُسِ |
| صَريعَ مُقْلَتِها سأآلَ دِمْنَتِهَا | قَتيلَ تَكسيرِ ذاكَ الجفنِ وَاللَّعَسِ |
| خَريدةٌ لوْ رَأتها الشّمسُ ما طَلَعَتْ | وَلوْ رآها قَضيبُ البَانِ لم يَمِسِ |
| ما ضَاقَ قَبلكِ خَلخالٌ على رَشَإٍ | وَلا سَمِعْتُ بديباجٍ على كُنُسِ |
| إن تَرْمني نَكَباتُ الدّهرِ عن كَثَبٍ | تَرْمِ امرَأً غيرَ رِعْديدٍ وَلا نَكِسِ |
| يَفْدي بَنيكَ عُبَيْدَ الله حَاسِدُهم | بجَبهَةِ العَيرِ يُفدى حافرُ الفَرَسِ |
| أبَا الغَطَارِفَةِ الحَامِينَ جَارَهُمُ | وَتارِكي اللّيثِ كَلباً غيرَ مُفترِسِ |
| مِن كُلّ أبْيَضَ وَضّاحٍ عِمامَتُهُ | كأنّمَا اشْتَمَلَتْ نُوراً عَلى قَبَسِ |
| دانٍ بَعيدٍ مُحِبٍّ مُبغِضٍ بَهِجٍ | أغَرَّ حُلْوٍ مُمِرٍّ لَيّنٍ شَرِسِ |
| نَدٍ أبيٍّ غَرٍ وَافٍ أخي ثِقَةٍ | جَعْدٍ سرِيٍّ نَهٍ ندبٍ رَضٍ ندُسِ |
| لوْ كانَ فَيضُ يَدَيْهِ ماءَ غادِيَةٍ | عزّ القَطا في الفَيافي موْضعُ اليبَسِ |
| أكارِمٌ حَسَدَ الأرْضَ السّمَاءُ بهِمْ | وَقَصّرَتْ كلُّ مصرٍ عن طَرَابُلُسِ |
| أيّ المُلوكِ وَهُمْ قَصْدي أُحاذِرُهُ | وَأيّ قِرْنٍ وَهُم سَيْفي وهم تُرُسي |
ألَذُّ مِنَ المُدامِ الخَنْدَرِيسِ
| ألَذُّ مِنَ المُدامِ الخَنْدَرِيسِ | وأحْلى مِنْ مُعاطاةِ الكُؤوسِ |
| مُعاطاةُ الصّفائِحِ والعَوَالي | وإقْحامي خَميساً في خَميسِي |
| فَمَوْتي في الوَغَى عَيشي لأنّي | رَأيتُ العَيشَ في أرَبِ النّفُوسِ |
| ولَوْ سُقّيتُها بيَدَيْ نَديمٍ | أُسَرُّ بهِ لكَانَ أبا ضَبيسِ |
هَذِي بَرَزْتِ لَنَا فَهِجْتِ رَسِيسَا
| هَذِي بَرَزْتِ لَنَا فَهِجْتِ رَسِيسَا | ثمّ انْثَنَيْتِ وما شَفَيْتِ نَسيسَا |
| وَجعلتِ حظّي منكِ حظّي في الكَرَى | وَتَرَكْتِني للفَرْقَدَينِ جَلِيسَا |
| قَطّعْتِ ذَيّاكِ الخُمارَ بسَكْرَةٍ | وأدَرْتِ من خَمرِ الفِراقِ كُؤوسَا |
| إنْ كُنْتِ ظاعِنَةً فإنّ مَدامعي | تَكفي مَزادَكُمُ وتُرْوي العِيسَا |
| حاشَى لِمثْلِكِ أنْ تكونَ بَخيلَةً | ولمِثْلِ وَجهِكِ أن يكونَ عَبُوسَا |
| ولمِثْلِ وَصْلِكِ أنْ يكونُ مُمَنَّعاً | ولمِثْلِ نَيْلِكِ أنْ يكونَ خَسيسَا |
| خَوْدٌ جَنَتْ بَيني وبَينَ عَوَاذِلي | حَرْباً وغادَرَتِ الفُؤادَ وطِيسَا |
| بَيْضاءُ يَمْنَعُهَا تَكَلَّمَ دَلُّها | تِيهاً ويَمْنَعُهَا الحَياءُ تَميسَا |
| لمّا وَجَدْتُ دَواءَ دائي عِندَها | هانَتْ عليّ صِفاتُ جالينُوسَا |
| أبْقَى زُرَيْقٌ للثّغُورِ مُحَمّداً | أبْقَى نَفِيسٌ للنّفيسِ نَفيسَا |
| إنْ حَلّ فارَقَتِ الخَزائِنُ مَالَهُ | أوْ سارَ فارَقَتِ الجُسُومُ الرُّوسَا |
| مَلِكٌ إذا عادَيْتَ نَفسَكَ عادِهِ | ورَضِيتَ أوحَشَ ما كَرِهتَ أنيسَا |
| الخائِضَ الغَمَراتِ غيرَ مُدافَعٍ | والشِّمَّرِيَّ المِطْعَنَ الدِّعّيسَا |
| كَشّفْتُ جَمْهَرَةَ العِبادِ فلمْ أجدْ | إلاّ مَسُوداً جَنْبَهُ مَرْؤوسَا |
| بَشَرٌ تَصَوّرَ غايَةً في آيَةٍ | تَنْفي الظّنُونَ وتُفْسِدُ التّقْيِيسَا |
| وبهِ يُضَنّ على البَرِيّةِ لا بِها | وعَلَيْهِ منها لا علَيها يُوسَى |
| لوْ كانَ ذو القَرْنَينِ أعْمَلَ رأيَهُ | لمّا أتَى الظُّلماتِ صِرْنَ شُمُوسَا |
| أو كانَ صادَفَ رأسَ عازَرَ سَيفُهُ | في يوْمِ مَعرَكَةٍ لأعْيا عيسَى |
| أوْ كانَ لُجُّ البَحْرِ مِثْلَ يَمينِهِ | ما انْشَقّ حتى جازَ فيهِ مُوسَى |
| أوْ كانَ للنّيرانِ ضَوْءُ جَبينِهِ | عُبِدَتْ فكانَ العالَمونَ مَجوسَا |
| لمّا سَمِعْتُ بهِ سَمِعْتُ بواحِدٍ | ورَأيْتُهُ فرَأيْتُ منْهُ خَمِيسَا |
| ولحظْتُ أُنْمُلَهُ فَسِلْنَ مَوَاهِباً | ولمَسْتُ مُنْصُلَهُ فَسَالَ نُفُوسَا |
| يا مَنْ نَلُوذُ مِنَ الزّمانِ بِظِلِّهِ | أبداً ونَطْرُدُ باسْمِهِ إبْلِيسَا |
| صَدَقَ المُخبِّرُ عنكَ دونَكَ وَصْفُهُ | مَن في العراقِ يراكَ في طَرَسُوسَا |
| بَلَدٌ أقَمْتَ بهِ وذِكْرُكَ سائِرٌ | يَشْنا المَقيلَ ويَكْرَهُ التّعرِيسَا |
| فإذا طَلَبْتَ فَريسَةً فارَقْتَهُ | وإذا خَدِرْتَ تَخِذْتَهُ عِرّيسا |
| إنّي نَثَرْتُ عَلَيكَ دُرّاً فانتَقِدْ | كَثُرَ المُدَلِّسُ فاحْذَرِ التّدليسَا |
| حَجّبْتُها عَنْ أهلِ إنْطاكِيّةٍ | وجَلَوْتُها لكَ فاجتَلَيتَ عَرُوسَا |
| خيرُ الطّيورِ على القُصورِ وشَرُّها | يَأوِي الخَرابَ ويَسكُنُ النّاوُوسَا |
| لوْ جادَتِ الدّنْيا فَدَتْكَ بِأهْلِها | أو جاهَدَتْ كُتبَتْ عليك حبيسا |
يَقِلّ لَهُ القِيامُ على الرّؤوسِ
| يَقِلّ لَهُ القِيامُ على الرّؤوسِ | وَبَذْلُ المُكْرَماتِ منَ النّفوسِ |
| إذا خانَتْهُ في يَوْمٍ ضَحُوكٍ | فكَيفَ تكُونُ في يوْمٍ عَبُوسِ |
أنْوَكُ مِنْ عَبْدٍ وَمِنْ عِرْسِهِ
| أنْوَكُ مِنْ عَبْدٍ وَمِنْ عِرْسِهِ | مَنْ حَكّمَ العَبدَ على نَفسِهِ |
| وَإنّمَا يُظْهِرُ تَحْكِيمُهُ | تَحَكُّمَ الإفْسَادِ في حِسّهِ |
| مَا مَنْ يَرَى أنّكَ في وَعْدِهِ | كَمَنْ يَرَى أنّكَ في حَبْسِهِ |
| لا يُنْجِزُ الميعادَ في يَوْمِهِ | ولا يَعي مَا قالَ في أمْسِهِ |
| وَإنّمَا تَحْتَالُ في جَذْبِهِ | كَأنّكَ المَلاّحُ في قَلْسِهِ |
| فَلا تَرَجَّ الخَيرَ عندَ امْرِىءٍ | مَرّتْ يَدُ النّخّاسِ في رَأسِهِ |
| وَإنْ عَرَاكَ الشّكُّ في نَفْسِهِ | بحَالِهِ فانْظُرْ إلى جِنْسِهِ |
| فَقَلّ ما يَلْؤمُ في ثَوْبِهِ | إلاّ الذي يَلْؤمُ في غِرْسِهِ |
| مَنْ وَجَدَ المَذْهَبَ عَنْ قَدْرِهِ | لم يَجِدِ المَذهَبَ عَن قَنْسِهِ |