| أينَ الشَّهامةُ أينَ الدينُ والهِمَمُ؟ |
| أينَ القَساوةُ في أُنسٍ إذا نقِموا؟ |
| أمَا بَصَرتُم بغيرِ الشجبِ مَنقبةً؟ |
| يا أمةٌ هَزأتْ من ذلِّها الأممُ؟ |
| أمَا تبقَّى لديكم مُدركٌ فَهِمٌ؟ |
| وما تبقَّى إلا المُسنُّ والهَرِمُ |
| الذئبُ يَنهبُ هذا اليومَ أرضَكُمُ |
| أمَا ترونَ بأنَّ الذِّئبَ يَلتَهِمُ؟ |
| أمَا تروهُ لأرضِ اللهِ يسلبُها |
| والذئبُ قُدسكُمُ يا خَلقُ تقتسمُ |
| فكيفَ نلقى بهذا السكتِ نشوتَكمْ؟ |
| إنْ كنتمُ عُمياً .. هل صابكمُ صَمَمُ؟ |
| فما كأنَّ بأرضِ اللهِ دينكُمُ |
| وما كأنَّ القُدسَ اليومَ قُدسكُمُ |
| أمَا لدينِ اللهِ اليومَ مُنتَقمٌ؟ |
| أمَا لدينِ اللهِ اليومَ مُلتَحمُ؟ |
| أينَ الفيالِقُ للإخوانِ نصرفُها؟ |
| كيفَ الأعادي؟ وهلْ من نارِها سلموا؟ |
| وما لَكُم فيها يا خَلْقُ من رِفعةٍ |
| وما لكم فيها عِزٌّ ولا كَرمُ |
| ففي عدوِّكمُ صبرٌ وتحمُّلٌ |
| وفي الأخلَّاءِ ذاكَ الضيقِ والسأَمُ |
| من أينَ جئتم بهذا الجوْرِ من ذُلَّةٍ؟ |
| فما أظنُّ بُحكمِ الحَيِّ تحتكموا |
| وما أظنُّ كتابَ رَبّي أرشدَكم |
| وما أظنُّ بحبلِ رَبّي تعتصموا |
| وما كأنَّ نَبيَّ اللهِ نبيُّكُم |
| وما كأنَّ عُمَر قد كانَ جَدَّكُمُ |
| وما كأنَّ علياً وِرثُهُ عِزَّةٌ |
| باتتْ تخاصمَهُ الأحزَابُ والعجمُ |
| حتّى بَقينَا نُساقُ كالمَواشي هنا |
| لِذَا خَضعنا كَما الجواري والخَدَمُ |
| فما ثَبَتنا بحقِّ رَبِّي بعدهُمُ |
| ولا بَلَغنا بيومٍ فَوقَ القِمَمُ |
قصائد أحمد القيسي
قصائد الشاعر العربي أحمد القيسي في مكتبة قصائد العرب.
زمرة الإسلام
| زُمْرَةَ الإسْلَامِ إنَّ الفَتْحَ آتِ |
| فَاسْتَمرُّوا كَعِفَارٍ في الثَّبَاتِ |
| عُمُرُ الحَيْفِ قَصِيْرٌ كَمَنَام |
| لا تَهَابُوا مِنْ ضِبَاعِ العَتَماتِ |
| لَوْ سَمَا في الأَرْضِ أَعْوَاماً بُغَاةٌ |
| فَسَلِيْطُ السُّلْطِ خَفَّاضُ البُغَاةِ |
| لَمْ يُدَوِّن مِرْقَمٌ ذَاتَ دُهُورٍ |
| حَازَ نَفَّاشٌ خِتَامَ الْجَوَلَاتِ |
| فَلَقَدْ يَذبَحُ طَاغٍ كُلَّ ذَاتٍ |
| وَيَدُومُ الحَقُّ مَضمُونَ الحَيَاةِ |
| غِيرُ مُمْكن أَن يُبَادَ اسْمٌ عَلا |
| مُبْدِعُ الكَونِ بِهِ والكَائِنَاتِ |
| لا تَفُوهُوا إن خَبَا الفِسْقُ:زَهَقنَا |
| فَبِنَهرِ الفَألِ كَالْقَشَّةِ نَاتِي |
| ثِقلُهَا في نَظَرِ الأَكْهَى جِبَالٌ |
| وجُفَاءٌ في الْعُيُونِ الْقَاسِيَاتِ |
| إنَّ مَحيَانَا بِدُنيَانَا اختِبَارٌ |
| والدَّلالاتُ تُرَى بَعدَ الوَفَاةِ |
| أَيُّمَا الآجَالِ وافَدنَا بِمَجدٍ |
| نَعتَنِقهُ بِصُدُورٍ عَارِيَاتِ |
ما كل عزف للمعازف يطرب
| ما كُلُّ عَزفٍ للمَعَازِفِ يُطرِبُ |
| أو كُلُّ قَلْبٍ حِينَ يَغرمُ طَيّبُ |
| والعَابِرونَ عَلى الهُيَامِ ثَلاثَةٌ |
| بَختِي، وحبُّكِ، والنّوى يَتَرقَّبُ |
| قَالتْ: فَديتُكَ، ما الهُيَامُ؟ وما |
| الهَوى؟ |
| قُلتُ: التَّحِيةُ للَّذِينَ تَعَذَّبُوا |
| الحُبُّ شرُّ تَعهُّدٍ حتى إذا |
| بَدَتِ الحَقِيقَةُ والغُمُوضُ تَذَبذَبُوا |
| قَالتْ: فزِدنِي .. كَي أَزيدَ مَحَبَّتي |
| شِعرَاً يُهَلِّلُ كالسِّهَامِ وتُلهِبُ |
| بابَ الفُؤادُ أغلِقِيهِ لا تَفتَحِي |
| إنَّ الصِّغارَ تَطرُقُ وتَهرُبُ |
| ولقَد ظَننتُ وخَابَ ظنيَ مُخفِقاً |
| أنَّ الرُّجُولَةُ للشّوارِبِ تُنسَبُ |
| وفَصَاحَتِي انْقَلَبَتْ عَليَّ فلَمْ أرَ |
| في الشِّعرِ إلا تَوجُّعٍ وتَعَذُّبُ |
| فَلَقَيتُ أُنثَى تَستَطِيعُ تَصفُّحِي |
| بَعضُ العَواطِفِ حِينَ تُصفَحُ تُكتَبُ |
| فَلَقَيتُ أُنثَى تَستَثِيرُ مَشَاعرِي |
| وتَضُمُّنِي كالمُغنَاطِيسِ وتسحبُ |
| كُلَّ الإنَاثِ فَاتِناتٌ جَمِيعَهُن |
| إلا فَتَاتِي وضِيئَةٌ تَتَغَلَّبُ |
| لكِنَّ خَاتِمَةَ الهُيَامُ تُبلِّغُ |
| جُلّ الذينَ غَرَزتَهُم لَم يُنجِبوا |
| فاغرُسْ حَدِيقَتُكَ الجَمِيلَةَ واروِهَا |
| كُلّ الحَدَائقِ حينَ تُروى تَطيبُ |
| واحرُث مدينَتُكَ القَدِيمَةَ زَهرَةً |
| إنَّ المَزَارعَ حِينَ تعشَقُ تعشبُ |
| لا بدّ أن يلقَى الجَمالُ هُويةً |
| لا بدّ أن يَسعَ الهُويَّةَ مَرقبُ |
| وعلى مَحَلاّتِ الغَرامُ بأن تَعيْ |
| ألمُ الصّدورِ إذا تَناءَى المَركَبُ |
| قِف ها هُنا دَقِّق قَليلاً وانْطَلِق |
| لا تَستَرخْ .. مَنْ يَستَريخُ سَيُغلَبُ |
| حِسُّ الحَبيبِ مَسَكِّنٌ لكِنهُم |
| أخفَوهُ مِن كُتبِ السُّكونِ فجَرَّبُوا |
قالت لماذا تحدق نحو السما
| قَالَتْ: لِمَاذَا تُحَدِّقُ نَحوَ السَّمَا |
| أَسَئِمتَ وجهِي أَم مَلِلتَ مِن الجِّدَالْ؟ |
| قُلْتُ لَهَا: إِنِّي أَعَانِي في حَيْرَتِي |
| مُتَسَائِلاً مَن فِيكُمَا هُوَ الهِلالْ؟ |
جندنا أسد أباة
| جُنْدُنَا أُسْدٌ أُبَاةِ | حَطَّمُوا دَارَ البُغَاةِ |
| نَفَّضُوا العَارَ بِعِزٍّ | إِتَّقَوا دَرْبَ الغِوَاةِ |
| أَيُّهَا الشَّعْبُ المَجِيْدُ | إِسْنِدُوا نَاسٌ كُمَاةِ |
| لا تَهَابُونَ المَنَايَا | نُحنُ أَحفَادُ الأُبَاةِ |
| خَصْمُنَا خَصمٌ هَلُوعٌ | صَاغِرٌ تَحتَ الطُغاةِ |
| قَدَّسُوا المَالَ بِذُّلٍ | إِنَهُم قَومٌ هَفَاتِ |
| أَخَذُوا الأَصنَامَ نَسْكاً | بِرُقُودٍ مِنْ سُبَاتِ |
| عَبَدُوا الأَوثَانَ نَهْقاً | وشَحِيجٍ للمَمَاتِ |
| إِقتَدَوا قَذفَ النِّسَاءِ | عَجَزُوا عَنْ السِّماتِ |
| وافَقَوا حَالَ المَذَّلَة | أذعَنُوا جَوْر الحَيَاةِ |
| زَعَمُوا حُبَّ الرَّسولِ | بِعُرُوضٍ طاعِنَاتِ |
| فَهُمُ الأَذلَالُ حَقّاً | مُعدِمِينَ مِنَ الصِّفَاتِ |
| أَدبَرُوا سِلْكَ القِتَالِ | صَارُوا أَشبَهْ بالبَنَاتِ |
| قَدْ أَتَينَاكُمْ بِجُندٍ | لا مَنَاصٍ لا نَجَاةِ |
| بِجَهَادٍ قَدْ أَتِينَا | لإِزَاحَةِ الغُزَاةِ |
| وبِجِدٍّ قَدْ سَعَينَا | لِمَحُو شَطْبُ العِدَاةِ |
| عَزمُنَا بَلَغَ الثُّرَيا | طَوَّقَ كُلَّ الجِهَاتِ |
| نَصرُنَا قَادِمْ ودَانِي | كالنُّسُورِ الوَغْرِ آتِ |
| مَجدُنَا رَسَمَ الفَلاحِ | لِجراحٍ دَاوياتِ |
| نَحمِلُ الدِّينُ كَواهِل | عَن صُمُودٍ عَن ثَباتِ |
| نَحنَ أَبنَاءُ الحَواري | شَامِخيَنَ كَما التُقَاةِ |
| ألهَبَت نَارُ المَعَالي | أضرَمَت في الناحياتِ |
| فَتَكُوا الأَعداءَ عَقراً | بِصَوارِم مِن شَباةِ |
| عَسْكَرُ الكُفرِ ذَبَحنا | بِسُيوفٍ صَاقِلاتِ |
| سَنسِيرُوا مَعَ الحِمامِ | نَبتَغِي حُسنَ الوفَاةِ |
| يَشهَدُ التارِيخُ أنّا | كُنّا للدِّينِ الحُمَاةِ |
| إننَا للحَقِّ نَصرٌ | نَرفُضُ سَطوُّ الهُفَاتِ |
| ورُؤوسٌ قَد قَطفنَا | ثأراً للأُمهَاتِ |
| ورِقابٍ قَد حَصَدنَا | نَحراً كالبَقرَاتِ |
| أَرضُنَا سُقيت بدَمٍّ | زَاكِياتٍ طَاهِراتِ |
| أَيُّهَا الشِركِ قَدِمنا | بحِرَابٍ فالمُشاةِ |
| هَيَّا أبطَالُ العَقِيدة | خضِّبوها بالرُفاتِ |
| نَمتَطِي المَوتَ جَواداً | صَاهِلاتٍ مُرعِبَاتِ |
| كُلُّ حَرفٍ في دمانا | نَادَى للحُرِّياتِ |
| في سَبيل الصِدقِ جِئنَا | بنّفوسٍ صَافياتِ |
| كُلُّنا جُندُ الإلهِ | لا نَلِينُ إلى الولاةِ |
| حَسبِ مِنْ أَرِضُ الفُرَاتِ | إِنَّها أَرضُ الثقَاتِ |
زيدي قليلاً
| زيدي قليلاً من دلالكِ إنّني | أهوى الأنوثةَ عندما تتدلّلُ |
| و توغّلي كالروحِ بينَ مشاعري | روحي فداءُ العشقِ إذْ يتوغّلُ |
| هزّي جبالَ القلبِ لا تتأخّري | إنَّ الجمالَ على القلوب مخوَّلُ |
| فوحي بكلِّ العمرِ عطرَ أُنوثةٍ | فالوردُ عن فوَحانهِ لا يُسْأَلُ |
| و تقمّصي دورَ البطولةِ دائماً | ضوءُ الصدارةِ عنكِ لا يتحَوَّلُ |
| و أدوخ في عينيكِ لستُ مبالغاً | لو قلتُ إنّي في الجنونِ مسَلْسَلُ |
| أصحو لأكتبَ ما يهزُّ مشاعري | وبكِ القصائدُ كلّها تتغزَّلُ |