| هَزَزتُكَ لا أَنّي وَجَدتُكَ ناسِياً | لِوَعدٍ وَ لا أَني أَرَدتُ التَقاضِيا |
| وَ لَكِن وَجَدتُ السَيفَ عِندَ انتِضائِهِ | إِلى الهَزِّ مُحتاجاً وَ إِن كانَ ماضِيا |
قصائد أبو العتاهية
أبيات شعر و قصائد لشاعر العصر العباسي أبو العتاهية في مكتبة قصائد العرب.
ألا هل إلى طول الحياة سبيل
| أَلا هَل إِلى طولِ الحَياةِ سَبيلُ | وَأَنّي وَهَذا المَوتُ لَيسَ يُقيلُ |
| وَإِنّي وَإِن أَصبَحتُ بِالمَوتِ موقِناً | فَلي أَمَلٌ دونَ اليَقينِ طَويلُ |
| وَلِلدَهرِ أَلوانٌ تَروحُ وَتَغتَدي | وَإِنَّ نُفوساً بَينَهُنَّ تَسيلُ |
| وَمَنزِلِ حَقٍّ لا مُعَرَّجَ دونَهُ | لِكُلِّ امرِئٍ يَوماً إِلَيهِ رَحيلُ |
| أَرى عِلَلَ الدُنيا عَلَيَّ كَثيرَةً | وَصاحِبُها حَتّى المَماتِ عَليلُ |
| إِذا انقَطَعَت عَنّي مِنَ العَيشِ مُدَّتي | فَإِنَّ غناءَ الباكِياتِ قَليلُ |
| سَيُعرَضُ عَن ذِكري وَتُنسى مَوَدَّتي | وَيَحدُثُ بَعدي لِلخَليلِ خَليلُ |
| وَفي الحَقِّ أَحياناً لَعَمري مَرارَةٌ | وَثِقلٌ عَلى بَعضِ الرِجالِ ثَقيلُ |
| وَلَم أَرَ إِنساناً يَرى عَيبَ نَفسِهِ | وَإِن كانَ لا يَخفى عَلَيهِ جَميلُ |
| وَمَن ذا الَّذي يَنجو مِنَ الناسِ سالِماً | وَلِلناسِ قالٌ بِالظُنونِ وَقيلُ |
| أَجَلَّكَ قَومٌ حينَ صِرتَ إِلى الغِنى | وَكُلُّ غَنِيٍّ في العُيونِ جَليلُ |
| وَلَيسَ الغِنى إِلّا غِناً زَيَّنَ الفَتى | عَشِيَّةَ يَقري أَو غَداةَ يُنيلُ |
| وَلَم يَفتَقِر يَوماً وَإِن كانَ مُعدَماً | جَوادٌ وَلَم يَستَغنِ قَطُّ بَخيلُ |
| إِذا مالَتِ الدُنيا إِلى المَرءِ رَغَّبَت | إِلَيهِ وَمالَ الناسُ حَيثُ يَميلُ |
نأتي إلى الدنيا
| نأتي إلى الدنيا و نحن سواسية | طفل الملوك كطفل الحاشية |
| و نغادر الدنيا و نحن كما ترى | متشابهون على قبور حافية |
| أعمالنا تعلي و تخفض شأننا | و حسابنا بالحق يوم الغاشية |
| حور، وأنهار، قصور عالية | و جهنم تصلى، و نار حامية |
| فاختر لنفسك ما تحب و تبتغي | ما دام يومُك و الليالي باقية |
| و غدا مصيرك لا تراجع بعده | إما جنان الخلد و إما الهاوية |
إلى الله كل الأمر في الخلق كله
| إِلى اللَهِ كُلُّ الأَمرِ في الخَلقِ كُلِّهِ | وَلَيسَ إِلى المَخلوقِ شَيءٌ مِنَ الأَمرِ |
| إِذا أَنا لَم أَقبَل مِنَ الدَهرِ كُلَّ ما | تَكَرَّهتُ مِنهُ طالَ عَتبي عَلى الدَهرِ |
| تَعَوَّدتُ مَسَّ الضُرِّ حَتّى أَلِفتُهُ | وَأَحوَجَني طولُ العَزاءِ إِلى الصَبرِ |
| وَوَسَّعَ صَبري بِالأَذى الأُنسُ بِالأَذى | وَقَد كُنتُ أَحياناً يَضيقُ بِهِ صدَري |
| وَصَيَّرَني يَأسي مِنَ الناسِ راجِياً | لِسُرعَةِ لُطفِ اللَهِ مِن حَيثُ لا أَدري |
يا رب أرجوك لا سواك
| يا رَبِّ أَرجوكَ لا سِواكَ | وَلَم يَخِب سَعيُ مَن رَجاكَ |
| أَنتَ الَّذي لَم تَزَل خَفِيّاً | لا تَبلُغُ الأَوهامَ مُنتَهاكَ |
| إِن أَنتَ لَم تَهدِنا ضَلَلنا | يا رَبِّ إِنَّ الهُدى هُداكَ |
| أَحَطتَ عِلماً بِنا جَميعاً | أَنتَ تَرانا وَلا نَراكَ |
غلب اليقين علي شكي في الردى
| غَلَبَ اليَقينَ عَليَّ شَكّي في الرَدى | حَتّى كَأَنّي لا أَراهُ عِيانا |
| فَعَميتُ حَتّى صِرتُ فيهِ كَأَنَّني | أُعطيتُ مِن رَيبِ المَنونِ أَمانا |