| أَيْــنَ الَّــذِينَ تَــفَلْسَفُوا وَتَمَنْطَقُوا |
| وَلَــهُمْ (كَفُرْسَانِ الهَوَا) صَوْلاتُ |
| هُمْ يَلْدَغُونَ مَدَى الزَّمَانِ جُلُودَنَا |
| لا يَــــهْــدَأُونَ كَــأَنَّــهُمْ حَــيَّــاتُ |
| مَــا بَالُهُمْ صَمَتُوا وَزَالَ فَحِيحُهُمْ |
| لَــمْ تَــخْتَلِجْ بِــحُلُوقِهِمْ أَصْــوَاتٌ |
| كَالأَرْنَبِ الخَرْسَاءِ تَلْزَمُ جُحْرَهَا |
| وَبِــهَا تَــمُرُّ الــخَيْلُ وَالــغَارَاتُ |
| أَفَــلا تَسِيرُ مَعَ الجُمُوعِ خُيُولُهُمْ |
| آنَ الآوَانُ وَحَــانَتِ الــفُرْصَاتُ |
| كَــي تَسْتَعِيدَ سَلِيبَهَا مِنْ خَصْمِهَا |
| فَــلِــمِثْلِ هَـــذَا تُــعْقَدُ الــرَّايَاتُ |
| الــصَّمْتُ لَيْسَ بِطَبْعِهِمْ، فَتَرَاهُمُ |
| فِــي كُــلِّ نَــازِلَةٍ لَــهُمْ بَصَمَاتُ |
| الْــخَوْفُ أَخْرَسَهُمْ وَقَصَّ لِسَانَهُمْ |
| وَضَجِيجَهُمْ شَهِدَتْ لَهُ السَّاحَاتُ |
| فَغَدًا إِذَا زَالَ السَّحَابُ وَأَشْرَقَتْ |
| شَــمْسٌ، تَــعُودُ لِعَهْدِهَا الدَّبكَاتُ |
| عَــاشَ الَّذِينَ لِعُرْيِهِمْ لَمْ يَخْجَلُوا |
| فَتَفَاخَرُوا، وَمَنِ اسْتَحَوْا قَدْ مَاتُوا |
عبدالناصر عليوي العبيدي
قصائد الشاعر العربي عبدالناصر عليوي العبيدي في مكتبة قصائد العرب.
بك نستعين
| بِــكَ نَــسْتَعِينُ وَمَــنْ سِوَاكَ يُعِينُ | هــلْ غَــيْرُ بَابِكَ يَطْرُقُ المِسْكِينُ |
| وَلِــمَنْ سَــنَجْأَرُ إِنْ تَــمَادَى ظَالِمٌ | وَلِــمَنْ سَــيَشْكُو بَــثَّهُ الــمَحْزُونُ |
| اِرْحَــمْ ضَــعِيفًا لَايَــطِيقُ شَدَائِدًا | إِنَّ الــضَّعِيفَ إِذَا رَحِــمْتَ مَكِينُ |
| كُــلُّ الَّــذِي نَــرْجُوهُ عِــنْدَكَ هَيِّنٌ | إِنْ شِــئْتَ شَــيْئًا قُلْتَ كُنْ فَيَكُونُ |
| يَــامَنْ أَجَــبْتَ دُعَــاءَ نُوحٍ بَعْدَمَا | لَـــمْ يَــنْــفَعِ الإِنْـــذَارُ وَالــتَّلْقِينُ |
| نَــجَّيْتَهُ، وَجَــمِيعَ مَــنْ لَــحِقُوا بِهِ | إِذْ سَــارَ فِــيهِمْ فُــلْكُهُ الــمَشْحُونُ |
| أَخْــرَجْتَ يُونُسَ مِنْ مَهَالِكَ جَمَّةٍ | وَعَــهِــدْتَهُ لَــمَّــا رَمَـــاهُ الــنُّونُ |
| مَنْ قَالَ بَطْنُ الحُوتِ يُصْبِحُ مَلْجَأً | وَبِــغَــيْرِ زَرْعٍ يَــنْــبُتُ الــيَقْطِينُ |
| إِلَّا بِــلُــطْــفِ مُــيَــسِّرٍ وَمُــدَبِّــرٍ | وَالــحُكْمُ عِــنْدَهُ مُــحْكَمٌ وَرَصِينُ |
| مِــنْ صَــخْرَةٍ صَمَّاءَ تُخْرِجُ نَاقَةً | لِــلْــمَاءِ شَــارِبَــةً لَــهَــا عِــثْنُونُ |
| مَــنْ قَــالَ إِبْــرَاهِيمُ يَــنْجُو سَالِمًا | وَالــنَّارُ تَــهْجُرُ طَــبْعَهَا وَتَــخُونُ |
| يَــامَنْ أَجَــبْتَ دُعَــاءَ أَيُّوبَ الَّذِي | قَــدْ مَــسَّهُ الــجَدَرِيُّ وَ الطَّاعُونُ |
| وَلِأَجْــلِ دَاوُودَ الــجِبَالُ تَسَخَّرَتْ | وَجَــعَلْتَ زُبْــرَاتِ الــحَدِيدِ تَــلِينُ |
| أَمَّــا سُــلَيْمَانُ الــنَّبِيُّ خَــصَصْتَهُ | بِــالــجِنِّ كَــانَ بِــأَمْرِهِ مَــرْهُونُ |
| يَــامَنْ فَــلَقْتَ الــيَمَّ أَصْــبَحَ يَابِسًا | وَكَــأَنَّ لَــمْ تَــسْلُكْ عَــلَيْهِ سَــفِينُ |
| فَــتَحَوَّلَ الــبَحْرُ الــعَظِيمُ لِــمِعْبَرٍ | فَــنَجَا الــطَّرِيدُ وَأُغْرِقَ الفِرْعَوْنُ |
| مَا كَانَ هَذَا مَحْضَ أَمْرٍ عَارِضٍ | بَــلْ مُــثْبَتٌ، فِــي عِلْمِهِ، مَكْنُونُ |
| مَــا شَكَّ مُوسَى فِي النَّجَاةِ لِبُرْهَةٍ | أَوْ سَــاوَرَتْهُ عَــنِ الحَفِيظِ ظُنُونُ |
| عِــيسَى ابْــنُ مَــرْيَمَ مِثْلُ آدَمَ آيَةٌ | الــمَاءُ أَصْــلُ وُجُــودِهِ وَالــطِّينُ |
| اللهُ يَــخْــلُقُ مَــايَــشَاءُ بِــلَــحْظَةٍ | هَـــذَا بِــعُرْفِ الــمُؤْمِنِينَ يَــقِينُ |
| أَرْسَــــلْــتَ أُمِّــيًّــا يُــعَــلِّمُ أُمَّـــةً | لِــلْــخَلْقِ يُــظْــهِرُ هَــدْيَهُ وَيُــبِينُ |
| أَنْــتَ الــمُعِزُّ تُــعِزُّ عَــبْدًا هَــيِّنًا | وَتُـــذِلُّ جَــبَّــارًا طَــغَى وَتُــهِينُ |
| أَذْلَــلْتَ خَــيْبَرَ حِينَ شِئْتَ بِلَحْظَةٍ | سَــقَطَتْ قِلَاعٌ ضَخْمَةٌ وَحُصُونُ |
| لَــكَ أَشْــتَكِي ضَعْفِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي | يَــامَنْ إِذَا شِــئْتَ الصِّعَابُ تَهُونُ |
| ارْحَــمْ إِلَــهِي كُــلَّ عَــبْدٍ مُــغْرَمٍ | قَــدْ أَثْــقَلَتْهُ مَــدَى الــزَّمَانِ دُيُونُ |
| أَسْــلَمْتُ أَمْرِي لِلَّذِي خَلَقَ الوَرَى | وَبِــدِيــنِهِ الــحَــقِّ الــمُبِينِ أَدِيــنُ |
لسابق عهدها عادت حليمة
| إِذَا الــنِّيَّاتُ مَــا كَــانَتْ سَلِيمَةْ | بِــعُمْقِ الــنَّفْسِ رَاسِخَةً مُقِيمَةْ |
| وَحَــرَّكَهَا رَغَــائِبُ عَارِمَاتٌ | بِــنَفْسٍ فِــي طَــبِيعَتِهَا لَــئِيمَةْ |
| فَــتَسْعَى خَــلْفَ حَــاجَتِهَا بِجِدٍّ | وَلَــمْ تَــلْجُمْ مَــطَامِعَهَا شَكِيمَةْ |
| تُــغَيِّرُ لَــوْنَهَا كَــالْغُولِ دَوْمًــا | وَقَدْ تَرْضَى الْمَهَانَةَ وَالشَّتِيمَةْ |
| فَــتُبْدِي الوِدَّ وَالْأَشْدَاقُ جَذْلَى | وَفِــي الْأَعْــمَاقِ أَحْقَادٌ قَدِيمَةْ |
| وَرُغْــمَ الــشُّحِّ مَوْرُوثٌ لدَيها | لِــكُلِّ صَــغِيرَةٍ جَــعَلَتْ وَلِيمَةْ |
| لِــتُــوَهِمَ أَنَّــهَا تَــسْعَى لِــخَيْرٍ | وَأَنَّ طِــبَــاعَهَا حَــقًّا كَــرِيمَةْ |
| إِذَا انْــقَطَعَ الــرَّجَاءُ بِنَيْلِ نَفْعٍ | لِــسَابِقِ عَــهْدِهَا عَادَتْ حَلِيمَةْ |
| فَــمَنْ يَــسْلُكْ طَرِيقًا فِيهِ رَيْبٌ | عَــوَاقِبُهُ وَإِنْ سَــلِمَتْ وَخِيمَةْ |
| خِدَاعُ النَّاسِ لَا يَعْنِي انْتِصَارًا | طَــرِيقٌ فِــي بِــدَايَتِهِ الْهَزِيمَةُ |
جحود الحقير
| وأَطْـعَـمْنَاهُ فــي يَــوْمٍ عَـسِيرِ | فَـهَــذَا طَـبْـعُـنَا وَبِــلا غُــرُورِ |
| لـقَـدْ دَارَتْ بِـهِ الأَيَّــامُ حَـتَّـى | غَـــدَا كَـلْـبًـا قَـرِيـبًـا لِـلأَمِـيـرِ |
| فَــرَاحَ يَـذْمُّـنَـا غَـمْـزًا وَلَـمْـزًا | كـما الـمَعْهُودُ مٍـنْ كَـلْبٍ عَقُورِ |
| يَـقُـولُ طَـعَـامُنَا دِبْــسٌ وَدِهْـنٌ | لَـعَـمْرِي لَـيْسَ بِـالأَمْـرِ الـنَّكِيرِ |
| فَـلَـمْ نَـعْـلَمْ بِـأنَّ الـضَّيْفَ بَـغْلٌ | يَـتُـوقُ إِلَـى الـنِّخَالَةِ وَالـشَّعِيرِ |
| فـعُـذْرًا يـارقـيعُ عـلـى قـصورٍ | وَسَـامِحْنَا عَـلَى الـخَطَأِ الكَبِيرِ |
| فَمِثْلُكَ في الحَظَائِرِ كَانَ يُرْمَى | وَيُـرْبَـطُ بِـالـعِقَالِ مَعَ الـحَـمِيرِ |
| ظَـنَـنَّـا أَنَّــكُـمْ شَـخْـصٌ نَـبِـيـلٌ | فَـأَجْـلَـسْنَاكُمُ بَـيْـنَ الـحُـضُورِ |
| قِرَى الأضيافِ عُرْفٌ في حِمَانا | فـأشْـبَعَ زادُنا غَـرْثى الـطيورِ |
| ولــمْ يَـجْـحَدْ بـنا شَـهمٌ كـريمٌ | جُـحُودُ الحَقِّ مِنْ شِيَمِ الحَقِيرِ |
طقوس حب الحسين
| أَحُــبُّ الحُسَيْنِ بِهَذِي الطُّقُوسْ .؟ | بِضَرْبِ الصُّدُورِ وَشَجِّ الرُّؤُوسْ |
| وَلَــطْمِ الــخُدُودِ وَهَــيْلِ الــتُّرَابِ | وَيَــبْدُو الــجَمِيعُ بِــوَجْهٍ عَــبُوسْ |
| إلامَ تــــظــلُّ كــعــبــدٍ ذلــيــلٍ | لِــنَعْلِ كبارِ اللُّصُوصِ تَبُوسْ.! |
| وَتَــتْرُكُ كُــلَّ الــدروبِ الصحاحِ | وَتَمْضِي كَمَا العِيرُ خَلْفَ التُّيُوسْ |
| لُصُوصٌ تَعِيشُ عَلَى الحزنِ دوماً | وَمَــا هَــمُّهَا غَــيْرُ جَــمْعِ الفُلُوسْ |
| تُــــؤَجِّــجُ حِــقْــدًا لِــثَــأْرٍ قَــدِيــمٍ | وَتَــدْفَعُ جــيلاً لِــحَرْبِ الــبَسُوسْ |
| حُــسَــيْنٌ يَــثُــورُ لأَجْــلِ الــسَّلامِ | وَلَــمْ يَــدْعُ يَوْمًا لِحَرْبٍ ضَرُوسْ |
| حُــسَــيْنٌ حَــفِــيدُ نَــبِــيٍّ كَــرِيــمٍ | أَتَــى كــي يُــحَرِّرَ كُــلَّ الــنُّفُوسْ |
| بِــدِيــنٍ صَــحِيحٍ جَــلِيٍّ صَــرِيحٍ | بَــدَا وَاضِــحًا كَوُضُوحِ الشُّمُوسْ |
| حُــسَيْنٌ إِمَــامُ الــهُدَى فِــي الأنامِ | حـــريٌّ لــتؤخذَ مِــنهُ الــدروسْ |
| فــكــيفَ اقــتــفاءُ خــطاهُ ونــحنُ | نــقــيمُ الــشَّعَائِرَ مــثلَ الــمَجُوسْ |
عالم المصالح
| نَــعِيشُ فــي عَــالَمٍ خــالٍ مِنَ القِيَمِ | يَــحْمِي الــعَمَلَّسَ لا يَــهْتَمُّ بِــالغَنَمِ |
| يَــقُولُ لا تَــقْلَقُوا ما عَادَ مِنْ خَطَرٍ | خَفَّتْ لَدَى السِّيدِ طَوْعًا شَهْوَةُ النَّهَمِ |
| أَلا تَـــرَوْنَ بِـــأنَّ الــذِّئْبَ مُــبْتَسِمٌ | وَيَــنْشُرُ الــسِلْمَ فــي الآفَاقِ والأَكَمِ |
| أَعْــطَى وُعُــودًا بِــألَّا يَــعْتَدِي أَبَدًا | وَهْــوَ الَّــذِي بَرَّ في مَاضِيهِ بِالقَسَمِ |
| إِلّا إِذَا غَــبَّــرَ الــخِرْفَانُ مَــخْدَعَهُ | وَلَــمْ يَــعُدْ قَــادِرًا يقوى على الأَلَمِ |
| وَكَيْفَ يُؤْمَنُ مَنْ سَاءَتْ مَرَاضِعُهُ | وَالــغَدْرُ يَكْمُنُ في الأَطْبَاعِ والشِّيَمِ |
| كُــلُّ الــثَعَالِبِ لِــلسِّرْحَانِ مُــهْطِعَةٌ | تُــبْدِي الــنَّدَامَةَ عَــمَّا قِيلَ مِنْ تُهَمِ |
| وَهْوَ الضَّعِيفُ الَّذِي تَحْمِيهِ كَوْكَبَةٌ | أَرَاذِلُ الخَلْقِ في الأَمْصَارِ والأُمَمِ |
| كَــأَنَّــهُ الــبَدْرُ وَالأَجْــوَاءُ حَــالِكَةٌ | وَمَا سِوَاهُ سَيَهْدِي النَاسَ في الظُّلَمِ |
| مَا لِلْخِرَافِ سِوَى الرَّحْمَنِ مِنْ سَنَدٍ | فَــلْيَسْتَعِينُوا بِــرَبِّ الــبَيْتِ وَالحَرَمِ |
| مَــنْ يَردُفِ القولَ بالأفعالِ مُلتزماً | لاَ بُــدَّ مُــنتصراً. يَــرْقى إِلَى القِمَمِ |