الحب لا يقف على الضوء الأحمر

1
لا تفكر أبداً.. فالضوء أحمر..
لا تكلم أحداً .. فالضوء أحمر
لا تًجادل في نصوص الفقه..
أو في النحو..
أو في الصرف..
أو في الشعر..
أو في النثر..
إن العقل ملعونٌ ، ومكروهٌ ، ومنكر…
لا تغادر..
قنك المختوم بالشمع.. فإن الضوء أحمر
لا تحب امرأةً .. أو فارةً..
إن ضوء الحب أحمر..
لا تضاجع حائطاً .. أو حجراً .. أو مقعداً..
إن ضوء الجنس أحمر..
إبق سرياً..
ولا تكشف قراراتك حتى لذبابه..
إبق أمياً..
ولا تدخل شريكاً في الزنى أو في الكتابه..
فالزنى في عصرنا..
أهون من جرم الكتابه..
3
وبأشجار .. وبأنهار .. وأخبار الوطن
لا تفكر بالذين اغتصبوا شمس الوطن..
إن سيف القمع يأتيك صباحاً
في عناوين الجريده..
وتفاعيل القصيده..
وبقايا قهوتك
لا تنم بين ذراعي زوجتك…
إن زوارك عند الفجر موجودون تحت الكنبه..
4
لا تطالع كتباً في النقد أو في الفلسفه
مزروعون مثل السوس في كل رفوف المكتبه..
إبق في برميلك المملوء نملاً.. وبعوضاً.. وقمامه
إبق من رجليك مشنوقاً إلى يوم القيامه..
إبق من صوتك مشنوقاً إلى يوم القيامه..
إبق من عقلك .. مشنوقاً إلى يوم القيامه..
إبق في البرميل.. حتى لا ترى
وجه هذي الأمة المغتصبه..
5
أنت لو حاولت أن تذهب للسلطان..
أو زوجته..
أو كلبه المسؤول عن أمن البلاد..
والذي يأكل أسماكاً.. وتفاحاً.. وأطفالاً..
كما يأكل من لحم العباد..
لوجدت الضوء أحمر..
6
أنت لو حاولت أن تقرأ يوماً
نشرة الطقس.. وأسماء الوفيات.. وأخبار الجرائم..
لوجدت الضوء أحمر..
أو أحذية الأطفال..
أو سعر الطماطم..
لوجدت الضوء أحمر..
أنت لو حاولت أن تقرأ يوماً
صفحة الأبراج..
كي تعرف ما حظك قبل النفط..
أو حظك بعد النفط..
أو تعرف ما رقمك ما بين طوابير البهائم..
لوجدت الضوء أحمر..
7
أنت لو حاولت..
أن تبحث عن بيتٍ من الكرتون يأويك..
أو سيدةٍ – من بقايا الحرب- ترضى أن تسليك.
وعن نهدين معطوبين..
لوجدت الضوء أحمر..
أنت لو حاولت..
أن تسأل أستاذك في الصف.. لماذا؟
يتسلى عرب اليوم بأخبار الهزائم؟
ولماذا عرب اليوم زجاجٌ فوق بعضٍ يتكسر؟
لوجدت الضوء أحمر..
8
لا تسافر بجوازٍ عربي..
لا تسافر مرةً أخرى لأوروبا
فأوروبا – كما تعلم – ضاقت بجميع السفهاء..
أيها المنبوذ..
والمشبوه..
أيها الديك الطعين الكبرياء..
أيها المقتول من غير قتالٍ..
أيها المذبوح من غير دماء..
لا تسافر لبلاد الله..
إن الله لا يرضى لقاء الجبناء..
9
لا تسافر بجوازٍ عربي..
وانتظر كالجرذ في كل المطارات،
فن الضوء أحمر..
لا تقل باللغة الفصحى..
أنا مروان.. أو عدنان..
أو سحبان
إن الإسم لا يعني لها شيئاً..
وتاريخك – يا مولاي – تاريخٌ مزور..
لا تفاخر ببطولاتك في (لليدو)
فسوزان..
وجانين..
وكوليت..
وآلاف الفرنسيات.. لم يقرأن يوماً
قصة الزير وعنتر..
يا صديقي:
أنت تبدو مضحكاً في ليل باريس..
فعد فوراً إلى الفندق..
إن الضوء أحمر..
11
لا تسافر..
بجوازٍ عربيٍ بين أحياء العرب!!
فهم من أجل قرشٍ يقتلونك..
وهم – حين يجوعون مساءً – يأكلونك
لا تكن ضيفاً على حاتم طي
فهو كذابٌ..
ونصابٌ..
وصناديق الذهب..
12
يا صديقي:
لا تسر وحدك ليلاً
بين أنياب العرب..
أنت في بيتك محدود الإقامه..
أنت في قومك مجهول النسب..
يا صديقي:
رحم الله العرب!!.
وصناديق الذهب..
12
يا صديقي:
لا تسر وحدك ليلاً
بين أنياب العرب..
أنت في بيتك محدود الإقامه..
أنت في قومك مجهول النسب..
يا صديقي:
رحم الله العرب!!.

الحب والبترول

متى تفهم ؟
متى يا سيدي تفهم ؟
بأني لست واحدةً كغيري من صديقاتك
ولا فتحاً نسائياً يضاف إلى فتوحاتك
ولا رقماً من الأرقام يعبر في سجلاتك ؟
متى تفهم ؟
متى تفهم ؟
أيا جملاً من الصحراء لم يلجم
ويا من يأكل الجدري منك الوجه والمعصم
بأني لن أكون هنا.. رماداً في سجاراتك
ورأساً بين آلاف الرؤوس على مخداتك
وتمثالاً تزيد عليه في حمى مزاداتك
ونهداً فوق مرمره.. تسجل شكل بصماتك
متى تفهم ؟
متى تفهم ؟
بأنك لن تخدرني.. بجاهك أو إماراتك
ولن تتملك الدنيا.. بنفطك وامتيازاتك
وبالبترول يعبق من عباءاتك
وبالعربات تطرحها على قدمي عشيقاتك
بلا عددٍ.. فأين ظهور ناقاتك
وأين الوشم فوق يديك.. أين ثقوب خيماتك
أيا متشقق القدمين.. يا عبد انفعالاتك
ويا من صارت الزوجات بعضاً من هواياتك
تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك
تحنطهن كالحشرات في جدران صالاتك
متى تفهم ؟
متى يا أيها المتخم ؟
متى تفهم ؟
بأني لست من تهتم
بنارك أو بجناتك
وأن كرامتي أكرم..
من الذهب المكدس بين راحاتك
وأن مناخ أفكاري غريبٌ عن مناخاتك
أيا من فرخ الإقطاع في ذرات ذراتك
ويا من تخجل الصحراء حتى من مناداتك
متى تفهم ؟
تمرغ يا أمير النفط.. فوق وحول لذاتك
كممسحةٍ.. تمرغ في ضلالاتك
لك البترول.. فاعصره على قدمي خليلاتك
كهوف الليل في باريس.. قد قتلت مروءاتك
على أقدام مومسةٍ هناك.. دفنت ثاراتك
فبعت القدس.. بعت الله.. بعت رماد أمواتك
كأن حراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتك
ولم تهدم منازلنا.. ولم تحرق مصاحفنا
ولا راياتها ارتفعت على أشلاء راياتك
كأن جميع من صلبوا..
على الأشجار.. في يافا.. وفي حيفا..
وبئر السبع.. ليسوا من سلالاتك
تغوص القدس في دمها..
وأنت صريع شهواتك
تنام.. كأنما المأساة ليست بعض مأساتك
متى تفهم ؟
متى يستيقظ الإنسان في ذاتك ؟

الحسناء والدفتر

قالت : أتسمح أن تزين دفتري
.. بعبارةٍ أو بيت شعرٍ واحد
بيت ٍ أخبئه بليل ضفائري
و أريحه كالطفل فوق و سائدي
قل ما تشاء فإن شعرك شاعري
أغلى و أروع من جميع قلائدي
ذات المفكرة الصغيرة .. أعذري
ما عاد ماردك القديم بمارد
من أين ؟ أحلى القارئات أتيتني
.. أنا لست أكثر من سراج خامد
أشعاري الأولى .. أنا أحرقتها
ورميت كل مزاهري وموائدي
أنت الربيع .. بدفئه و شموسه
. ماذا سأصنع بالربيع العائد ؟
لا تبحثي عني خلال كتابتي
شتان ما بيني وبين قصائدي
أنا أهدم الدنيا ببيتٍ شاردٍ
و أعمر الدنيا ببيتٍ شارد
بيدي صنعت جمال كل جميلةٍ
و أثرت نخوة كل نهدٍ ناهد
أشعلت في حطب النجوم حرائقاً
وأنا أمامك كالجدار البارد
كتبي التي أحببتها و قرأتها
ليست سوى ورقٍ .. وحبرٍ جامد
لا تخدعي ببروقها ورعودها
فالنار ميتةٌ بجوف مواقدي
سيفي أنا خشبٌ .. فلا تتعجبي
إن لم يضمك ، يا جميلة ، ساعدي
إني أحارب بالحروف و بالرؤى
ومن الدخان صنعت كل مشاهدي
شيدت للحب الأنيق معابداً
.. وسقطت مقتولاً .. أمام معابدي
.. قزحية العينين .. تلك حقيقتي
هل بعد هذا تقرأين قصائدي ؟

الخروج عن النص

1
أرسم على كراستي مهرين صغيرين
يلعبان على ساحل البحر
ويرشان بعضهما بالماء
واحدٌ له جناحٌ من صوف الأنغورا
والثاني له جناحٌ من دانتيل فينيسيا
واحدٌ يأكل العشب من مراعي القمر
وواحد يأكل العشب من مراعي صدري
واحدٌ.. أضع على رأسه نقطةً حمراء
وواحدٌ.. أتركه بلا تنقيط
أرسم على كراستي مهرين صغيرين
واحدٌ تعود أن يرضع حليب أمه..
والثاني تعود أن يرضع دمي..
وأسميهما مجازاً (النهدين)..
يكفرني الذين لم يشاهدوا في حياتهم نهداً حقيقياً.
لأنني رسمت على كراستي حصاناً
وعندما انتهيت من رسم الحصان
قفز من الكراسة، وطار..
يعتبرون عملي بدعةً
وخروجاً عن النص..
فالنص سجنٌ للنساء
النهد انقلابٌ أبيض
النص نظام استعماري قديم
النهد حركة ليبراليه..
النص زجاجةٌ ضيقة العنق
والنهد سمكه…
3
عندما أخبرهم أنني عرفت في أسفاري
نهوداً من جزر تاهيتي
تنبت كأشجار جوز الهند
ونهوداً من بساتين شط العرب
تنط على كتف الرجل.. كضفدعةٍ نهريه
ونهوداً من تايلاند
تختصر رقة كونفوشيوس
وعنف ماوتسي تونغ..
ونهوداً من جنوب السودان
لها رائحة البن المحروق
تدخل في خاصرة العاشق
ولا تخرج.. إلى أن يشاء الله..
4
يدينني..
أرنباً يركض
يطلقون النار على أسماكي..
وضفادعي..
وأزاهيري الاستوائيه..
يطلقون النار على حصاني
لأنه حملك على ظهره ذات ليله
ومشى سبعة أيامٍ.. وسبع ليالٍ
حتى أوصلك بسلامة الله
إلى شواطئ صدري
ومشى سبعة أيامٍ.. وسبع ليالٍ
حتى أوصلك بسلامة الله
إلى شواطئ صدري

الموت الأخير

هذا هو الحد الأقصى لجنوني
ولم أعد أقدر أن أحبك أكثر..
هذا هو المدى الأخير لذراعي
ولم أعد أستطيع أن أضمك أكثر..
هذه أعلى نقطة يمكنني الوصول إليها
على جبال نهديك.. المتوجين بالثلج والذهب..
ولم يعد بوسعي أن أتسلق أكثر..
هذه آخر معركةٍ أدخلها..
للوصول إلى نوافير الماء في غرناطه
ولم يعد بوسعي أن أقاتل أكثر..
هذا آخر موتٍ.. أموته مع امرأه
ومن أجل امرأه..
ولم يعد يمكنني أن أموت أكثر..