و متعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ | و الموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ |
و ضاحك و المنايا فوقَ هامته | لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ |
من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ | ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
شيد بفضلك مشرف البنيان
شَيِّد بِفَضلِكَ مُشرِفَ البُنيانِ | لَم يَبقَ إِلّا خاتِمُ الإِحسانِ |
رُدَّ الصَنيعَةَ في ابنِ شُكرٍ طَبعُهُ | نَشرُ الَّذي توليهِ كُلَّ أَوانِ |
أَمّا لِساني في الحِسابِ فَواحِدٌ | وَيَقومُ فيكَ مَقامَ أَلفِ لِسانِ |
لاتُبعِدَنّي مِنكَ نِسبَةُ مَن هُمُ | خُلَفاءُ قَومِكَ مِن بَني شَيبانِ |
نَسَبي لَعَمري في رَبيعَةَ غُرَّةٌ | فيها وَلي قَلبٌ هَواهُ يَماني |
ذَهَبَت يَمانٌ بِالمَفاخِرِ كُلِّها | بِكَ دونَ أَهلِ الفَخرِ بِالنُعمانِ |
مَرَجَ الإِلَهُ بِسَيبِ كَفِّكَ لِلنَدى | بَحرَينِ بِالمَعروفِ يَلتَقِيانِ |
هَذا يَفيضُ بِفِضَّةٍ وَبِعَسجَدٍ | وَيَفيضُ ذاكَ بِفاخِرِ المَرجانِ |
وَاللَهُ أَكسَبَكَ المَحامِدَ مُكمِلاً | لَكَ كُلَّ إِنسانِيَّةِ الإِنسانِ |
رَفَعَ السَماءَ وَمَجدَ فَخرِكَ قَبلَ أَن | يَبدا بِوَضعِ الأَرضِ وَالميزانِ |
فارَقتُ مُذ زَمَنٍ أَبي فَجَعَلتَ لي | مِن بَعدِ ذاكَ أَباً يَقومُ بِشاني |
أَتَصونُ لي شِعراً وَأُخلِقُ قَدرَهُ | في الناسِ ماأُمّي إِذاً بِحَصانِ |
مَهما أَهَنتَ الدُرَّ ما أَكرَمتَهُ | فَاِقطَع نَوالَكَ فَهوَ قَطعُ بَناني |
ماحِصنُ هَذا الحِصنُ لي بِمُعَوِّلِ | أَلجا إِلَيهِ وَأَنتَ حِصنُ أَماني |
إِنّي أَتَيتُ مُوَدِّعاً وَأَقولُ لَو | لَم آتِ فَضلَكَ طالِباً لَأَتاني |
وَإِذا انتَجَعتُكَ بِالرُجوعِ فَغَيرُهُ | أَولى وَأَبعَدُ مِن جَوى الحَدَثانِ |
فَاشدُد أَبا العَبّاسِ كَفَّكَ بِالعُلا | إِنَّ العُلا مِن أَشرَفِ التيجانِ |
أغفى ذراعيه وأنحى على
أَغفى ذِراعَيهِ وَأَنحى عَلى | لِحيَتِهِ بِالنَتفِ يُحفيها |
يَمدَحُهُ القَومُ وَيَهجوهُم | ما شَكَرَ النِعمَةَ هاجيها |
وَجَدتُ أَشعارَكَ في هَجوِهِم | تَقطَرُ مِن سَلحٍ قَوافيها |
قائِلُها أَنتَ وَقَد أَفرَطَت | في نَتنِها أَم أَنتَ خاريها |
يا ابن من طاب في المواليد حرا
يا اِبنَ مَن طابَ في المَواليدِ حُرّاً | مِن بَني جَعفَرٍ إِلى اِبنِ أَبيهِ |
أَنا بِالقُربِ مِنكَ عِندَ صَديقٍ | قَد أَلَحَّت عَليَةَ شُهبُ سِنيهِ |
عِندَهُ قيتَةٌ إِذا ما تَغَنَّت | عادَ مِنّا الفَقيهُ غَيرَ فَقيهِ |
تَزدَهيهِ وَأَينَ مِثلِيَ في الفَهـ | مِ تُغَنّيهِ ثُمَّ لا تَزدَهيهِ |
مَجلِسٌ كَالرِياضِ حُسناً وَلَكِن | لَيسَ قُطبُ السُرورِ وَاللَهوِ فيهِ |
فَأَغِثني بِما بِهِ يُشتَرى دُنـ | نُ عَجوزٍ خَمّارُهُ مُشتَريهِ |
وَبِأَشياخِكَ الكِرامِ أَولي الـ | أَفضالِ موسى اِبنِ جَعفَرٍ وَبَنيهِ |
أَن تَخَّجمَتُهُ وَإِن كانَ إِلّا | مِثلَ ما يَأنَسُ الفَتى بِأَخيهِ |
فدتك يدي من عاتب ولسانيا
فَدَتكَ يَدي مِن عاتِبٍ وَلِسانِيا | وَقَولِيَ في حُكمِ العُلا وَفَعالِيا |
فَإِنَّ يَزيدَ وَالمُهَلَّبَ حَبَّبا | إِلَيكَ المَعالي إِذ أَحَبّا المَعالِيا |
وَلَم يورِثاكَ القَولَ لا فِعلَ بَعدَهُ | وَما خَيرُ حَليِ السَيفِ إِن كانَ نابِيا |
تَرى الناسَ فَوضى في السَماحِ وَلَن تَرى | فَتى القَومِ إِلّا الواهِبَ المُتَغاضِيا |
وَإِنّي صَديقٌ غَيرَ أَن لَستُ واجِداً | لِفَضلِكَ فَضلاً أَو يَعُمَّ الأَعادِيا |
وَلا مَجدَ إِلّا حينَ تُحسِنُ عائِداً | وَكُلُّ فَتىً في الناسِ يُحسِنُ بادِيا |
وَما لَكَ عُذرٌ في تَأَخُّرِ حاجَتي | لَدَيكَ وَقَد أَرسَلتُ فيها القَوافِيا |
حَرامٌ عَلَيَّ غَزوُ بَذٍّ وَأَهلِها | إِذا سِرتُ وَالعِشرونَ أَلفاً وَرائِيا |
فَلا تُفسِدَن بِالمَطلِ مَنّاً تَمُنُّهُ | فَخَيرُ السَحابِ ما يَكونُ غَوادِيا |
فَإِن يَكُ في المَجدِ اِشتِراءٌ فَإِنَّهُ اِش | تِراؤُكَ شُكري طولَ دَهري بِمالِيا |
يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ | يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ |
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ | إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ |
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها | وَ ثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَ النَجَسِ |
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسْلُك طَريقَتَها | إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ |
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى | ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَ مِن فَرَسِ |
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ | وَ ضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ |