أَتى ثعالَة َ يوماً | من الضَّواحي حِمارُ |
وقال إن كنتَ جاري | حقاً ونعمَ الجار |
قل لي فإني كئيبٌ | مُفكرٌ مُحتار |
في موْكِبِ الأَمسِ لمَّا | سرنا وسارَ الكبار … |
… طرَحْتُ مولاي أَرضاً | فهل بذلك عار |
وهل أتيتُ عظيماً ! | فقال: لا يا حِمار! |
امير الشعراء
هو لقب للشاعر الكبير أحمد شوقي وهو شاعر مصري من شعراء العصر الحديث.
بغلٌ أَتى الجوادَ ذات مَرَّهْ
بغلٌ أَتى الجوادَ ذات مَرَّهْ | وقلبُهُ مُمتلِىء ٌ مَسَرَّهْ |
فقال: فضلي قد بدا ياخِلِّي | وآنَ أَن تعْرِفَ لي مَحلِّي |
إذ كنتَ أَمْسِ ماشياً بجانبي | تعجَبُ من رقصِي تَحت صاحبي |
أختالُ ، حتى قالتِ العبادُ : | لمنْمن الملوكِ ذا الجوادُ ؟ |
فضَحِكَ الحِصانُ من مقالِهِ | وقال بالمعهودِ من دلالِهِ: |
لم أرَ أرقصَ البغلِ تحتَ الغازي | لكن سمعتُ نقرة المهمازِ! |
سَمِعْتُ أَنَّ فأْرَة ً أَتاها
سَمِعْتُ أَنَّ فأْرَة ً أَتاها | شقيقُها يَنعَى لها فَتاها |
يصيحُ : يا لي من نحوسِ بختي | مَنْ سَلَّط القِطَّ على ابنِ أُختي؟! |
فوَلوَلتْ وعضَّتِ التُّرابَا | وجمعتْ للمأتمِ الأترابا |
وقالتِ : اليومَ انقضت لذَّاتي | لا خيرَ لي بعدكَ في الحياة ِ |
من لي بهرٍ مثلِ ذاك الهرِّ | يُرِيحُني من ذا العذابِ المرِّ؟! |
وكان بالقربِ الذي تريد | يسمعُ ما تبدي وما تعيدُ |
فجاءَها يقولُ: يا بُشْراكِ | إن الذي دعوتِ قد لبَّاك ! |
ففَزِعت لما رأَته الفارَهْ | واعتصمتْ منه ببيتِ الجاره |
وأَشرفتْ تقولُ للسَّفيهِ: | إن متُّ بعَ ابني فمنْ يبكيه ؟! |
تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ
تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ | وقال كلٌّ: إنه الظَّريف |
فرأَيا التَّيْسَ؛ فظَنَّا أَنّه | أعطاهُ عقلاً منْ أطالَ ذقنه ! |
فكلَّفاه أَن يُفَتِّشَ الفَلا | عن حكمٍ له اعتبارٌ في الملا |
ينظُرُ في دَعواهُما بالدِّقه | عساهُ يُعطِي الحقَّ مُسْتحِقَّه |
فسارَ للبحثِ بلا تواني | مفتخرا بثقة ِ الإخوانِ |
يقول: عِندي نظرة ٌ كبيرهْ | ترفعُ شأنَ التيسِ في العشيره |
وذاكَ أن أجدرَ الثناءِ | بالصِّدْقِ ما جاءَ من الأَعداءِ |
وإنني إذا دعوْتُ الذِّيبَا | لا يستطيعانِ له تكذيبا |
لكونه لا يعرفُ الغزالا | وليس يُلقِي للخروفِ بالا |
ثم أتى الذِّيبً ، فقال : طلبتي | أنتَ ، فسرْ معي ، وخذْ بلحيتي ! |
وقادَه للموضِع المعروفِ | فقامَ بين الظَّبيينِ بالأظافرِ |
وقال للتيس : انطلقْ لشأنكا | ما قتَل الخَصْمَيْن غيْرُ ذَقنكا! |
من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا
من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا | لمَّا رأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثعْلبا |
وهوَ على الجدارِ في أمانِ | يغلبُ بالمكانِ ، لا الإمكانِ |
داخَلهُ الظنُّ بأَنّ الماكرا | أمسى من الضّعفِ يطيقُ الساخرا |
فجاءَهُ يَلْعَنُ مثل الأَوَّلِ | عدادَ ما في الأرضِ من مغفَّلِ |
فعصفَ الثعلبُ بالضعيفِ | عصفَ أخيهِ الذِّيبِ بالخروف |
وقال : لي في دمكَ المسفوكِ | تسلية ٌ عن خيْبتي في الديكِ! |
فالتفتَ الديكُ إلى الذبيح | وقال قولَ عارِفٍ فصيح |
ما كلَّنا يَنفعُهُ لسانُهْ | في الناسِ مَن يُنطقُه مَكانُهْ! |
كان ذئب يتغذى
كان ذئبٌ يتغذى | فجرتْ في الزّوْر عَظمه |
ألزمتهُ الصومَ حتى | فَجعَتْ في الروح جسْمَهْ |
فأَتى الثعلَبُ يبكي | ويُعزِّي فيه أُمَّه |
قال : يا أمَّ صديقي | بيَ مما بكِ عمَّهْ |
فاصبري صبراً جميلاً | إنْ صبرَ الأمِّ رحمة |
فأجابتْ : يا ابنَ أختي | كلُّ ما قد قلتَ حكمة |
ما بيَ الغالي ، ولكن | قولُهُم: ماتَ بِعظْمَه |
ليْته مثلَ أَخيه | ماتَ محسوداً بتُخْمَة |