وبَنِيّةٍ مِنْ خَيْزُرانٍ ضُمّنتْ | بِطّيخَةً نَبَتَتْ بنارٍ في يَدِ |
نَظَمَ الأميرُ لها قِلادَةَ لُؤلُؤٍ | كفِعالِهِ وكَلامِهِ في المَشْهَدِ |
كالكأسِ باشَرَها المِزاجُ فأبرَزَتْ | زَبَداً يَدورُ على شَرابٍ أسْوَدِ |
الشاعر المتنبي
هو أبو الطيب المتنبي شاعر كبير من معرة النعمان هنا تجدون أجمل قصائده و أشعاره.
وسَوْداءَ مَنظومٍ عَلَيها لآلىءٌ
وسَوْداءَ مَنظومٍ عَلَيها لآلىءٌ | لها صُورَةُ البِطّيخِ وهيَ من النّدِّ |
كأنّ بَقايا عَنبَرٍ فوْقَ رَأسِها | طلوعُ رَواعي الشيبِ في الشَعَرِ الجعْدِ |
أتُنكِرُ ما نَطَقْتُ بهِ بَديهاً
أتُنكِرُ ما نَطَقْتُ بهِ بَديهاً | ولَيسَ بمُنْكَرٍ سَبْقُ الجَوادِ |
أُراكِضُ مُعوِصاتِ الشّعرِ قسراً | فأقْتُلُها وغيري في الطّرادِ |
وجدت المدامة غلابة
وَجَدْتُ المُدامَةَ غَلاّبَةً | تُهَيّجُ للقَلْبِ أشْواقَهُ |
تُسِيءُ مِنَ المَرْءِ تأديبَهُ | ولَكِنْ تُحَسّنُ أخْلاقَهُ |
وأنْفَسُ ما للفَتى لُبّهُ | وذو اللّبّ يَكْرَهُ إنْفاقَهُ |
وقَدْ مُتُّ أمْسِ بها مَوْتَةً | ولا يَشْتَهي المَوْتَ مَنْ ذاقَهُ |
شديد البعد من شرب الشمول
شَديدُ البُعدِ من شرْبِ الشَّمولِ | تُرُنْجُ الهِنْدِ أوْ طَلْعُ النّخيلِ |
وَلكِنْ كُلّ شيءٍ فيهِ طِيبٌ | لَدَيْكَ مِنَ الدّقيقِ إلى الجَليلِ |
وَمَيْدانُ الفَصاحَةِ وَالقَوافي | وَمُمْتَحَنُ الفَوَارِسِ وَالخُيولِ |
أتَيْتُ بمَنْطِقِ العَرَبِ الأصِيلِ | وَكانَ بقَدْرِ مَا عَايَنْتُ قِيلي |
فَعَارَضَهُ كَلامٌ كانَ مِنْهُ | بمَنْزِلَةِ النّسَاءِ مِنَ البُعُولِ |
وَهذا الدُّرُّ مَأمُونُ التّشَظّي | وَأنْتَ السّيْفُ مأمُونُ الفُلُولِ |
وَلَيسَ يَصِحّ في الأفهامِ شيءٌ | إذا احتَاجَ النّهارُ إلى دَليلِ |
لقيت العفاة بآمالها
لَقِيتَ العُفَاةَ بآمالِها | وَزُرْتَ العُداةَ بآجالِهَا |
وَأقْبَلَتِ الرّومُ تَمشِي إلَيْـ | ـكَ بَينَ اللّيُوثِ وَأشبالِهَا |
إذا رَأتِ الأُسْدَ مَسْبِيّةً | فأينَ تَفِرُّ بأطْفالِهَا |