من أجاب الهوى إلى كل ما يدعوه

مَن أَجابَ الهَوى إِلى كُلِّ ما يَدعوهُ مِمّا يُضِلُّ ضَلَّ وَ تاها
مَن رَأى عِبرَةً فَفَكَّرَ فيهاآذَنَتهُ بِالشَيءِ حينَ يَراها
رُبَّما اِستَغلَقَت أُمورٌ عَلى مَنكانَ يَأتي الأُمورَ مِن مَأتاها
وَ سَيَأوي إِلى يَدٍ كُلُّ ما تَأتي وَتَأتي إِلى يَدٍ حُسناها
قَد تَكونُ النَجاةُ تَكرَهُها النَفسُ وَتَأتي ما كانَ فيهِ أَذاها
أبو العتاهية

بسمة شفاك

ياوديـد القلـب والـروح تُؤنِسُها
والعـين تُقِـرُها والحـنايا تحواك
عيونـك! قلـبي كـلـيـم سهـامـها
ويمـسي صـريـع بسـمة شِــفـاك
إذا رأتـك عـيـوني كأنـك تُشُـلها
وأغـمـض جفوني ولازلـت أراك
ويـدوم  طيـفـك يـمـر أمـامـهـا
إذا رأت مــا فـيـه مــن حـــلاك
ألا ذكـرت نفـس كنت انفـاسـها
وذاك الـقـلب خـلـص صِــبـــاك
فهـذا القـلب دنـيــاه سكــنـتـها
فلـيتـك يـوما تُـسـكِـنه دُنـيــاك
روحي لروحك تهفو فـتحـرمها
وقلبي قلبك يرنو فيرى جـفـاك
ألا رفـقت بـروح أنـت حبـيـبـها
وألا رفقت بقـلب غريـق هـواك
السحب تشبهني لحنت رعودها
كمثـلـهـا قـلـبي يـحـن للــقيـاك
ولـمـع البـوارق كيـف تـخـبئُـهـا
كمثلي إذا خبأت بصدري هواك
كتبها الشاعر فارس أحمد باعلوي

المتأبطه

ثم رويت الارض حتى ارتوتفأنتجت طينًا بلا أزهارِ
أضحت تراود نفسها عن نفسهاوتقرب البغض لا الأنصارِ
يامن تأبطت الشقاء أولم تكندومًا تفيض لطافة للسمارِ
يامن تباهت بحسنها وجمالهاونست المرؤة مذهب الأخيارِ
سترين من الدهر ما تجاهلتهيوستذكريني في زحمة الأفكارِ
كتبها الشاعر إبراهيم محمد علي الزهراني

نأتي إلى الدنيا

نأتي إلى الدنيا و نحن سواسيةطفل الملوك كطفل الحاشية
و نغادر الدنيا و نحن كما ترىمتشابهون على قبور حافية
أعمالنا تعلي و تخفض شأننا و حسابنا بالحق يوم الغاشية
حور، وأنهار، قصور عاليةو جهنم تصلى، و نار حامية
فاختر لنفسك ما تحب و تبتغيما دام يومُك و الليالي باقية
و غدا مصيرك لا تراجع بعدهإما جنان الخلد و إما الهاوية
أبو العتاهية

عيواظ في سوق عكاظ

ولــقد أَطَــلَّ عَــلَى المَلَا (عِيْوَاظُ)تَيْــسٌ تَــجَـمَّعَ حَـوْلَهُ الأَوْشَــاظُ
يَــحْمُونَهُ مِــنْ كُلِّ خَصْمٍ غَاضِبٍوَكَـأَنَّــهُـمْ لِــنَـصَــالِهِ أَرْعَـــاظُ
خَـرِقٌ غَــبِيٌّ أَحْــمَقٌ لا يَــرْعَوِيعَــيَّـتْ بِــوَصْفِ غَـبَائِهِ الأَلْــفَاظُ
فَـإِذَا تَــفَلْسَفَ مُــطْلِقًا لِــنَبِيبِهِمُــتَــفَــاخِرًا وَكَـــأَنَّــهُ لَــظَـلَّاظُ
وَلَــطَـالَمَا نَــطَــقَ الـكَلامَ مُــثَأْثِئًالِــيُـصَفِّقَ الــجُـهَّالُ وَالأَفْــظَــاظُ
وَإِذَا تَــنَـحْنَحَ لِــلْقَطِيعِ مُــضَأْضِئًاتُـحْنَى الـرِّقَابُ وَتَغْمُضُ الأَلْحَاظُ
وَبِــهِ تَــغَنَّى كُـلُّ جَـدِيٍّ شَــاعِرٍوَتَــحَـذْلَقَ الــخِـرْفَانُ وَالــوُعَّاظُ
قَـالُوا أَتَـتْهُ مِـنَ الــسَّمَاءِ رِسَــالَةٌفَـلِـمِثْلِ هَـذَا يَــحْــفَظُ الــحُــفَّاظُ
حَـتَّى ظَــنَنَّا جَــازِمِــينَ بِــأَنَّــهُفِــي الــمَوْسِمِ الآتِـي يُـقَامُ عُكَاظُ
كَـالْعِيرِ أَتْـعَبَهَا الْـمَسِيرُ يَـقُودُهَاحَــادٍ عَـلَـتْهُ غُــبْــرَةٌ وَغِــنَــاظٌ
فَـإِذَا تَـأَفَّفَتِ الـمَعِيزُ أَوْ اشْــتَكَتْحَـامِي الـحِمَى مِـنْ فِعْلِهِمْ يَغْتَاظُ
يَــبْـدُو كَـقِـرْدٍ قَــدْ تَـحَرَّقَ ذَيْـلُهُحَـوَلٌ أَصَـابَ عُــيُونَهُ وَجِــحَاظُ
وَيُــبَرِّزُ الــقَرْنَيْنِ مِـثْلَ عَـرَنْـدَسٍوَيَـــــؤُزُّهُ مُــتَــمَــلِّقٌ لِـعْـمَـاظُ
يُـزْجِي الجَحَافِلَ وَالجُّيُوشَ لِقَتْلِهِمْفــيَقُودُهَا صُـفْرُ الــوُجُوهِ غِــلَاظُ
وَكَـأَنَّ هُــولَاكُــو يَــعُودُ مُــجَدَّدًاوَبِـهِ تَــفَـاخَرَ سُــوقَـةٌ وَجِــعَاظُ
فَـيَقُولُ لا تَـرْحَمْ قَـطِيعًا سَــيِّدِيفِــيــهِ عَــمِـيلٌ خَـائِــنٌ جَـــوَّاظُ
فَـإِذَا بِــهِ جَـمْعُ الــنِّيَامِ تَــأَثَّرُواسَــيَحِلُّ مِـنْ بَـعْدِ الـكَرَى إِيـقَاظُ
هَـرْجٌ ومَـرْجٌ قَـدْ يُــشَتِّتُ شَمْلَنَاهَـلَــعٌ يُــصِـيبُ ذُيُـولَنَا وَكِــظَاظُ
أَنْــزِلْ عَــذَابَ الـهُوْنِ فَوْقَ إِهَابِهِجَـمْــرٌ يُـحَـرِّقُ جِــلْدَهُ وَشَــوْاظُ
لِــيَكُونَ لِــلْـبَاقِينَ أَفْــضَلَ عِــبْرَةٍفَـهُـوَ الـمُجَرِّبُ قَـدْ أَتَــاهُ لَــمَاظُ
رَدَّ المُحَرِّضُ يَا رِفَـاقَ ألا اصبرواوتَـحَمَّلُوا وَتَـذَكَّرُوا مَــنْ فَــاظُوا
يَـا قَوْمُ إِنْ ظَفِرَ التُّيُوسُ بِإِرْضِكُمْشَــتُّوا عَــلَى أَحْـلامِكُمْ وَاقْــتَاظُوا
أَخْـشَى عَلَيْكُمْ مِنْ نَصِيحَةِ حَاقِدٍأَوْ أَنْ يُــفَـرِّقَ جَـمْـعَكُمْ تِــلْــمَاظُ
لا تَـضْعُفُوا أَبَــدًا وَلا تَـسْتَسْلِمُوامَــا خَــابَ مَــنْ نَيْلِ المُنَى مِلْظَاظُ
كتبها الشاعر عبدالناصر عليوي العبيدي

1-عيواظ:دمية مشهورة في مسرح خيال الظل
2-الوَشِيظُ: .الجمع : أَوْشاظٌ و وشائظُ، وهم السِّفْلةُ من الناس التابعين أو لفيفٌ من الناس ليس أَصلُهم واحداً
3-رُعظ: : الجمع أَرعاظٌ : مدخَلُ أَصلِ النَصلِ، أَو الثَّقب في السهم الذي يَدْخُلُ فيه أصل النصل
4-النبيب صوت التيس
5-اللَّظْلاظُ: الفصيحُ
6-الغِناظُ : الهمُّ الشديدُ والمشقَّة
7-اللِّعْمَاظُ : الذي يعطيك من الكلام ما لا أَصلَ له
8-الجَعْظُ :العظيم المستكبر في نفسه وفي الحديث: حديث شريف أَلا أُنبئكم بأَهل النَّار؟ كُلُّ جَظٍّ جَعْظٍ /الجمع جعاظ
9-الجَوَّاظُ المتكبِّر الجافي محرض للناس على الفوضى
10-الكِظَاظُ : الشِّدَّة والتعب
11-لَماظٌ: شيءٌ يذوقُه
12-التلماظ من لا يثبت على مودة أحد ولا يخلص لأحد ولاءه

مها

تسألني متى الوعد يا هذا
فأجاب وجداني المضرج بالأسى
وهلا عرفت
وهذي صروف الدهر غالت حميتي
فهذا ليل الصد أرخى ذوائبه
حتى طويتُ منه على اليأس أمالي
وضعف الحال أوهنَ همتي
ولو كنت في الناس ميسوراً
لهانت بغيتي وأدركت
على معسر الأيام نيلاً لغايتي
يمينا إذا أودت يد الأيام
بالعهد بيننا ساترك باليراعة
سفراً على الأيام يتلو محنتي
سفرٌ يحدث الأجيال عن شغفي
بقاصرات الطرف اللواتي
على مدى الدهر هيّمنَ مهجتي
وان أقفرت الغبراء عن ماء دجلة
سأرويها ما حييت
مدادا من الحبر حتى تخور عزيمتي
سأكتب على جدار الصمت ملحمةً
تحدث الأجيال
عن ألم الأشجان تروي حكايتي
وتشهد أني ذقت نعماء المودة
منكمُ ومنها الطيب
حتى اليوم يسقي جناني
في المنام وصحوتي
فاني ما زلت سادرًا أعاتب القلب
ثم ألومه على فقد الأحبة
وتحيا على الم الصبابة عفتي
يخبركِ من عَهِدَ الوفاء بصحبتي
بان عهدي الوفاء ولكن
كدّرت بنات الدهر عزمي وشيمتي
أتيت اليوم معتذرٌ وقد تجلى الوهم
من بعد حَيْرَة
فهيا يا ابنة الأبرار
هذي قصتي
اغمض عيني كل ليلة
وما شغفي بالنوم حبا به
ولكن ارتجي خيال العامرية بنومتي
كتبها الشاعر الدكتور صالح مهدي عباس المنديل