أصْبَحَتُ قَدْ نَزَلَتْ بحَمزَةَ حَاجَتي | إنّ المُنَوَّهَ بِاسْمِهِ المَوْثُوقُ |
بِأبي عُمارَةَ خَيرِ مَنْ وَطىءَ الحَصَى | زَخَرَتْ لَهُ في الصّالِحينَ عُرُوقُ |
بَينَ الحَوارِيّ الأغَرّ وَهاشِمٍ | ثُمّ الخَلِيفَةُ بَعْدُ وَالصّدِّيقُ |
قصيدة الفرزدق
أبيات شعر عربية لشاعر العصر الأموي الفرزدق قصيدة رائعة لهمام بن غالب التميمي والملقب بالفرزدق.
أرى الدهر لا يبقي كريما لأهله
أرَى الدّهْرَ لا يُبْقي كَرِيماً لأهْلِهِ | وَلا تُحرِزُ اللّؤمانَ مِنْهُ المَهارِبُ |
أرَى كُلَّ حَيٍّ مَيّتاً، فَمُوَدِّعاً | وَإنْ عَاشَ دَهْراً لمْ تَنُبْهُ النّوَائبُ |
لقد كدت لولا الحلم تدرك حفظتي
لقد كِدتُ لَوْلا الحِلمُ تُدرِكُ حِفظتي | على الوَقَبَى يَوْماً مَقَالَةُ دَيْسَمِ |
وَنَهنَهتُ نفِسي عَن مُعاذٍ وَقد بَدَتْ | مَقاتلُ مَجْهُورِ الرّكِيّةِ مُسَلمِ |
وَلوْلا بَنُو هِنْدٍ لَنالَتْ عُقُوبَتي | قُدامَةَ أوْلى ذا الفَمِ المُتَثَلِّمِ |
ولَكِنّني اسْتَبْقَيْتُ أعَراضَ مازِنٍ | لأيّامِهَا مِنْ مُسْتَنِيرٍ وَمُظْلِمِ |
أُنَاسٌ بِثَغْرٍ مَا تَزَالُ رِمَاحُهُمْ | شَوَارِعَ مِنْ غَيرِ العَشيرَةِ في الدّمِ |
لَعَصّبْتُهُ مِمّا أقُولُ عِصَابَةً | طَوِيلاً أذاها مِنْ عِصَابَةِ قَيِّمِ |
عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرَابيعِ بَيْتَهَا | عَليّ، وَقَالَتْ لي بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ |
إذا أنَا لمْ أجْعَلْ مَكانَ لَبُونِهَا | لَبُوناً وَأفْقَأْ نَاظِرَ المُتَظَلِّمِ |
وَنَابُ اليَرَابيعِ التي حَنَّ سَقْبُهَا | إلى أُمّهِ مِنْ ضَيْعَةٍ عِندَ دَهشَمِ |
تَجاوَزْتُما أنْعامَ بَكرِ بنِ وائِلٍ | إلى لِقْحَتَيْ رَاعي نُعَيمِ بنِ دِرْهَمِ |
فَلَوْلا ابنُ مَسْعُودٍ سَعيدٌ رَمَيْتُهُ | بِنافِذَةٍ تَسْتَكْرِهُ الجِلدَ بِالدّمِ |
أمنزلتي مي سلام عليكما
أمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلامٌ عَلَيْكُمَا | عَلى النّأيِ وَالنّائي يَوَدُّ وينصَحُ |
وَدَوّيّةٍ لَوْ ذو الرّمَيْمَةِ رَامَها | وَصَيْدَحُ أوْدى ذو الرميمِ وَصَيْدَحُ |
قَطَعْتُ إلى مَعْرُوفِها مُنْكِرَاتِهَا | إذا خَبّ آلٌ دُونَهَا يُتَوَضّحُ |
أصبحت قد نزلت بحمزة حاجتي
أصْبَحَتُ قَدْ نَزَلَتْ بحَمزَةَ حَاجَتي | إنّ المُنَوَّهَ بِاسْمِهِ المَوْثُوقُ |
بِأبي عُمارَةَ خَيرِ مَنْ وَطىءَ الحَصَى | زَخَرَتْ لَهُ في الصّالِحينَ عُرُوقُ |
بَينَ الحَوارِيّ الأغَرّ وَهاشِمٍ | ثُمّ الخَلِيفَةُ بَعْدُ وَالصّدِّيقُ |
رأيت جريرا لم يضع عن حماره
رَأيْتُ جَرِيراً لمْ يَضَعْ عَنْ حِمارِهِ – عَلَيِهِ مِن الثّقلِ الّذي هوَ حامِلُهْ |
أتَى الشأمَ يَرْجُو أنْ يَبِيعَ حِمَارَهُ – وفَارِسَهُ، إذْ لمْ يَجِدْ مَن يُبادِلُهْ |
وَجَاء بَعِدَلَيْهِ اللّذَينِ هُمَا لَهُ – مِنَ اللّؤمِ كانَتْ أوْرَثَتْهُ أوَائِلُهُ |
أتَشْتُمُ قَوْماً أنْتَ تَزْعُمُ مِنْهُمُ – عَل مَطْعَمٍ من مَطعَمٍ أنتَ آكِلُهْ |
يَظَلَ بِأسْوَاقِ اليَمَامَةِ عَاجِزاً – إذا قال بَيْتاً بالطّعَامِ يُكَايِلُهْ |
ألَمْ تَرَ أنَّ اللّؤمَ حَلّتْ رِكَابُهُ – إلى الخَطَفَى، جاءتْ بذاكَ حَوَامِلُهْ |
أنَاخَ إلى بَيْتٍ عَطِيّةُ تَحْتَهُ – إلَيهِ ذُرَى اللّؤمِ استَقَرّتْ مسايلُهْ |
أظَنّ بِنَا زَوْجُ المَرَاغَةِ أنّهُ – مِنَ الفَقْرِ لاقِيهِ الخِزَالُ فَقاتِلُهْ |
وَقَدْ كان في الدّنْيا مَرَادٌ لقَعْبِهِ – وفي هَجَرٍ تَمْرٌ ثِقَالٌ جَلائِلُهْ |
وَكانَتْ تَميممٌ مُطْعِمِيهِ وَنَابِتاً – بِهْمّ رِيشُهُ حَتى تَوَازَى نَوَاصِلُهْ |
فأصْبَحَ في العَجْلانِ حَوّلَ رَحْلَهُ – إلى اللّؤمِ من قَيسِ بن عَيلان قابلُهْ |