أيا قلبي ، أما تخشعْ ؟ | وَيَا عِلْمي، أمَا تَنْفَعْ؟ |
أما حقي بأنْ أنظـ | ـرَ للدّنْيَا، وَمَا تَصْنَعْ؟ |
أمَا شَيّعْتُ أمْثَالي | إلى ضِيقٍ مِنَ المَضْجَعْ |
أما أعلمُ أنْ لاَ بـ | ـدّ لي مِنْ ذَلِكَ المَصْرَعْ؟ |
أيا غوثاهُ ، يا اللـ | ـهُ هذا الأمرُ ما أفظعْ !! |
قصيدة أبو فراس الحمداني
قصيدة الشاعر أبو فراس الحمداني قصيدة رائعة للشاعر الكبير أبو فراس الحمداني.
أبَى غَرْبُ هَذا الدّمْعِ إلاّ تَسَرُّعَا
أبَى غَرْبُ هَذا الدّمْعِ إلاّ تَسَرُّعَا | وَمَكْنُونُ هَذا الحُبّ إلاّ تَضَوُّعَا |
وكُنْتُ أرَى أني مَعَ الحَزْمِ وَاحِدٌ، | إذا شئتُ لي مَمضًى وَإن شِئتُ مَرْجِعَا |
فَلَمّا استَمَرّ الحُبّ في غُلَوَائِهِ، | رَعَيتُ مَعَ المِضْيَاعَة ِ الحُبَّ ما رَعى |
فَحُزْنيَ حُزْنُ الهَائِمِينَ مُبَرِّحاً، | و سريَ سرُّ العاشقينَ مضيعا |
خَلِيلَيّ، لِمْ لا تَبكِياني صَبَابَة ً، | أأبْدَلْتُمَا بالأجرَعِ الفَرْدِ أجرَعَا؟ |
عليَّ ، لمنْ ضنتْ عليَّ جفونهُ | غَوَارِبُ دَمْعٍ يَشمَلُ الحيَ أجمَعَا |
وَهَبْتُ شَبَابي، وَالشّبَابُ مَضَنَّة ٌ، | لأبلجَ منْ أبناءِ عمي ، أروعا! |
أبيتُ ، معنى ، منْ مخافة ِ عتبهِ ، | و أصبحُ ، محزوناً ، وأمسي ، مروعا! |
فَلَمّا مَضَى عَصْرُ الشّبِيبَة ِ كُلّهُ، | وَفَارَقَني شَرْخُ الشّبَابِ، مُوَدِّعَا |
تَطَلّبْتُ بَينَ الهَجرِ وَالعَتْبِ فُرْجَة ً، | فحاولتُ أمراً ، لا يرامُ ، ممنعا |
وَصِرْتُ إذا مَا رُمْتُ في الخَيرِ لَذّة ً | تَتَبّعتُهَا بَينَ الهُمُومِ، تَتَبُّعَا |
وَهَا أنَا قد حَلَّى الزّمَانُ مَفَارِقي، | و توجني بالشيبِ تاجاً مرصعا |
فلوْ أنني مكنتُ مما أريدهُ | منَ العيشِ ، يوماً ، لمْ يجدْ فيَّ موضعا ! |
أما ليلة ٌ تمضي ولا بعضُ ليلة ٍ ! | أسُرّ بهَا هذا الفُؤادَ المُفَجَّعَا؟ |
أمَا صَاحِبٌ فَرْدٌ يَدُومُ وَفَاؤهُ! | فيُصْفي لمن أصْفى وَيَرْعى لمنْ رَعى ؟ |
أفي كُلّ دارٍ لي صَدِيقٌ أوَدُّهُ، | إذَا مَا تَفَرّقْنَا حِفِظْتُ وَضَيّعَا؟ |
أقمتُ بأرضٍِ الرومِ ، عامينِ ، لا أرى | منَ الناسِ محزوناً ولا متصنعا |
إذا خِفتُ مِنْ أخوَاليَ الرّومِ خُطّة ً | تخوفتُ منْ أعمامي العربِ أربعا |
و إن أوجعتني منْ أعاديَّ شيمة ٌ | لَقِيتُ مِنَ الأحبَابِ أدْهَى وَأوْجعَا |
ولوْ قدْ رجوتُ اللهَ لا شيءَ غيرهُ | رَجَعْتُ إلى أعْلى وَأمّلْتُ أوْسَعَا |
لَقد قَنِعُوا بَعدي من القَطرِ بالنّدى ، | و منْ لمْ يجدْ إلاَّ القنوعَ تقنعا |
و ما مرَّ إنسانٌ فأخلفَ مثلهُ ؛ | ولكنْ يزجي الناسُ أمراً موقعا |
تنكرَّ “سيف الدين” لما عتبتهُ ، | وَعَرّضَ بي، تحتَ الكلامِ، وَقَرّعَا |
فَقُولا لَهُ: مِنْ أصْدَقِ الوُدّ أنّني | جعلتكَ مما رابني ، الدهرَ مفزعا |
و لوْ أنني أكننتهُ في جوانحي | لأوْرَقَ مَا بَينَ الضّلُوعِ وَفَرّعَا |
فلاَ تغترر بالناسِ، ما كلُّ منْ ترى | أخُوكَ إذا أوْضَعتَ في الأمرِ أوْضَعَا |
وَلا تَتَقَلّدْ مَا يَرُوعُكَ حَلْيُهُ | تقلدْ ، إذا حاربتَ ، ما كانَ أقطعا! |
وَلا تَقْبَلَنّ القَوْلَ من كلّ قائِلٍ! | سأرضيكَ مرأى لستُ أرضيكَ مسمعا |
و للهِ صنعُ قدْ كفاني التصنعا | |
أراني طريقَ المكرماتِ ، كما أرى ، | عَلِيٌّ وَأسْمَاني على كُلّ مَنْ سعَى |
فإنَّ يكُ بطءٌ مرة ً فلطالما | تَعَجّلَ، نحْوِي، بالجَميلِ وَأسْرَعَا |
و إنْ يحفُ في بعضِ الأمورِ فانني | لأشكرهُ النعمى التي كانَ أودعا |
و إنْ يستجدَّ الناسَ بعدي فلمْ يزلْ | بذاكَ البديلِ ، المستجدِّ ، ممتعا ! |
و ما تعرضَ لي يأسٌ سلوتُ بهِ
و ما تعرضَ لي يأسٌ سلوتُ بهِ | إلاّ تَجَدّدَ لي في إثْرِهِ طَمَعُ |
و لا تناهبتُ في شكوى محبتهِ | إلاّ وَأكثَر مِمّا قُلْتُ مَا أدَعُ |
ما للعبيدِ منَ الذي
ما للعبيدِ منَ الذي | يقضي بهِ اللهُ امتناعُ |
ذُدْتُ الأسُودَ عَنِ الفَرَا | ئسِ ، ثمَّ تفرسني الضباعُ |
المَجْدُ بِالرَّقّة ِ مَجْمُوعُ
المَجْدُ بِالرَّقّة ِ مَجْمُوعُ، | وَالفَضْلُ مَرْئِيّ وَمَسْمُوعُ |
إنَّ بها كلَّ عميمِ الندى | يداهُ للجودِ ينابيعُ |
و كلَّ مبذولِ القرى ، بيتهُ ، | عَلى عُلا الْعَلْيَاءِ،، مَرْفُوع |
لكنْ أتاني خبرٌ رائعٌ | يضيقُ عنهُ السمعُ والروعُ |
أنّ بَني عَمّي، وَحَاشَاهُمُ، | شَعْبُهُمْ بِالخُلْفِ مَصْدوع |
مالعصا قومي قدْ شقها | تَفَارطٌ مِنهُمْ وَتَضْيِيع؟ |
بَني أبي، فَرّقَ مَا بَيْنَكُمُ | وَاشٍ، عَلى الشّحنَاءِ مَطبُوع! |
عُودوا إلى أحْسَن مَا كُنْتُمُ، | فأنتمُ الغرُّ المرابيعُ ! |
لا يكملُ السؤددُ في ماجدٍ ، | لَيْسَ لَه عَوْدٌ وَمَرْجُوع |
أنَبْذِلُ الودّ لأعْدَائِنَا، | و هوَ عنِ الإخوة ِ ممنوعُ ؟ ! |
أوْ نَصِلُ الأبْعَدَ مِنْ قَوْمِنَا، | وَالنّسَبُ الأقْرَبُ مَقْطُوع؟ |
لا يَثْبُت العِزّ عَلى فُرْقَة ٍ، | غيركَ بالباطلِ مخدوعُ! |
هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتي المَرَابعُ
هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتي المَرَابعُ، | فحتى متى ياعينُ ، دمعكِ هامعُ ؟! |
ألمْ يَنهكِ الشّيبُ الذي حَلّ نازِلاً؟ | وَللشَيْبُ بَعدَ الجَهلِ للمَرْء رَادع! |
لئنْ وصلتْ ” سلمى ” حبالَ مودتي | فإنَّ وشيكَ البينِ ، لا شكَّ ، قاطعُ |
و إنْ حجبتْ عنا النوى ” أم مالكٍ “ | لَقَدْ سَاعَدَتْهَا كِلّة ٌ وَبَرَاقِع! |
و إن ظمئتْ نفسي إلى طيبِ ريقها | لقدْ رويتَ بالدمعِ مني المدامعُ |
وَإنْ أفَلَتْ تِلْكَ البُدورُ عَشِيّة ً، | فإنَّ نحوسي بالفراقِ طوالعُ |
وَلمّا وَقَفْنا لِلْوَدَاعِ، غَدِيّة ً، | أشارتْ إلينا أعينٌ وأصابعُ |
وَقالت: أتَنْسَى العهدَ بالجِزْعِ وَاللّوَى | و ما ضمهُ منا النقا والأجارعُ ؟ |
وَأجرَتْ دمُوعاً من جُفونٍ لِحَاظُها | شِفَارٌ، على قَلبِ المُحبّ قَوَاطِع |
فقلتُ لها : مهلاً ! فماالدمعُ رائعي ، | وَمَا هُوَ للقَرْمِ المُصَمِّمِ رَائِع! |
لَئنْ لمْ أُخَلّ العِيسَ وَهْيَ لَوَاغِبٌ | حدابيرَ ، منْ طولِ السرى ، وظوالعُ |
فما أنا منْ ” حمدانَ ” في الشرفِ الذي | لَه مَنْزِلٌ بَينَ السّمَاكَينِ طَالِع |