إذا اعتلَّ سيفُ الدوْلةِ اعتلّتِ الأرْضُ | وَمَنْ فوْقَها والبأسُ وَالكرَمُ المَحضُ |
وكيفَ انْتِفاعي بالرّقادِ وَإنّمَا | بعِلّتِهِ يَعْتَلّ في الأعْيُنِ الغُمْضُ |
شَفَاكَ الذي يَشفي بجُودِكَ خَلقَهُ | فإنّكَ بَحْرٌ كلُّ بَحْرٍ لهُ بَعضُ |
قصائد قديمة
قصائد شعر عربية قديمة أبيات شعر قديمة من العصر الجاهلي و العصر العباسي و العصر الأموي قصائد قديمة مميزة.
مضَى اللّيلُ والفضْلُ الذي لك لا يمضِي
مضَى اللّيلُ والفضْلُ الذي لك لا يمضِي | ورُؤياكَ أحلى في العيونِ من الغُمضِ |
على أنّني طُوّقْتُ مِنْكَ بنِعْمَةٍ | شَهيدٌ بها بعضِي لغيري على بَعضي |
سَلامُ الذي فَوْقَ السّماواتِ عَرْشُهُ | تُخَصّ بهِ يا خَيرَ ماشٍ على الأرْضِ |
لا عَدِمَ المُشَيِّعَ المُشَيَّعُ
لا عَدِمَ المُشَيِّعَ المُشَيَّعُ | لَيْتَ الرّياحَ صُنّعٌ ما تَصنَعُ |
وَسَجْسَجٌ أنْتَ وَهُنّ زَعْزَعُ | وواحِدٌ أنْتَ وَهُنّ أربَعُ |
وَأنْتَ نَبْعٌ وَالمُلُوكُ خِروَعُ | بَكَرنَ ضَرّاً وبكَرتَ تَنْفَع |
غَيرِي بأكْثرِ هذا النّاسِ يَنْخَدِعُ
غَيرِي بأكْثرِ هذا النّاسِ يَنْخَدِعُ | إنْ قاتَلُوا جَبُنوا أوْ حدّثوا شجُعُوا |
أهلُ الحَفيظَةِ إلاّ أنْ تُجَرّبَهُمْ | وَفي التّجارِبِ بَعد الغَيّ ما يَزَعُ |
وَما الحيَاةُ ونَفسي بَعدَمَا عَلِمَتْ | أنّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ |
لَيسَ الجَمالُ لِوَجْهٍ صَحّ مارِنُهُ، | أنْفُ العَزيزِ بقَطعِ العِزّ يُجْتَدَعُ |
أأطرَحُ المَجْدَ عَنْ كِتْفي وَأطْلُبُهُ | وَأتْرُكُ الغَيثَ في غِمْدي وَأنْتَجعُ |
وَالمَشْرَفِيّةُ لا زَالَتْ مُشَرَّفَةً | دَواءُ كلّ كَريمٍ أوْ هيَ الوَجَعُ |
وفارِسُ الخَيْلِ مَن خَفّتْ فوَقّرَهَا | في الدّرْبِ والدّمُ في أعطافِهِ دُفَعُ |
فَأوْحَدَتْهُ وَما في قَلْبِهِ قَلَقٌ | وَأغضَبَتْهُ وَمَا في لَفْظِهِ قَذَعُ |
بالجَيْشِ تَمْتنعُ السّاداتُ كُلّهُمُ | وَالجَيشُ بابنِ أبي الهَيْجاءِ يَمتَنِعُ |
قَادَ المَقانِبَ أقصَى شُرْبِها نَهَلٌ | على الشّكيمِ وَأدْنَى سَيْرِها سَرَعُ |
لا يَعْتَقي بَلَدٌ مَسراهُ عَنْ بَلَدٍ | كالمَوْتِ لَيسَ لَهُ رِيٌّ وَلا شِبَعُ |
حتى أقامَ عَلى أرْباضِ خَرْشَنَةٍ | تَشْقَى بهِ الرّومُ والصّلبانُ والبِيَعُ |
مُخْلًى لَهُ المَرْجُ مَنْصُوباً بصارِخَةٍ | لَهُ المَنابِرُ مَشْهُوداً بهَا الجُمَعُ |
يُطَمّعُ الطّيرَ فيهِمْ طُولُ أكْلِهِمِ | حتى تَكادَ على أحيَائِهِمْ تَقَعُ |
وَلَوْ رَآهُ حَوَارِيّوهُمُ لَبَنَوْا | على مَحَبّتِهِ الشّرْعَ الذي شَرَعُوا |
لامَ الدُّمُستُقُ عَينَيْهِ وَقَدْ طَلَعَتْ | سُودُ الغَمَامِ فَظَنّوا أنّها قَزَعُ |
فيها الكُماةُ التي مَفطومُها رَجُلٌ | على الجِيادِ التي حَوْلِيُّهَا جَذَعُ |
يَذري اللُّقَانُ غُباراً في مَنَاخِرِهَا | وَفي حَناجِرِهَا مِن آلِسٍ جُرَعُ |
كَأنّهَا تَتَلَقّاهُمْ لِتَسْلُكَهُمْ | فالطّعْنُ يَفْتَحُ في الأجْوَافِ ما يسعُ |
تَهْدِي نَواظِرَهَا وَالحَرْبُ مُظلِمَةٌ | مِنَ الأسِنّةِ نَارٌ وَالقَنَا شَمَعُ |
دُونَ السَّهَامِ وَدُونَ القُرّ طَافِحَةٌ | عَلى نُفُوسِهِمِ المُقْوَرّةُ المُزُعُ |
إذا دَعَا العِلْجُ عِلجاً حالَ بَيْنَهُمَا | أظْمَى تُفَارِقُ مِنهُ أُخْتَهَا الضِّلَعُ |
أجَلُّ مِنْ وَلَدِ الفُقّاسِ مُنكَتِفٌ | إذْ فاتَهُنّ وَأمضَى منهُ مُنصَرِعُ |
وَمَا نَجَا مِنْ شِفارِ البِيضِ مُنفَلِتٌ | نَجَا ومِنْهُنّ في أحْشَائِهِ فَزَعُ |
يُبَاشِرُ الأمْنَ دَهْراً وَهْوَ مُختَبَلٌ | ويَشرَبُ الخَمْرَ حَوْلاً وهوَ ممتقَعُ |
كَمْ مِنْ حُشاشَةِ بِطْرِيقٍ تضَمّنَها | للباتِراتِ أمِينٌ مَا لَهُ وَرَعُ |
يُقاتِلُ الخَطْوَ عَنْهُ حِينَ يَطلُبُهُ | وَيَطرُدُ النّوْمَ عَنْهُ حينَ يَضْطَجعُ |
تَغدو المَنَايا فَلا تَنْفَكّ وَاقِفَةً | حتى يَقُولَ لهَا عُودي فَتَنْدَفعُ |
قُلْ للدُّمُسْتُقِ إنّ المُسْلَمينَ لَكُم | خانُوا الأميرَ فجازاهُمْ بما صَنَعُوا |
وَجَدْتُمُوهُمْ نِيَاماً في دِمائِكُمُ | كأنّ قَتْلاكُمُ إيّاهُمُ فجَعُوا |
ضَعْفَى تَعِفّ الأيَادي عَنْ مِثالِهِمِ | منَ الأعادي وَإنْ هَمّوا بهم نَزَعوا |
لا تَحْسَبُوا مَن أسرْتم كانَ ذا رَمَقٍ | فَلَيْسَ يأكُلُ إلاّ المَيْتَةَ الضبُعُ |
هَلاّ على عَقَبِ الوادي وقد طَلَعَتْ | أُسْدٌ تَمُرّ فُرادَى لَيسَ تجتَمعُ |
تَشُقّكُمْ بفَتَاهَا كُلُّ سَلْهَبَةٍ | والضّرْبُ يأخذُ منكُم فوْقَ ما يدَعُ |
وَإنّما عَرّضَ الله الجُنُودَ بِكُمْ | لكَيْ يَكونوا بلا فَسْلٍ إذا رَجعوا |
فكُلّ غَزْوٍ إلَيكُمْ بَعدَ ذا فَلَهُ | وَكُلّ غازٍ لسَيْفِ الدّوْلةِ التّبَعُ |
تَمْشِي الكِرامُ على آثارِ غَيرِهِمِ | وَأنتَ تَخْلُقُ ما تأتي وَتَبْتَدِعُ |
وَهَلْ يَشينُكَ وَقتٌ كنتَ فَارِسَهُ | وَكانَ غيرَكَ فيهِ العاجِزُ الضَّرَعُ |
مَن كانَ فوْقَ مَحلّ الشّمسِ موْضِعُه | فَلَيْسَ يَرْفَعُهُ شيءٌ وَلا يَضَعُ |
لم يُسلِمِ الكرُّ في الأعقابِ مُهْجَتَهُ | إنْ كانَ أسلَمَها الأصْحابُ وَالشِّيَعُ |
لَيتَ المُلُوكَ على الأقدارِ مُعْطِيَةٌ | فلَمْ يكُنْ لدَنيءٍ عندَهَا طَمَعُ |
رَضِيتَ مِنهُمْ بأنْ زُرْتَ الوَغى فرَأوْا | وَأن قرَعتَ حَبِيكَ البَيضِ فاستَمَعوا |
لَقد أباحَكَ غِشّاً في مُعامَلَةٍ | مَن كنتَ منهُ بغَيرِ الصّدقِ تَنتَفعُ |
الدّهْرُ مُعتَذِرٌ والسّيفُ مُنْتَظِرٌ | وَأرْضُهُمْ لَكَ مُصْطافٌ وَمُرْتَبَعُ |
وَمَا الجِبَالُ لنَصْرانٍ بحَامِيَةٍ | وَلَوْ تَنَصّرَ فيها الأعصَمُ الصَّدَعُ |
وَمَا حَمِدْتُكَ في هَوْلٍ ثَبَتَّ بِهِ | حتى بَلَوْتُكَ وَالأبْطالُ تَمتَصِعُ |
فَقَدْ يُظَنّ شُجاعاً مَنْ بِهِ خَرَقٌ | وَقَدْ يُظَنّ جَبَاناً مَنْ بِهِ زَمَعُ |
إنّ السّلاحَ جَميعُ النّاسِ تَحْمِلُهُ | وَلَيسَ كلُّ ذواتِ المِخْلَبِ السَّبُعُ |
حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا
حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا | فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ |
أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ | تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ |
حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى | وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ |
وَلَوْ حُمّلَتْ صُمُّ الجِبالِ الذي بِنَا | غداةَ افترَقْنا أوْشكَتْ تَتَصَدّعُ |
بمَا بينَ جَنبيّ التي خاضَ طيْفُهَا | إليّ الدّياجي وَالخَلِيّونَ هُجّعُ |
أتَتْ زائِراً ما خامَرَ الطّيبُ ثَوْبَها | وكالمِسْكِ مِن أرْدانِها يَتَضَوّعُ |
فما جلَسَتْ حتى انثَنَتْ توسعُ الخُطى | كَفاطِمَةٍ عن دَرّها قَبلَ تُرْضِعُ |
فَشَرّدَ إعظامي لَها ما أتَى بهَا | مِنَ النّوْمِ والْتَاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ |
فَيَا لَيْلَةً ما كانَ أطْوَلَ بِتُّهَا | وَسُمُّ الأفاعي عَذْبُ ما أتَجَرّعُ |
تذلّلْ لها وَاخضَعْ على القرْبِ والنّوَى | فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلّ وَيَخْضَعُ |
وَلا ثَوْبُ مَجدٍ غيرَ ثوبِ ابنِ أحمدٍ | عَلى أحَدٍ إلاّ بلُؤمٍ مُرَقَّعُ |
وَإنّ الذي حابَى جَديلَةَ طَيِّىءٍ | بهِ الله يُعطي مَنْ يَشاءُ وَيَمْنَعُ |
بذي كَرَمٍ مَا مَرّ يَوْمٌ وشَمْسُهُ | على رَأسِ أوْفى ذِمّةً منه تَطْلُعُ |
فأرْحامُ شِعْرٍ يتّصِلْنَ لَدُنّهُ | وَأرْحامُ مالٍ ما تَني تتقطّعُ |
فتًى ألْفُ جُزْءٍ رَأيُهُ في زَمَانِهِ | أقلُّ جُزَيْءٍ بعضُهُ الرّأيُ أجمَعُ |
غَمامٌ عَلَيْنا مُمْطِرٌ لَيْسَ يُقشِعُ | وَلا البَرْقُ فيهِ خُلَّباً حينَ يَلْمَعُ |
إذا عُرِضَتْ حَاجٌ إلَيْهِ فَنَفْسُهُ | إلى نَفْسِهِ فِيها شَفيعٌ مُشَفَّعُ |
خَبَتْ نارُ حَرْبٍ لم تَهِجْها بَنانُهُ | وَأسْمَرُ عُرْيانٌ مِنَ القِشرِ أصْلَعُ |
نَحيفُ الشَّوَى يَعدو على أُمّ رَأسِهِ | وَيحفى فيَقوَى عَدْوُهُ حينَ يُقطَعُ |
يَمُجُّ ظَلاماً في نَهارٍ لِسانُهُ | وَيُفْهِمُ عمّن قالَ ما ليسَ يُسمَعُ |
ذُبابُ حُسامٍ منهُ أنجَى ضَرِيبَةً | وَأعْصَى لمَوْلاهُ وذا منهُ أطْوَعُ |
فَصيحٌ متى يَنطِقْ تجدْ كلّ لَفظَةٍ | أُصُولَ البَرَاعاتِ التي تَتَفَرّعُ |
بكَفّ جَوَادٍ لَوْ حَكَتْها سَحابَةٌ | لما فاتها في الشّرْقِ والغَرْبِ موْضِعُ |
ولَيسَ كبَحرِ الماءِ يَشتَقُّ قعرَهُ | إلى حَيثُ يَفنى الماءُ حوتٌ وَضِفدعُ |
أبَحْرٌ يَضُرّ المُعْتَفينَ وطَعْمُهُ | زُعاقٌ كبَحرٍ لا يَضُرّ وَيَنْفَعُ |
يَتيهُ الدّقيقُ الفِكْرِ في بُعدِ غَوْرِهِ | وَيَغْرَقُ في تَيّارِهِ وَهْوَ مِصْقَعُ |
ألا أيّها القَيْلُ المُقيمُ بمَنْبِجٍ | وهِمّتُهُ فوقَ السِّماكَينِ تُوضَعُ |
ألَيْسَ عَجيباً أنّ وَصْفَكَ مُعْجِزٌ | وَأنّ ظُنُوني في مَعاليكَ تَظْلَعُ |
وَأنّكَ في ثَوْبٍ وَصَدْرُكَ فيكُما | على أنّه من ساحةِ الأرْضِ أوْسَعُ |
وقَلْبُكَ في الدّنْيا ولوْ دَخلَتْ بنَا | وبالجنّ فيهِ ما درَتْ كيفَ ترْجعُ |
ألا كُلّ سَمْحٍ غيرَكَ اليَوْمَ باطِلٌ | وكلّ مَديحٍ في سِواكَ مُضَيَّعُ |
شَوْقي إلَيكَ نَفَى لَذيذَ هُجُوعي
شَوْقي إلَيكَ نَفَى لَذيذَ هُجُوعي | فَارَقْتَني وأقَامَ بَينَ ضُلُوعي |
أوَمَا وَجَدْتُمْ في الصّراةِ مُلُوحَةً | مِمّا أُرَقْرِقُ في الفُراتِ دُمُوعي |
ما زِلْتُ أحذَرُ مِنْ وَداعِكَ جاهِداً | حتى اغْتَدَى أسَفي على التّوْديعِ |
رَحَلَ العَزاءُ برِحْلَتي فكأنّمَا | أتْبَعْتُهُ الأنْفَاسَ للتّشْييعِ |