تبكيكِ عينايَ وقلبي يندبُ | وباتَ وخط الشيبِ مني مرعبُ |
هل سمعتْ اذنكِ او عينُ رأتْ | لإبن عشرينَ بذقنٍ اشيبُ |
هل تعقلي ذاكَ الذي خاصمكِ | قلبهُ شوقًا لكِ باتَ ينحبُ |
صلبتِ قلبي مرةً بعشقكِ | ثم بشوقٍ لكِ عادَ يُصلبُ |
لله درّ إمراةٍ لو خجلتْ | يحمرُ خدّاها كشمسٍ تغربُ |
وسطَ النساءِ لو مشتْ ممشوقةً | كالمهرة الشقراءِ حينَ تخببُ |
لها عيونُ الريمِ إذ غازلتها | ونظرة العقبانِ يوم تغضب |
انثى إذا تكلّمت قالت حِكمْ | يعجز عنها واعظًا وخاطبُ |
إذ كانَ للدنيا عِجابُ سبعةٌ | فأنتِ من سبع العجابِ الاعجبُ |
أو كانت الخلقُ نجومًا تلمعُ | فأنتِ من بين النجوم الكوكبُ |
بعد رحيلكم قصدتُ داركمْ | مستغربًا منه عليه أعتبُ |
قد رحلوا اهلُكَ يا دار وذا | أنت كئيبٌ وأنا مكتئبُ |
إن بقاءَ الدورِ بعد أهلها | مثل بقاءَ الديرِ دون راهبُ |
قبيحةٌ وإن تكن جميلةٌ | فما جمال العينِ دون حاجبُ ؟ |
احرقت عند داركم قصائدًا | إفكًا رميتكِ بها معايبُ |
كفّرتُ عنهنّ بأخرى نادمًا | فذا عِقاب الشاعر المكاذبُ |
كتبتها بالدار والدمع مطرْ | ويشهد الدارُ على ما أكتبُ |
قصيدةً قد قلتُ في مطلعها | تبكيكِ عينايَ وقلبي يندبُ |
قصائد علي حسن خضير
الصفحة الخاصة بقصائد الشاعر العربي علي حسن خضير في مكتبة قصائد العرب.
سلاما لذكراها
وها قد علتْ شمسًا علينا وقد طاحتْ | وعقدًا عيوني عن عيون الرشا صامتْ |
قطارُ الاماني تاه دربَ المحطاتِ | وتلك المحطاتِ لما اتى تاهتْ |
ايامُ عمري ذي فدى يوم لُقياها | ونفسي لذاك اليوم ترقبْ ولا زالتْ |
فقولوا لها عنّي وما بي وما جرى | ولي عندها كونوا شهودًا إذا شاءتْ |
فقلبي على عقلي بعشقٍا لها جنى | وقد تاه بي قلبي كما فيه قد تاهتْ |
فطورًا لها اذكُر وطورًا لها انسى | وطورًا لها ارثي رثاءً كمن ماتتْ |
وطورًا لها عيني شبيها ولا تلقى | وطورًا نفت عيني جميلا بها قالتْ |
اتدري بوجد القلب؟ هل شعرت به؟ | اعانت لنفسي نفسها حين عانتْ؟ |
لعندي انا صبرًا تخطّى حوادثًا | كبارًا بها تبكي شبابًا بها شابتْ |
فهل تعقلوا صبرًا كهذا ولم يطفأ | لشوقًا كوى قلبًا وعينًا لظىً سالتْ |
سلامًا لذكراها بذاكرتي نكأ | جروحًا لذكراها فيأبى إذا طابتْ!! |