أخي والله قد ملىء الوطاب

أخي واللهِ قد مُلِىء الوِطابُ وداخَلَنِي بصُحبتِكَ ارتيابُ
رَجَوتُكَ مَرّة ً وعَتَبتُ أُخرى فلاَ أجْدَى الرَّجاءُ ولا العِتابُ
نَبَذْتَ مَوَدّتي فاهْنَأْ ببُعدي فآخِرُ عَهدِنَا هذَا الكتابُ

سور عندي له مكتوبة

سُوَرٌ عِندِي لهُ مكتوبَة ٌ ودَّ لوْ يسرِي بهَا الرُّوحُ الأَمينْ
إنّني لا آمَنُ الرُّسلَ ولا آمَنُ الكُتْبَ علَى ما تَحْتَوِينْ
مُستَهينٌ بالذي كابَدْتُهُ وهو لا يدري بماذا يَستَهينْ
أنا في هَمٍّ ويَأْسٍ وأسى ً حاضِرُ اللَّوعَة ِ مَوصُولُ الأنينْ

يا سيدي وإمامي

يا سَيِّدي وإِمامي وياأديبَ الزَّمانِ
قد عاقنِي سُوءُ حظِّي عنْ حفلة ِ المهرجانِ
وكنتُ أوّلَ ساعٍ إلَى رِحابِ ابنِ هاني
لكنْ مرضتُ لنحْسِي في يومِ ذاكَ القرانِ
وقد كفاني عِقاباً ماكانَ من حِرماني
حُرِمتُ رُؤْيَة َ شوقي ولَثمَ تلكَ البَنانِ
فاصفحْ فأنتَ خليقٌ بالصَّفحِ عن كلِّ جاني
وعِشْ لعرشِ المعانِي و دُمْ لتاجِ البيانِ
إنْ فَاتَني أنْ أُوَفِّي بالأّمسِ حقَّ التَّهانِي
فاقبلهُ منِّي قضاءً وكُن كَريمَ الجَنانِ
واللهُ يَقبَلُ مِنَّا الصَّـ صَّلاة َ بعدَ الأوانِ

لي ولد سميته حافظا

لي وَلَدٌ سَمَّيْتُهُ حافِظاً تَيَمُّناً بحافِظِ الشَّاعِرِ
كحافظِ ابراهيمَ لكنّه أجمَلُ خَلقاً منه في الظَّاهِرِ
فلَعنَة ُ اللهِ على حافِظٍ إنْ لم يَكُنْ بالشّاعِرِ الماهِرِ
لَعَلَّ أرضَ الشامِ تُزهى به على بلادِ الأدَبِ الزّاهِرِ
على بلادِ النِّيلِ تلك التي تاهت باصحابِ الذكَا النادرِ
شوقيومطرانَوصبرِي ومنْ سَمَّبتُه في مَطلَعي الباهِرِ
يُنسِي اباهُ حِكمة َ الناثرِ
شِعرٌ نظمناهُ ولولاَ الذي رُزِقتُه ما مرَّ بالخاطرِ
وابدَأْ بهَجْوِ الوالِدِ الآمِرِ
فالذَّنبُ ذَنبي وأنا المُعتَدى هلْ يسلمُ الشَّاعرُ منْ شاعرِ

يارئيس الشعر قل لي

يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي مَا الذّي يَقْضِي الرَّئِيسُ
أَنْتَ فيْ الجِيزَة ِ خَافٍ مِثْلَما تَخْفَى الشُّمُوسُ
قابعٌ في كِسرِ بَيتٍ قَدْ أَظَلَّتْه الغُرُوسُ
زاهِدٌ في كلِّ شَيءٍ مُطرِقٌ ساهٍ عَبُوسُ
أين شعرٌ منكَ نَضرٌ فَلَنَا فيه مَسِيسُ
وحَدِيثٌ منكَ حُلْوٌ يتَشَهّاه الجُلُوسُ
وفُكاهاتٌ عِذابٌ تَتَمَنّاها النُّفُوسُ
قد جَفَوتَ الشِّعر حتى حَدَّثَت عنك الطُّرُوسُ
وهَجَرْتَ الناسَ حتّى ساءَلُوا أين الأنيسُ

قل للنقيب لقد زرنا فضيلته

قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ فذَادَنا عنه حُرّاسٌ وحُجّابُ
قَدْ كان بَابُكَ مَفْتُوحاً لقاصِدِه واليومَ أُوصدَ دُونَ القاصِدِ البابُ
هلاّ ذَكَرتَ بدارِ الكُتبِ صُحبَتَنا إذْ نَحنُ رغمَ صُرُوف الدَّهرِ أحبابُ
لو أنّني جِئتُ للبابا لأكرَمَني وكان يُكرِمُني لو جِئتْهُ الباب
لا تَخشَ جائِزَة ً قد جِئتُ أطلُبُها إنِّي شَريفٌ وللأشرافِ أحسابُ
فاهْنَأ بما نِلْتَ مِنْ فَضْلٍ وإِنْ قُطِعَتْ بَيْني وبَيْنَكَ بَعْدَ اليَومِ أسْبابُ