إذا مالك ألقى العمامة فاحذروا

إذا مالكٌ ألقَى العِمَامَةَ فاحْذَرُوا – بَوَادِرَ كَفَّيْ مَالِكٍ حِينَ يَغْضَبُ
فَإنّهُمَا إنْ يَظْلِمَاكَ، فَفِيهِمَا – نَكالٌ لِعُرْيانِ العَذابِ عَصَبْصَبُ
أبيات الفرزدق

دعي الذين هم البخال وانطلقي

دَعي الذينَ هُمُ البُخّالُ وَانطَلِقي – إلى كَثِيرٍ، فَتى الجُودِ ابنِ سَيّارِ
إلى الّذي يَفْضُلُ الفِتْيَانَ نَائِلُهُ – يَدَاهُ مِثْلُ خَليجَيْ دِجلةَ الجارِي
إنّا وَجَدْنَا كَثِيراً يَقْدَحُونَ لَهُ – بخَيرِ عُودٍ عَتِيق، زَنْدُهُ وَارِي
إنّ كَثِيراً كَثِيرٌ فَضْلُ نَائِلِهِ – مُرْتَفَعٌ، في تَمِيمٍ، مُوقَدَ النّارِ
المَالىءُ الجَفْنَةَ الشِّيزَى إذا سَغبُوا – وَالطّاعِنُ الكَبْشَ وَالمَنّاعُ للجَارِ
إذا السّمَاءُ غَدَتْ أرْوَاحُ قِطْقِطِها – كَأنّهُ كُرْسُفٌ يُرْمَى بِأوْتَارِ
تَرَى المَرَاضِيعَ بِالأوْلادِ تَحْمِلُها – إلى كَثِيرٍ عَلى عُسْرٍ وَأيْسَارِ
الحَامِلُ الثّقْلَ قَدْ أعْيَاهُ حَامِلُهُ – وَالمُوقِدُ النّارَ للمُسْتَنْبِحِ السّارِي
وَالعابِطُ الكُومَ للأضْيَافِ إذْ نَزَلُوا – في يَوْمِ صِرٍّ مِنَ الصُّرَّادِ هرّارِ
قصيدة الفرزدق

إليك سبقت ابني فزارة بعدما

إلَيْكَ سَبَقتُ ابْنَيْ فَزَارَةَ بَعدَما – أرَادَ ثَوَايَ في حِلاقِ الأداهِمِ
فَقُلْتُ: ألَيْسَ الله قَبْلَكُمَا الذي – كَفَاني زِياداً ذا العُرَى وَالشّكائِمِ
سَبَقْتُ إلى مَرْوَانَ حَتى أتَيْتُهُ – بِساقَيّ سَعْياً مِنْ حِذارِ الجَرائِمِ
فكُنْتُ كَأنّي، إذْ أنَخْتُ فِنَاءَهُ – على الهَضْبَةِ الخَلْقَاءِ ذاتِ المَخازِمِ
تَزعلُّ مِنْ الأرْوَى، إذا ما تَصَعّدَتْ – إلَيهَا لتَلْقَاها، ظُلُوفُ القَوائِمِ
بهَا تَمْنَعُ البَيْضَ الأُنُوقُ وَدُونَها – نَفانِفُ لَيْسَتْ تُرْتَقى بالسّلالمِ
وَجَدْتُ لكَ البَطْحَاءَ لمّا تَوَارَثَتْ – قُرَيْشٌ تُرَاثَ الأطْيَبِينَ الأكَارِمِ
وَإنّ لَكُمْ عِيصاً ألفَّ غُصُونُهُ – لَهُ ظِلُّ بَيْتَيْ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
لكَمْ لَكَ مِنْ سَاقٍ وَدَلْوٍ سَجيلةٍ – إلَيكَ لها الحوماتُ ذاتُ القَمَاقِمِ
فَلَوْ كانَ مِنْ أوْلادِ دارِمَ مَلأكٌ – حَمَلتْ جَناحَي مَلأكٍ غَيرَ سَائِمِ
ابيات شعر الفرزدق

عسى أسد أن يطلق الله لي به

عَسَى أسدٌ أنْ يُطْلِقَ الله لي بِهِ – شَبَا حَلَقٍ مُستَحكِمٍ فوْقَ أسوْقي
وَكَمْ يا ابن عَبد الله عَني من العُرَى – حَلَلْتَ وَمِنْ قَيْدٍ بساقيّ مُغْلَقِ
فَلَمْ يَبْقَ مني غَيْرَ أنّ حُشَاشَةً – مَتى ما أُذَكَّرْ ما بساقيّ أفْرَقِ
أسَدَّ لَكُمْ شُكْراً وَخَيرَ مَوَدّةٍ – إذا ماالتَقَتْ رُكبانُ غَرْبٍ ومشرقِ
فإنّ لِعَبْدِ الله وابْنَيْهِ مَادِحاً – كَريماً فَما يُثْنِ عَلَيْهِمْ يُصَدَّقِ
مِنَ المُحْرِزِينَ السّبْقَ يَوْمَ رِهَانِهِ – سَبُوقٍ إلى الغايات غَيرَ مُسَبَّقِ
همُ أهلُ بيتِ المجدِ حيثُ ارْتقتْ بهمْ – بَجِيلَةُ فوْقَ النّاسِ من كخلّ مُرْتَقِ
مَصَاليتُ حَقّانُونَ للدّمِ، وَالّتي – يَضِيقُ بهَا ذَرْعاً يَدُ المُتَدَفِّقِ
وَمَنْ يَكُ لمْ يُدرِكْ بحَيثُ تَناوَلَتْ – بَجِيلَةُ مِنْ أحسابها حَيْثُ تَلتَقي
بَجِيلَةُ عنْدَ الشّمسِ أوْ هي فَوْقَها – وإذْ هيَ كالشّمسِ المُضِيئَةِ، يُطرِقِ
لَئِنْ أسَدٌ حَلّتْ قُيُودِي يَمِينُهُ – لَقَدْ بَلَغَتْ نَفْسي مكانَ المُخَنَّقِ
بهِ طَامَن الله الّذِي كَانَ نَاشِزاً – وَأرْخَى خِناقاً عن يَديْ كلّ مُرْهَقِ
نَوَاصٍ مِنَ الأيْدِي إذا ما تَقَلّدَتْ – يَشِيبُ لِا مِنْ هَوْلها كُلُّ مَفْرَقِ
أرى أسَداً تُسْتَهْزَمُ الخَيْلُ باسْمِهِ – إذا لحِقَتْ بِالعَارِضِ المُتَألِّقِ
إذا فَمُ كَبْشِ القَوْمِ كانَ كَأنّهُ – لَهُ فَمُ كَلاّحٍ منَ الرّوْعِ أرْوَقِ
قصيدة الفرزدق

كم للملاءة من طيف يؤرقني

كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ طَيْفٍ يُؤرّقُني – وَقَد تجَرْثمَ هادي اللّيلِ وَاعتكَرَا
وَقَدْ أُكَلِّفُ هَمّي كُلَّ نَاجِيَةٍ – قَد غادَرَ النّصُّ في أبصَارِها سَدَرَا
كَأنّهَا بَعْدَمَا انْضَمّتْ ثَمائِلُها – برَأسِ بَيْنَةَ فَرْدٌ أخْطَأ البَقَرَا
حَتى تُنَاخَ إلى جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ – مَا زَالَ مِن رَاحَتَيهِ الخيرُ مُبتَدَرَا
قَرْم يُبَارى شَماطيطُ الرّيَاحِ بِهِ – حَتى تَقَطّعَ أنْفَاساً وَمَا فَتَرَا
وَمَا بجُودِ أبي الأشْبَالِ من شَبَهٍ – إلاّ السّحَابُ وَإلاّ البَحرُ إذ زَخَرَا
كِلْتا يَدَيْهِ يَمينٌ غَيرُ مُخْلِفَةٍ – تُزْجي المَنَايَا وَتَسقي المُجدبَ المطرَا
قصيدة الفرزدق

إني لأبغض سعدا أن أجاوره

إني لأُبْغض’ سَعْداً أنْ أُجَاورَهُ – ولا أُحِبّ بَني عَمْرِو بنِ يَرْبُوعِ
قَوْمٌ إذا حارَبوا لمْ يَخشَهُمْ أحَدٌ – وَالجارُ فيهِمْ ذَليلٌ غَيرُ مَمْنُوعِ
ابيات شعر الفرزدق