إنْ زُرْتُ «خَرْشَنَة ً» أسِيرَا | فَلَكَمْ أحَطْتُ بها مُغِيرا |
وَلَقَدْ رَأيْتُ النّارَ تَنْـ | ـتَهِبُ المَنَازِلَ وَالقُصُورَا |
وَلَقَدْ رَأيْتُ السّبْيَ يُجْـ | ـلبُ نحونا حوَّا ، وحورا |
نَخْتَارُ مِنْهُ الغَادَة َ الْـ | ـحسناءَ ، والظبيَ الغريرَا |
إنْ طالَ ليلي في ذرا | كِ فقدْ نعمتُ بهِ قصيرا |
و لئنْ لقيتُ الحزن فيـ | ـكَ فقدْ لقيتُ بكِ السرورا |
وَلَئِنْ رُمِيتُ بِحادِثٍ، | فلألفينَّ لهُ صبورا |
صبرا ً لعلَّ اللهَ يفـ | ـتحُ بعدهُ فتحاً يسيراً |
منْ كانَ مثلي لمْ يبتْ | إلاّ أسِيراً، أوْ أمِيرا |
لَيْسَتْ تَحُلّ سَرَاتُنَا | إلا الصدورَ أو القبورا |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
اذا شئت ان تلقى اسودا قساورا
إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداً قَسَاوِرا، | لنُعماهُمُ الصّفوُ الذي لن يُكَدَّرَا |
يلاقيكَ ، منا ، كلُّ قرمٍ ، سميذعٍ ، | يطاعنُ حتى يحسبَ الجونُ أشقراً |
بدَوْلَة ِ سَيْفِ الله طُلْنَا عَلى الوَرَى | وفي عزهِ صلنا على منْ تجبرا |
قصدنا على الأعداءِ ، وسطَ ديارهمْ | بِضَرْبٍ يُرَى من وَقْعِهِ الجوّ أغْبَرَا |
فَسَائِلْ كِلاباً يَوْمَ غَزْوة ِ بَالِسٍ | ألم يتركوا النسوانَ في القاعِ حسراً |
وَسائِلْ نُمَيراً، يَوْمَ سَارَ إلَيْهِمُ، | ألمْ يُوقِنُوا بِالمَوْتِ، لَمَا تَنَمّرَا؟ |
وَسائِلْ عُقَيلاً، حينَ لاذتْ بتَدْمُرٍ، | ألمْ نقرها ضرباً يقدُّ السنوَّرا |
وَسائِلْ قُشَيراً، حينَ جَفّتْ حُلُوقُها، | ألمْ نسقها كأساً ، من الموتِ ، أحمرا |
وَفي طَيىء ٍ، لمّا أثَارتْ سُيُوفُهُ | كماتهمُ ، مرأى لمنْ كانَ مبصرا |
وَكَلْبٌ غَداة َ استَعصَموا بجِبالهِمْ، | رماهمْ بها، شعثاً، شوازب ، ضمَّرا |
فأشبعَ منْ أبطالهمْ كلَّ طائرٍ ، | وَذِئبٍ غَدا يَطْوي البَسِيطة َ أعْفَرَا |
إرث لصب فيك قَد زِدته
إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْ زِدْتَهُ، | عَلى بَلايَا أسْرِهِ، أسْرَا |
قدْ عدمَ الدنيا ولذاتها ؛ | لَكِنّهُ مَا عَدِمَ الصّبْرا |
فهوَ أسيرُ الجسمِ في بلدة ٍ ، | وهوَ أسيرُ القلبِ في أخرى ! |
وشادن من بني كسرى شغفت به
وَشَادِنٍ، من بَني كِسرَى ، شُغِفْتُ بهِ | لَوْ كانَ أنْصَفَني في الحُبّ مَا جَارَا |
إنْ زارَ قصَّر ليلي في زيارتهِ | وَإنْ جَفَاني أطَالَ اللّيْلَ أعْمَارَا |
كأنّما الشّمسُ بي في القَوْسِ نازِلَة ٌ | إنْ لم يَزُرْني وَفي الجَوْزَاءِ إنْ زَارَ |
دع العبرات تنهمر انهما
دَعِ العَبَرَاتِ تَنهَمِرُ انْهِمَارَا، | و نارَ الوجدِ تستعرُ استعارا |
أتطفأُ حسرتي ، وتقرُّ عيني ، | و لمْ أوقدْ ، معَ الغازينَ ، نارا؟ |
رأيتُ الصبرَ أبعدَ ما يرجَّى ، | إذَا ما الجَيْشُ بِالغَازِينَ سَارَا |
وَأعْدَدْتُ الكَتَائِبَ مُعْلَماتٍ | تنادي ، كلَّ آنٍ ، بي : سعارا |
وَقَدْ ثَقّفْتُ للهَيْجَاءِ رُمْحي، | وَأضْمَرْتُ المَهَارِي والمِهَارَا |
و كانَ إذا دعانا الأمرُ حفَّتْ | بِنَا الفِتْيَانُ، تَبتَدِرُ ابْتِدَارَا |
بخيلٍ لاَ تعاندُ منْ عليها ، | وَقَوْمٍ لا يَرَوْنَ المَوْتَ عَارَا |
وراءَ القافلينَ بكلِّ أرضٍ ، | وَأَوَّلُ مَنْ يُغِيرُ، إذَا أغَارَا |
ستذكرني ، إذا طردتْ ، رجالٌ ، | دفقتُ الرمحَ بينهمُ مرارا |
و أرضٌ ، كنتُ أملؤها خيولاً ، | و جوٍّ ، كنتُ أرهقهُ غبارا |
لَعَلّ الله يُعْقِبُني صَلاحاً | قويماً ، أو يقليني العثارا |
فأشفي منْ طعانِ الخيلِ صدراً | وَأُدرِكُ من صُرُوفِ الدّهرِ ثَارَا |
أقمتُ على ” الأميرِ ” ، وكنتُ ممنْ | يعزُّ عليهِ فرقتهُ ، اختيارا |
إذا سارَ ” الأميرُ ” ، فلا هدوا | لنفسي أو يؤوبَ ، ولا قرارا |
أكابدُ بعدهُ همَّـا ، وغمَّـا ، | و نوماً ، لا ألذُّ به غرارا |
وَكُنْتُ بِهِ أشَدّ ذَوِيّ بَطشاً، | وَأبْعَدَهُم، إذا رَكِبُوا، مَغَارَا |
أشُقّ، وَرَاءهُ، الجَيشَ المُعَبّا، | و أخرقُ ، بعدهُ ، الرهجَ المثارا |
إذَا بَقِيَ الأمِيرُ قَرِيرَ عَيْنٍ | فديناهُ ، اختياراً ، لا اضطرار |
أبٌ برٌّ ، ومولى ، وابنُ عمٍ ، | و مستندٌ ، إذا ما الخطبُ جارا |
يَمُدّ عَلى أكَابِرِنَا جَنَاحاً، | و يكفلُ ، في مواطننا ، الصغارا |
أراني اللهُ طلعتهُ ، سريعاً ، | وَأصْحَبَهُ السّلامَة َ، حَيثُ سَارَا |
وَبَلّغَهُ أمَانِيَهُ جَمِيعاً، | و كانَ لهُ منَ الحدثانِ جارا |
إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو
إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو | بِ ، وجدتها فينا كثيره |
لَكِنّ عَادَتَكَ الجَمِيـ | ـلَة َ أنْ تَغُضّ عَلى بَصِيرَهْ |