يحسُنُ مرأى لبني آدم ~ وكلُّهم في الذوق لا يعذُب |
ما فيهمُ بَر ولا ناسك ~ إلا إلى نفعٍ له يجذب |
أفضلُ مِنْ أفضلِهم صخرة ~ لا تظلِمُ الناسَ ولا تكذِبُ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
هذا طريق للهدى لاحب
هذا طريق للهدى لاحبُ ~ يرضى به المصحوب والصاحب |
أهرُب من الناس فإن جئتهم ~ فمثلَ سأب جره الساحب |
ينتفعُ النّاس بما عنده ~ وهو لقى بينهم شاحب |
لا يغبطن أخو نعمى بنعمته
لا يُغبَطنّ أخو نُعْمَى بنعمته ~ بئسَ الحياة حياة بعدها الشَّجَب |
والحسُّ أوقَعَ حيّاً في مَساءتِه ~ وللزمانِ جيوشٌ ما لها لَجَبُ |
لو تَعلمُ الأرضُ ما أفعالُ ساكِنها ~ لطالَ منها لما يأتي به العجَب |
بدءُ السعادةِ أنْ لم تُخْلَقِ امرأةٌ ~ فهلْ تَودُّ جُمادى أنها رَجَبُ |
ولم تَتُبْ لاختيارٍ كان مُنْتَجَباً ~ لكنّكَ العُودُ إذ يُلحى ويُنتَجَب |
وما احتجبتَ عن الأقوام من نُسُكٍ ~ وإنما أنتَ للنّكراءَ مُحتجِب |
قالت ليَ النفسُ إني في أذىً وقَذىً ~ فقلتُ صبراً وتسليماً كذا يجب |
لاتفرحن بفأل إن سمعت به
لا تفرَحنّ بفألٍ إنْ سمعتَ به ~ ولا تَطَيّرْ إذا ما ناعِبٌ نعبا |
فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها ~ والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا |
إذا تفكّرتَ فكراً لا يمازِجُه ~ فسادُ عقلٍ صحيحٍ هان ما صعبُا |
فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها ~ حتى تموت وسمّى جِدّها لَعبِا |
وما الغواني الغوادي في ملاعِبها ~ إلاّ خيالاتُ وقتٍ أشبهتْ لُعَبا |
زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله ~ إلى التراب وزادت حافراً تَعَبا |
لا تسأل الضيف إن أطعمته ظهرا
لا تسأل الضيفَ إن أطعمته ظهراً ~ بالليلِ هل لك في بعض القِرى أرب |
فإنّ ذلكَ من قول يلقنه ~ لا أشتهي الزاد وهو الساغب الحرب |
قدّمْ له ما تأتّى لا تؤامره ~ فيه ولو أنّه الطرثوث والصّرب |
نقمت على الدنيا ولاذنب أسلفت
نقِمتَ على الدنيا ولا ذنب أسلفت ~ إليكَ فأنتَ الظالم المتكذب |
وهَبْها فتاةً هل عليها جنايةٌ ~ بمن هو صبٌّ في هواها معذَّب |
وقد زعموا هذي النفوسَ بواقياً ~ تَشكَّلُ في أجسامها وتَهذَّب |
وتُنقَلُ منها فالسعيدُ مكرَّمٌ ~ بما هو لاقٍ والشقيُّ مشذَّب |
وما كنْتَ في أيام عيشك منْصَفاً ~ ولكن مُعَنّى في حبالك تُجذَب |
ولو كان يبقى الحسن في شخص ميت ~ لآلَيت أن الموت في الفمِ أعذَب |