سَقط الحِمارُ منَ السَّفينة ِ في الدُّجَى | فبكى الرِّفاقُ لِفَقدِهِ، وتَرَحَّمُوا |
حتى إذا طلعَ النهارُ أتت به | نحوَ السفينة ِ موجة ٌ تتقدمُ |
قالتْ: خذوهُ كما أتاني سالماً | لم أبتلعهُ، لأنه لا يهضمُ! |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
إنفعْ بِما أُعطِيتَ من قدرَة ٍ
إنفعْ بِما أُعطِيتَ من قدرَة ٍ | واشفع لذي الذنبِ لَدَى المجمعِ |
إذ كيفَ تسمو للعلا يا فتى | إن أنتَ لم تنفع ولم تشفعِ؟ |
عندي لهذا نبأ صادقٌ | يُعجِبُ أَهلَ الفضل فاسمع، وعِ |
قالوا: استَوى الليثُ على عرشِهِ | فجِيءَ في المجلِسِ بالضِّفدَعِ |
وقيل للسُّلطانِ: هذِي التي | بالأمس آذتْ عاليَ المسمعِ |
تنقنقُ الدهرَ بلا علة ٍ | وتَدّعى في الماءِ ما تَدّعِي |
فانظر ـ إليك الأَمرُ ـ في ذنبِها | ومرْ نعلقها من الأربعِ |
فنهضَ الفيلُ وزيرُ العلا | وقال: يا ذا الشَّرَفِ الأَرفعِ |
لا خيْرَ في الملكِ وفي عِزِّهِ | إنْ ضاقَ جاهُ الليثِ بالضفدعِ |
فكتبَ الليثُ أماناً لها | وزاد أَنْ جاد بمُستنْقَعِ! |
لدودة القز عندي
لدودة ِ القزِّ عندي | ودودة ِ الأضواءِ |
حكاية ٌ تشتَهيها | مسامعُ الأَذكياءِ |
لمَّا رأَت تِلكَ هذِي | تنيرُ في الظلماءِ |
سَعَتْ إليها، وقالت | تعيشُ ذاتُ الضِّياءِ |
أَنا المؤمَّلُ نفعي | أَنا الشهيرُ وفائي |
حلا ليَ النفعُ حتى | رضيتُ فيه فنائي |
وقد أتيتُ لأحظى | بوجهكِ الوضَّاءِ |
فهل لنورِ الثرى في | مَوَدّتي وإخائي |
قالت: عَرَضتِ علينا | وجهاً بغيرِ حياءِ |
من أنتِ حتى تداني | ذاتَ السَّنا والسَّناءِ |
أنا البديعُ جمالي | أَنا الرفيعُ عَلائي |
أين الكواكبُ مني | بل أين بدرُ السماءِ |
فامضي؛ فلا وُدّ عندي | إذ لستِ من أكفائي |
وعند ذلك مرَّتْ | حسناءُ معْ حسناءِ |
تقولُ: لله ثوبي | في حُسنِه والبَهاءِ |
كم عندنا من أَيادٍ | للدودة ِ الغراءِ |
ثم انثنتْ فأتتْ ذي | تقولُ للحمقاءِ |
هل عندكِ الآنَ شَكٌّ | في رُتبتي القَعساءِ |
إن كان فيك ضياءٌ | إن الثناءَ ضيائي |
وإنه لضياءٌ | مؤيَّدٌ بالبقاءِ |
كان على بعض الدروب جمل
كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ | حَمَّلهُ المالكُ ما لا يُحملُ |
فقال يا للنَّحسِ والشقاءِ | إن طال هذا لم يطلْ بقائي |
لم تحمِلِ الجبالُ مثلَ حِملي | أظنُّ مولاي يريدُ قتلي |
فجاءَهُ الثعلبُ من أَمامِهْ | وكان نالَ القصدُ من كلامهْ |
فقال مهلاً يا أخا الأحمالِ | ويا طويلَ الباعِ في الجِمالِ |
فأَنتَ خيرٌ من أَخيكَ حالا | لأَنني أَتعَبُ منك بالا |
كأَن قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ | تسألني عن دمها المسفوكِ |
كأَنّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنبِ | إذا نهضتُ جاذبتني ذنبي |
وربَّ أمٍّ جئتُ في مناخها | فجعتُها بالفتكِ في أَفراخِها |
يبعثني منْ مرقدي بكاها | وأَفتحُ العيْن على شكواها |
وقد عرفتَ خافيَ الأحمالِ | فاصبِرْ. وقلْ لأُمَّة ِ الجِمال |
ليسَ بحملٍ ما يملُّ الظهرُ | ما الحملُ إلا ما يعافي الصَّدرُ |
غزالة مرت على أتان
غزالة ٌ مرَّتْ على أتانِ | تُقبِّلُ الفَطِيمَ في الأَسنانِ |
وكان خلف الظَّبْية ِ ابنُها الرَّشا | بودِّها لو حملهُ في الحشا |
ففعلتْ بسيِّد الصِّغارِ | فِعْلَ الأَتَانِ بکبنِها الحمارِ |
فأَسرع الحمارُ نحوَ أُمِّهِ | وجاءها والضحكُ ملءُ فمهِ |
يصيحُ: يا أُمّاه ماذا قد دَها | حتى الغزالة ُ استَخفَّت ابنَها |
قد سمع الثعلب أهل القرى
قد سمعَ الثعلبُ أهلَ القرى | يدعونَ محتالا بيا ثعلبُ |
فقال حقّاً هذه غاية ٌ | في الفخرِ لا تؤتى ولا تطلب |
من في النُّهى مثلي حتى الورى | أَصبَحْتُ فيهم مَثلاً يُضْرب |
ما ضَرَّ لو وافيْتُهم زائراً | أُرِيهِمُ فوقَ الذي استغرَبوا |
لعلهم يحيون لي زينة ً | يحضرها الدِّيكُ أو الأرنب |
وقصَدَ القوْمَ وحياهُم | وقام فيما بينهم يخطب |
فأُخِذَ الزائِرُ من أُذنِه | وأعطيَ الكلبَ به يلعب |
فلا تَثِق يوماً بِذي حِيلة ٍ | إذْ رُبَّما يَنخَدِعُ الثعلب |