نحنُ الكشافة ُ في الوادي

نحنُ الكشافة ُ في الوادي جَبريلُ الروحُ لنا حادِي
يا ربِّ، بعيسى ، والهادي وبموسى خُذْ بيَدِ الوطنِ
كشَّافة ُ مِصرَ، وصبيَتُها ومناة ُ الدارِ، ومنيتها
وجمالُ الأرضِ، وحليتها وطلائعُ أَفراحِ المدُنِ
نَبتدِرُ الخيرَ، ونَستبِقُ ما يَرضَى الخالقُ والخُلُقُ
بالنفسِ وخالِقِها نثِقُ ونزيد وثوقاً في المحن
في السَّهلِ نَرِفُّ رَياحِينا ونجوبُ الصخر شياطينا
نبني الأبدانَ وتبنينا والهمَّة ُ في الجسم المرنِ
ونخلِّي الخلقَ وما اعتقدوا ولوجه الخالقِ نجتهدُ
نأسو الجرْحى أَنَّى وُجِدُوا ونداوي من جرح الزمن
في الصدقِ نشأنا والكومِ والعفَّة ِ عن مسِّ الحرم
ورعاية ِ طفلٍ أو هرمِ والذودِ عن الغيدِ الحصن
ونُوافي الصَّارخَ في اللُّجَجِ والنارِ الساطعة ِ الوَهَجِ
لا نسأَلُهُ ثمنَ المُهَجِ وكفى بالواجبِ من ثمنِ
يا ربِّ، فكثِّرنا عدَدا وابذُل لأُبوَّتِنا المَدَدا
هيىء ْ لهمُ ولنا رشدا يا ربِّ، وخذ بيد الوطن

قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا‍

قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا‍! وأجلَّ في العلياءِ بدرَ سماكا!
تتساءلُ العربُ المقدسُ بيتها: أَأُعِيدَ بانِي رُكنِه فبَناكا؟!
وتقولُ إذ تأتيكَ تلتمسُ الهدى : سِيَّانِ هذا في الجلال وذاكا
يا مُلتَقى القمَرَيْنِ، ما أَبهاكَ! بل يا مَجْمَعَ البَحْرَين، ما أَصفاكا!
إنّ الأَمَانَة َ، والجلالة َ، والعُلا في هالة ٍ دارتْ على مغناكا
ما العِزُّ إلا في ثرَى القدَمِ التي حَسَدَتْ عليها النيِّراتُ ثراكا
يا سادسَ الأمراءِ من آبائه ما للإمارة ِ مَنْ يُعَدُّ سِواكا
التركُ تقرأُ باسمِ جدَّك في الوغى والعُرْبُ تَذكرُ في الكتاب أَباكا
نسبٌ لو انتمت النجومُ لعقدهِ لتَرَفَّعَتْ أَن تَسكنَ الأَفلاكا
شرفاً – عزيزَ العصرِ – فتَّ ملوكهُ فضلاً، وفاتَ بينهمُ نجلاكا
لك جنَّة ُ الدنيا، وكوثرها الذي يجري به في الملكِ شرطُ غناكا
ملكٌ رعيتَ اللهَ فيه، مؤيداً باسم النبي، موفقاً مسعاكا
فأَقمتَ أمراً ـ يا أَبا العباسِ ـمأْ مونَ السبيلِ على رشيد نهاكا
إن يَعرضوهُ على الجبال تَهنْ له وهيَ الجبالُ، فما أشدَّ قواكا
بسياسة تقفُ العقولُ كليلة ً لا تستطيع لكُنْهِها إدراكا
وبحكمة ٍ في الحكمِ توفيقيَّة ٍ لك يَقتَفي فيها الرجالُ خُطاكا
مَولايَ، عيدُ الفطرِ صُبحُ سُعودِه في مصرَ أسفر عن سنا بشراكا
فاستقبلِ الآمالَ فيه بشائراً وأشائراً تجالى على علياكا
وتلقَّ أَعيادَ الزمان مُنيرة ً فهناؤُه ما كان فيه هَناكا
أيامكَ الغرُّ السعيدة ُ كلها عيدٌ، فعيدُ العالمين بَقاكا
فليبقَ بيتكَ، وليدمْ ديوانه وليحيَ جندكَ، ولتعشْ شوراكا
وليهنني بك كلّ يومٍ أنني في ألفِ عيدٍ من سعودِ رضاكا
يا أيها الملك الأَريبُ، إليكها عذراءَ هامتْ في صفاتِ عُلاكا
فطوتْ إليكَ البحرَ أَبيضَ نِسبة ً لِنظيرهِ المورودِ من يُمناكا
قدِمَتْ على عيدٍ لبابك بعدما قدِمَتْ عليَّ جديدة ً نُعماكا
أو كلما جادتْ نداكَ رويتي سَبَقتْ ثَنايَ بالارتجالِ يداكا؟
أنتَ الغنيُّ عن الثناِ، فإن تردْ ما يُطربُ الملكَ الأَديبَ فهاكا

مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي

مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي آمنتُ باللهِ وجنَّاته!
العيشُ فيه ليس في غيرهِ يا طالبَ العيشِ ولذاته
قصورُ عزٍّ باذخاتُ الذرى يودها كسرى مشيداته
من كل راسي الأصل تحت الثرى مُحير النجمِ بِذِرواته
دارتْ على البحرِ سلاليمهُ فبتن أَطواقاً لِلَبَّاتِه
مُنتظِماتٌ مائجاتٌ به مُنمقاتٌ مثلَ لُجَّاتِه
من الرخامِ الندرِ، لكنها تُنازعُ الجوهَرَ قيماته
من عملِ الإنسِ، سوى أنها تُنسي سليمانَ وجِنَّاته
والريحُ في أَبوابِه، والجوا ري مائلاتٌ دون ساحاته
وغابه منْ سارَ في ظلها يأتي على البسفورِ غاباته
بالطولِ والعرضِ تباهي، فذا وافٍ، وهذا عند غاياته
والرملُ حالٍ بالضحى مذهبٌ يُصدِّىء ُ الظلُّ سَبيكاتِه
وتُرْعة ٌ لو لم تكن حُلوَة ً أَنْسَتْ لَمَرْتِينَ بُحَيْراتِه
أَوْ لم تكنْ ثمَّ حياة َ الثرَى لم تبقِ في الوصفِ لحيَّاته
وفي فمِ البحرِ لمنْ جاءهُ لسانُ أرضٍ فاقَ فرضاته
تَنْحَشِدُ الطَّيْرُ بأَكنافِه ويَجمعُ الوحشُ جماعاتِه
من معزٍ وحشية ٍ، إن جرتْ أَرَتْ من الجرْي نِهاياتِه
أو وثبتْ فالنجمُ من تحتها والسورُ في أسرِ أسيراته
وأرنبٌ كالنملِ إن أحصيتْ تنبتُ في الرملِ وأبياته
يعلو بها الصيدُ ويعلو إذا ما قيْصَرُ أَلقَى حِبالاته
ومن ظِباءٍ في كِناساتِها تهيجُ للعاشقِ لوعاته
والخَيْلُ في الحيِّ عراقِيَّة ٌ تَحمِي وتُحمَى في بُيوتاته
غيرٌّ كأيامِ عزيزِ الورى محجَّلاتٌ مثل أوقاته

ما باتَ يُثني على علياكَ إنسانُ

ما باتَ يُثني على علياكَ إنسانُ إلا وأَنت لعيْنِ الدَّهْرِ إنسانُ
وما تَهلَّلتَ إذْ وافاكَ ذو أَمَلٍ إلا وأَدهَشَه حُسْنٌ وإحسان
لله ساحتكَ المسعودُ قاصدها فإنما ظِلُّها أَمْنٌ وإيمان!
لئنْ تباهى بك الدِّينُ الحنيفُ لكمْ تقوَّمَتْ بك للإسلامِ أَركان
تُراقِبُ الله في مُلكٍ تدَبِّرُه فأَنت في العدْلِ والتَّقوى سُليمان
أَنجَى لك الله أَنجالاً لا يُهيِّئُهم لرفعة ِ الملكِ إقبالٌ وعرفان
أعزَّة ٌ أينما حلتْ ركائبهم لهم مكانٌ كماَ شاؤوا وإمكان
لم تثنِهمْ عن طِلابِ العِلمِ في صِغَرٍ في عزِّ مُلكِك أَوطارٌ وأَوطان
تأتي السعادة ُ إلا أَن تُسايِرَهم لأنهم لموكِ الأرضِ ضيفان
نجلانِ قد بلغا في المجدِ ما بلغا مُعَظَّمٌ لهما بين الورى شان
يكفيهما في سبيلِ الفخرِ أن شهدتْ بفضلِ سبقهما روسٌ وألمان
هُما هُما، تعرِفُ العَلياءُ قدرَهُما كِلاهُما كَلِفٌ بالمجدِ يَقظان
ما الفَرْقَدانِ إذا يوماً هُما طلعا في مَوكِبٍ بهما يَزهو ويزدان؟
يا كافِيَ الناس بعد الله أَمْرَهُمُ النَّصرُ إلا على أَيديكَ خِذْلان
ويا منيل المعالي والنَّدى كرماً الربح من غير هذا البابِ خسران
مولايَ، هل لِفتى بالبابِ مَعذرَة ٌ فعقلهُ في جلالِ الملكِ حيرانُ؟!
سعى على قدمِ الإخلاصِ ملتمساً رضاك ، فهوَ على اإقبالِ عنوان
أَرى جَنابَكَ رَوضاً للندى نَضِراً لأنّ غصنَ رجائي فيه ريَّان
لا زالَ مُلككَ بالأَنجالِ مُبتَهِجاً ما باتَ يُثني على عَلياكَ إنسان

أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها

أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها فهل يهنِّيك شعري أم يهنِّيها ؟
أنت البرية ، فاهنأ، وهْيَ أَنت، فمَنْ دعاكَ يوماً لِتهنا فهْو داعيها
عيدُ السماءِ وعيدُ الأَرضِ بَينهما عيدُ الخلائِقِ قاصيها ودانيها
فباركَ اللهُ فيها يومَ مولدها ويوم يرجو بها الآمالَ راجيها
ويوم تُشرِقُ حوْل العرشِ صبيتُها كهالة ٍ زانتِ الدنيا دَراريها
إنّ العناية َ لمَّا جامَلَتْ وعَدَتْ ألا تكفَّ وأن تترى أياديها
بكلِّ عالٍ من الأنجالِ تحسبه من الفراقِدِ لو هَشَّتْ لرائيها
يقومُ بالعهدِ عن أوفى الجدودِ به عن والدٍ أَبلجِ الذِّمَّاتِ عاليها
ويأْخذُ المجدَ عن مصرٍ وصاحبها عنِ السَّراة ِ الأَعالي من مواليها
الناهضين على كرسيِّ سؤددها والقابضين على تاجيْ معاليها
والساهرين على النيلِ الحفيِّ بها وكأسها وحميَّاها وساقيها
مولايَ، للنفسِ أن تُبدي بشائِرَها بما رزقتَ، وأَن تهدي تهانيها
الشمسُ قدرهاً ، بلِ الجوزاءُ منزلة ً بل الثُّريَّا ، بل الدنيا وما فيها
أُمُّ البنينَ إذا الأَوطانُ أَعْوَزَها مدبِّرٌ حازمٌ أو قلَّ حاميها
منَ الإناثِ سوى أنّ الزمان لها عبدٌ، وأَنَّ الملا خُدّامُ ناديها
وأنها سرُّ عباسٍ وبضعتهُ فهْيَ الفضيلة ُ، ما لي لا أُسمِّيها؟!
أغزُّ يستقبلُ العصرُ السلامَ به وتشرقُ الأرضُ ما شاءتْ لياليها
عالي الأَريكة ِ بين الجالسين، له منَ المفاخر عاليها وغاليها
عباسُ، عِشْ لنفوسٍ أَنت طِلْبَتُها وأَنت كلُّ مُرادٍ من تناجيها
تبدي الرجاءَ وتدعوهُ ليصدقها والله أَصدق وعداً، وهْوَ كافيها

بيني وبين أبي العلاءِ قضيَّة ٌ

بيني وبين أبي العلاءِ قضيَّة ٌ في البرِّ أسترعي لها الحكماءَ
هُوَ قدْ رأَى نُعْمى أبيه جِناية ً وأَرَى الجِناية َ من أَبي نعْماءَ