إِن كانَ يُعجِبُكَ السُكوتُ فَإِنَّهُ | قَد كانَ يُعجِبُ قَبلَكَ الأَخيارا |
وَلَئِن نَدِمتَ عَلى سُكوتِكَ مَرَّةً | فَلَقَد نَدِمتَ عَلى الكَلامِ مِرارا |
إِنَّ السُكوتَ سَلامَةٌ وَلَرُبَّما | زَرَعَ الكَلامُ عَداوَةً وَضِرارا |
وَإِذا تَقَرَّبَ خاسِرٌ مِن خاسِرٍ | زادا بِذاكَ خَسارَةً وَتَبارا |
قصائد أبو العتاهية
أبيات شعر و قصائد لشاعر العصر العباسي أبو العتاهية في مكتبة قصائد العرب.
يضطرب الخوف والرجاء إذا
يَضطَرِبُ الخَوفُ وَالرَجاءُ إِذا | حَرَّكَ موسى القَضيبَ أَو فَكَّر |
ما أَبَينَ الفَضلَ في مُغَيَّبِ ما | أَورَدَ مِن رَأيِهِ وَما أَصدَر |
فَكَم تَرى عَزَّ عِندَ ذَلِكَ مِن | مَعشَرِ قَومٍ وَذَلَّ مِن مَعشَر |
يُثمِرُ مِن مَسِّهِ القَضيبُ وَلَو | يَمَسُّهُ غَيرُهُ لَما أَثمَر |
مَن مِثلُ موسى وَمِثلُ والِدِهِ الـ | مَهدِيِّ أَو جَدِّهِ أَبي جَعفَر |
ليس للإنسان إلا ما رزق
لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما رُزِق | أَستَعينُ اللَهَ بِاللَهِ أَثِق |
عَلِقَ الهَمُّ بِقَلبي كُلُّهُ | وَإِذا ما عَلِقَ الهَمُّ عَلِق |
بِأَبي مَن كانَ لي مِن قَلبِهِ | مَرَّةً وُدٌّ قَليلٌ فَسُرِق |
يا بَني الإِسلامِ فيكُم مَلِكٌ | جامِعُ الإِسلامِ عَنهُ يَفتَرِق |
لَنَدى هارونَ فيكُم وَلَهُ | فيكُمُ صَوبٌ هَطولٌ وَوَرِق |
لَم يَزَل هارونُ خَيراً كُلُّهُ | قُتِلَ الشَرُّ بِهِ يَومَ خُلِق |
يا عتب ما شاني وما شانك
يا عُتبَ ما شاني وَما شانِك | تَرَفَّقي أُختي بِسُلطانِك |
لَما تَبَدَّيتِ عَلى بَغلَةٍ | أَشرَقَتِ الأَرضُ لِبُرهانِك |
حَتّى كَأَنَّ الشَمسَ مَخفوفَةٌ | بَينَ جَواريكِ وَخِصيانِك |
يا عُتبُ ما شاني وَماشانِك | تَرَفَّقي سِتّي بِسُلطانِك |
أَخَذتِ قَلبي هَكَذا عَنوَةً | ثُمَّ شَدَدتيهِ بِأَشطانِك |
اللَهَ في قَتلِ فَتىً مُسلِمٍ | ما نَقَضَ العَهدَ وَما خانِك |
حَرَمتِني مِنكِ دُنوٌّ فَيا | وَيلِيَ ما لي وَلِحِرمانِك |
يا جَنَّةَ الفِردَوسِ جودي فَقَد | طابَت ثَناياكِ وَأَردانِك |
وَاللَهِ لَولا أَن أَخافَ الرَدى | لَقُلتُ لَبَّيكِ وَسُبحانِك |
إمام الهدى أصبحت بالدين معنيا
إِمامَ الهُدى أَصبَحتَ بِالدينِ مَعنِيا | وَأَصبَحتَ تَسقي كُلَّ مُستَمطِرٍ رِيّا |
لَكَ اسمانِ شُقّا مِن رَشادٍ وَمِن هُداً | فَأَنتَ الَّذي تُدعى رَشيداً وَمُهدِيّا |
إِذا ما سَخِطتَ الشَيءَ كانَ مُسَخَّطاً | وَإِن تَرضَ شَيئاً كانَ في الناسِ مَرضِيّا |
بَسَطتَ لَنا شَرقاً وَغَرباً يَدَ العُلا | فَأَوسَعتَ شَرقِيّاً وَأَوسَعتَ غَربِيّا |
وَوَشَّيتَ وَجهَ الأَرضِ بِالجودِ وَالنَدى | فَأَصبَحَ وَجهُ الأَرضِ بِالجودِ مَوشِيّا |
وَأَنتَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَتى التُقى | نَشَرتَ مِنَ الإِحسانِ ما كانَ مَطوِيّا |
قَضى اللَهُ أَن يَبقى لِهارونَ مُلكُهُ | وَكانَ قَضاءُ اللَهِ في الخَلقِ مَقضِيّا |
تَحَلَّبَتِ لدُنيا لِهارونَ بِالرِضا | وَأَصبَحَ نَقفورٌ لِهارونَ ذِمِّيّا |
من أحب الدنيا تحير فيها
مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها | وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها |
رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذا | كَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها |
قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا | طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها |
إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّر | تَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها |
وَدَعِ اللَيلَ وَ النَهارَ جَميعاً | يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها |
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم | يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُسْتَحِليها |