بهروا الدنيا..
وما في يدهم إلا الحجاره..
وأضاؤوا كالقناديل، وجاؤوا كالبشاره
قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً
صفحت أجسادها ضد الحراره..
قاتلوا عنا إلى أن قتلوا..
وجلسنا في مقاهينا.. كبصاق المحارة
واحدٌ يبحث منا عن تجارة..
واحدٌ.. يطلب ملياراً جديداً..
وزواجاً رابعاً..
ونهوداً صقلتهن الحضارة..
واحدٌ.. يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍ
واحدٌ.. يعمل سمسار سلاح..
واحدٌ.. يطلب في البارات ثاره..
واحدٌ.. بيحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..
آه.. يا جيل الخيانات..
ويا جيل العمولات..
ويا جيل النفايات
ويا جيل الدعارة..
سوف يجتاحك –مهما أبطأ التاريخ-
أطفال الحجاره..
شعر غزل
قصائد غزل وأشعار غزل قصيرة ومميزة أبيات شعر غزلية قديمة و جديدة.
أقاوم كل أسواري
اليوميات
(34)
أقاوم كل أسواري ..
أقاوم واقعي المصنوع
من قشٍ وفخار ..
أقاوم كل أهل الكهف ، والتنجيم ، والزار ..
تواكلهم
تآكلهم
تناسلهم كأبقار ..
أمامي ألف سيافٍ وسيافٍ
وخلفي ألف جزارٍ وجزار ..
فيا ربي !
أليس هناك من عارٍ سوى عاري ؟
ويا ربي ؟
أليس هناك من شغلٍ
لهذا الشرق ..
غير حدود زناري ؟؟…
أليس هناك من شغلٍ
لهذا الشرق ..
غير حدود زناري ؟؟…
أقدم اعتذاري
. أقدم اعتذاري
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار
.. عن الكتابات التي كتبتها
.. عن الحماقات التي ارتكبتها
عن كل ما أحدثته
في جسمك النقي من دمار
وكل ما أثرته حولك من غبار
.. أقدم اعتذاري
عن كل ما كتبت من قصائد شريرة
.. في لحظة انهياري
فالشعر ، يا صديقتي ، منفاي واحتضاري
.. طهارتي وعاري
ولا أريد مطلقا أن توصمي بعاري
من أجل هذا .. جئت يا صديقتي
.. أقدم اعتذاري
.. أقدم اعتذاري
أمشاط ليلى العامرية
12
حتى تنتصر القصيدة…
على المسدس الكاتم للصوت..
وينتصر التلاميذ
على الغازات المسيلة للدموع
وتنتصر الوردة..
على هراوة رجل البوليس
وتنتصر المكتبات..
على مصانع الأسلحة…
13
حتى أستعيد الأشياء التي تشبهني
والقطط الشامية التي كانت تخرمشني
والكتابات .. التي كانت تكتبني..
أريد.. أن أفتح كل الجوارير
التي كانت أمي تخبئ فيها
خاتم زواجها..
وأساورها الذهبية المبرومة..
ومسبحتها الحجازية..
وخصلةً من شعري الذهبي.
بقيت تحتفظ بها..
منذ يوم ولادتي..
14
كل شيءٍ يا سيدتي
دخل في (الكوما)
إنتصرت على قمر الشعراء
تفوقت على نشيد الإنشاد..
وقصائد لوركا.. وماياكوفسكي..
وبابلو نيرودا…
15
أريد أن أحبك، يا سيدتي..
قبل أن يصبح قلبي..
قطعة غيارٍ تباع في الصيدليات
فأطباء القلوب في (كليفلاند)
كما تصنع الأحذية….
السماء يا سيدتي، أصبحت واطئة..
والغيوم العالية..
أصبحت تتسكع على الأسفلت..
وجمهورية أفلاطون.
وشريعة حمورابي.
ووصايا الأنبياء.
صارت دون مستوى سطح البحر
ومشايخ الطرق الصوفية..
أن أحبك..
حتى ترتفع السماء قليلاً….
وجمهورية أفلاطون.
وشريعة حمورابي.
ووصايا الأنبياء.
وكلام الشعراء.
صارت دون مستوى سطح البحر
لذلك نصحني السحرة، والمنجمون،
ومشايخ الطرق الصوفية..
أن أحبك..
حتى ترتفع السماء قليلاً….
أمام قصرها
متي تجيئين ؟ قولي
لموعدٍ مستحيل
الوقوع .. فوق الحصول
وأنت . لا شيء إلا
وأنت خيط سرابٍ
يموت قبل الوصول
في جبهة الإزميل ..
***
انزياح سترٍ صقيل
يلهو الشتاء بشعري
أشقى .. وأنت استليني
طيفٌ تثلج خلف
الزجاج .. هيا افتحي لي ..
من أنت ؟ وارتاع نهدٌ
طفلٌ .. كثير الفضول
تفتا القميص الكسول
أوجعت أكداس لوزٍ
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
كصفحة الإنجيل
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
أهواك مذ كنت صغرى
كصفحة الإنجيل
ومن زمانٍ .. زمانٍ
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شعرك المجدول
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
***
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول
ألا تجلسين قليلا
ألا تجلسين قليلاً
ألا تجلسين؟
فإن القضية أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
وما كان بيني وبينك..
لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً..
كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعفٍ
نريد اغتيال السماء؟..
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟
ففي القلب شيءٌ كثير..
وحزنٌ كثيرٌ..
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات..
فإن تراثاً من الحب.. والشعر.. والحزن..
والخبز.. والملح.. والتبغ.. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين
فإن القضية..
أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً
لما نحن فيه..
وأن الحمامة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك..
ليست تموت بتلك السهوله
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله..
أنا لا أحاول تغيير رأيك..
إن القرار قرارك طبعاً..
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلب،
ذات الشمال ، وذات اليمين..
فكيف نفك حصار العصافير، والبحر،
والصيف، والياسمين..
وكيف نقص بثانيتين؟
شريطاً غزلناه في عشرات السنين..
– سأسكب كأساً لنفسي..
– وأنت؟
تذكرت أنك لا تشربين..
أنا لست ضد رحيلك.. لكن..
أفكر أن السماء ملبدةٌ بالغيوم..
وأخشى عليك سقوط المطر
فماذا يضيرك لو تجلسين؟
لحين انقطاع المطر..
وما يضيرك؟
لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك..
أنت بكيت كثيراً..
ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثل القمر..
أنا لست ضد رحيلك..
لكن..
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر.
عل قليلاً من الشعر يكسر هذا الضجر..
… تقولين إنك لا تعجبين بشعري!!
سأقبل هذا التحدي الجديد..
بكل برودٍ.. وكل صفاء
وأذكر..
كم كنت تحتفلين بشعري..
وتحتضنين حروفي صباح مساء..
وأضحك..
من نزوات النساء..
فليتك سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني..
كما تعلمين..
أما زلت غضبى؟
إذن سامحيني..
فأنت حبيبة قلبي على أي حال..
سأفرضً أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه..
وبعض الغرور..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور؟
وإحراق كل الشجر..
أنا لا أحاول رد القضاء ورد القدر..
ولكنني أشعر الآن..
أن اقتلاعك من عصب القلب صعبٌ..
وإعدام حبك صعبٌ..
وعشقك صعبٌ
وكرهك صعبٌ..
وقتلك حلمٌ بعيد المنال..
فلا تعلني الحرب..
إن الجميلات لا تحترفن القتال..
ولا تطلقي النار ذات اليمين،
وذات الشمال..
ففي آخر الأمر..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..