أَعِن جِوارِ أَبي إِسحاقَ تَطمَعُ أَن | تُزيلَ رَحلِيَ يا بُهلَ بنَ بُهلانا |
غَبينَةٌ سُمتَنيها لَو سَمَحتُ بِها | يَوماً لَأَكفَلتُها لَخماً وَغَسّانا |
أَعدَدتَ مِن قُطرِكَ الأَقصى لِتَقمُرَني | بَنى المُدَبِّرِ أَنصاراً وَأَعوانا |
يَرضاهُمُ الناسُ أَرباباً لِسُؤدُدِهِم | فَكَيفَ أَسخَطُهُم يا بُهلُ إِخوانا |
هَبني غَنيتُ بِوَفري عَن نَوالِهِمِ | فَكَيفَ أَصنَعُ بِالإِلفِ الَّذي كانا |
عَهدٌ مِنَ الأُنسِ عاقَرنا الكُؤوسَ عَلى | بَديإِهِ وَخَبَطنا فيهِ أَزمانا |
نَمّازُ عَنهُ كُهولاً بَعدَ كَبرَتِنا | وَقَد قَطَعنا بِهِ الأَيّامَ شُبّانا |
أَصادِقٌ لَم أُكاذِبهُم مَوَدَّتَهُم | وَلَم أَدَعهُم لِشَيءٍ عَزَّ أَو هانا |
وَلَم أَكُن بائِعاً بِالرَغبِ عَبدَهُمُ | وَأَنتَ تَطلُبُهُم يا بُهلُ مَجّانا |
إِذهَب إِلَيكَ فَلا مُحظىً بِعارِفَةٍ | وَلا مُصيباً بِما حاوَلتَ إِمكانا |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي | وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها |
أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي | عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها |
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني | وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها |
أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي | طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها |
إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ | تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها |
فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها | حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها |
وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها | كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها |
وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم | فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها |
وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً | فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها |
وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها | وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها |
فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً | كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها |
وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ | عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها |
فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها | وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها |
فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها | مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها |
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا
صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا | من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا |
منْ صدْق الله لم ينلهُ أذى | و من رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا |
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا | وَ سافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ |
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ | وَ عِلمٌ وَ آدابٌ وَ صُحبَةُ ماجِدِ |
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَ مِحنَةٌ | وَ قَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ |
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ | بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَ حاسِدِ |
الناس للناس ما دام الوفاء بهم
الناسُ للناسِ مادامَ الوفاءُ بهم | والعسرُ واليسرُ أوقاتٌ وساعاتُ |
وأكرَمُ الناسِ ما بَين الوَرَى رَجلٌ | تُقْضى على يَدِه للنَّاسِ حاجاتُ |
لا تَقْطَعَنَّ يَدَ المَعروفِ عَنْ أَحَدٍ | ما دُمْتَ تَقْدِرُ فالأيامُ تَارَاتُ |
واشْكُرْ فَضِيلةَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جَعَلَتْ | إِلَيْكَ لا لَكَ عِنْد الناسِ حَاجَاتُ |
قد مات قومٌ و ما ماتت فَضائلُهُم | وعاشَ قَومٌ وهُم في الناسِ أمْواتُ |
إن الفقيه هو الفقيه بفعله
إِنَّ الفَقيهَ هُوَ الفَقيهُ بِفِعلِهِ | لَيسَ الفَقيهُ بِنُطقِهِ وَمَقالِهِ |
وَكَذا الرَئيسُ هُوَ الرَئيسُ بِخُلقِهِ | لَيسَ الرَئيسُ بِقَومِهِ وَرِجالِهِ |
وَكَذا الغَنِيُ هُوَ الغَنِيُ بِحالِهِ | لَيسَ الغَنيُّ بِمُلكِهِ وَبِمالِهِ |