من أحب الدنيا تحير فيها

مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيهاوَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها
رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذاكَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها
قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّاطَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها
إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّرتَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها
وَدَعِ اللَيلَ وَ النَهارَ جَميعاًيَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَميَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُسْتَحِليها
أبو العتاهية

أنافعي عند ليلى فرط حبيها

أَنافِعي عِندَ لَيلى فَرطُ حُبّيهاوَلَوعَةٌ لِيَ أُبديها وَأُخفيها
أَم لا تُقارِبُ لَيلى مَن يُقارِبُهاوَلا تُداني بِوَصلٍ مَن يُدانيها
بَيضاءُ أَوقَدَ خَدَّيها الصِبا وَسَقىأَجفانَها مِن مُدامِ الراحِ ساقيها
في حُمرَةِ الوَردِ شَكلٌ مِن تَلَهُّبِهاوَلِلقَضيبِ نَصيبٌ مِن تَثَنّيها
قَد أَيقَنَت أَنَّني لَم أُرضِ كاشِحَهافيها وَلَم أَستَمِع مِن قَولِ واشيها
وَيَومَ جَدَّ بِنا عَنها الرَحيلُ عَلىصَبابَةٍ وَحَدا الأَظعانَ حاديها
قامَت تُوَدِّعُني عَجلى وَقَد بَدَرَتسَوابِقٌ مِن تُؤامِ الدَمعِ تُجريها
وَاِستَنكَرَت ظَعَني عَنها فَقُلتُ لَهاإِلى الخَليفَةِ أَمضى العيسَ مُمضيها
إِلى إِمامٍ لَهُ ما كانَ مِن شَرَفٍيُعَدُّ في سالِفِ الدُنيا وَباقيها
خَليفَةَ اللَهِ ما لِلمَجدِ مُنصَرَفٌإِلّا إِلى أَنعُمٍ أَصبَحتَ توليها
فَلا فَضيلَةَ إِلّا أَنتَ لابِسُهاوَلا رَعِيَّةَ إِلّا أَنتَ راعيها
مُلكٌ كَمُلكِ سُلَيمانَ الَّذي خَضَعَتلَهُ البَرِيَّةُ قاصيها وَدانيها
وَزُلفَةٌ لَكَ عِندَ اللَهِ تُظهِرُهالَنا بِبُرهانِ ما تَأتي وَتُبديها
لَمّا تَعَبَّدَ مَحلُ الأَرضِ وَاِحتَبَسَتعَنّا السَحائِبُ حَتّى ما نُرَجّيها
وَقُمتَ مُستَسقِياً لِلمُسلِمينَ جَرَتغُرُّ الغَمامِ وَحَلَّت مِن عَزاليها
فَلا غَمامَةَ إِلّا اِنَهَلَّ وابِلُهاوَلا قَرارَةَ إِلّا سالَ واديها
وَطاعَةُ الوَحشِ إِذ جاءَتكَ مِن خَرِقٍأَحوى وَأُدمانَةٍ كُحلٍ مَآقيها
كَالكاعِبِ الرودِ يَخفى في تَرائِبِهارَدعُ العَبيرِ وَيَبدو في تَراقيها
أَلفانِ جاءَت عَلى قَدرٍ مُسارِعَةٍإِلى قَبولِ الَّذي حاوَلتَهُ فيها
إِن سِرتَ سارَت وَإِن وَقَّفتَها وَقَفَتصوراً إِلَيكَ بِأَلحاظٍ تُواليها
يَرِعنَ مِنكَ إِلى وَجهٍ يَرَينَ لَهُجَلالَةً يُكثِرُ التَسبيحَ رائيها
حَتّى قَطَعتَ بِها القاطولَ وَاِفتَرَقَتبِالحَيرِ في عَرصَةٍ فيحٍ نَواحيها
فَنَهرُ نَيزَكَ وِردٌ مِن مَوارِدِهاوَساحَةُ التَلِّ مُغنىً مِن مَغانيها
لَولا الَّذي عَرَفَتهُ فيكَ يَومَإِذٍلَما أَطاعَكَ وَسطَ البيدِ عاصيها
فَضلانِ حُزتَهُما ضونَ المُلوكِ وَلَمتُظهِر بِنَيلِهِما كِبراً وَلا تيها
من قصائد البحتري

و متعب العيس مرتاحا إلى بلد

و متعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِو الموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ
و ضاحك و المنايا فوقَ هامتهلو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ
من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ
قصائد الإمام الشافعي

شيد بفضلك مشرف البنيان

شَيِّد بِفَضلِكَ مُشرِفَ البُنيانِلَم يَبقَ إِلّا خاتِمُ الإِحسانِ
رُدَّ الصَنيعَةَ في ابنِ شُكرٍ طَبعُهُنَشرُ الَّذي توليهِ كُلَّ أَوانِ
أَمّا لِساني في الحِسابِ فَواحِدٌوَيَقومُ فيكَ مَقامَ أَلفِ لِسانِ
لاتُبعِدَنّي مِنكَ نِسبَةُ مَن هُمُخُلَفاءُ قَومِكَ مِن بَني شَيبانِ
نَسَبي لَعَمري في رَبيعَةَ غُرَّةٌفيها وَلي قَلبٌ هَواهُ يَماني
ذَهَبَت يَمانٌ بِالمَفاخِرِ كُلِّهابِكَ دونَ أَهلِ الفَخرِ بِالنُعمانِ
مَرَجَ الإِلَهُ بِسَيبِ كَفِّكَ لِلنَدىبَحرَينِ بِالمَعروفِ يَلتَقِيانِ
هَذا يَفيضُ بِفِضَّةٍ وَبِعَسجَدٍوَيَفيضُ ذاكَ بِفاخِرِ المَرجانِ
وَاللَهُ أَكسَبَكَ المَحامِدَ مُكمِلاًلَكَ كُلَّ إِنسانِيَّةِ الإِنسانِ
رَفَعَ السَماءَ وَمَجدَ فَخرِكَ قَبلَ أَنيَبدا بِوَضعِ الأَرضِ وَالميزانِ
فارَقتُ مُذ زَمَنٍ أَبي فَجَعَلتَ ليمِن بَعدِ ذاكَ أَباً يَقومُ بِشاني
أَتَصونُ لي شِعراً وَأُخلِقُ قَدرَهُفي الناسِ ماأُمّي إِذاً بِحَصانِ
مَهما أَهَنتَ الدُرَّ ما أَكرَمتَهُفَاِقطَع نَوالَكَ فَهوَ قَطعُ بَناني
ماحِصنُ هَذا الحِصنُ لي بِمُعَوِّلِأَلجا إِلَيهِ وَأَنتَ حِصنُ أَماني
إِنّي أَتَيتُ مُوَدِّعاً وَأَقولُ لَولَم آتِ فَضلَكَ طالِباً لَأَتاني
وَإِذا انتَجَعتُكَ بِالرُجوعِ فَغَيرُهُأَولى وَأَبعَدُ مِن جَوى الحَدَثانِ
فَاشدُد أَبا العَبّاسِ كَفَّكَ بِالعُلاإِنَّ العُلا مِن أَشرَفِ التيجانِ
قصيدة البحتري

أغفى ذراعيه وأنحى على

أَغفى ذِراعَيهِ وَأَنحى عَلىلِحيَتِهِ بِالنَتفِ يُحفيها
يَمدَحُهُ القَومُ وَيَهجوهُمما شَكَرَ النِعمَةَ هاجيها
وَجَدتُ أَشعارَكَ في هَجوِهِمتَقطَرُ مِن سَلحٍ قَوافيها
قائِلُها أَنتَ وَقَد أَفرَطَتفي نَتنِها أَم أَنتَ خاريها
قصيدة البحتري

 يا ابن من طاب في المواليد حرا

يا اِبنَ مَن طابَ في المَواليدِ حُرّاًمِن بَني جَعفَرٍ إِلى اِبنِ أَبيهِ
أَنا بِالقُربِ مِنكَ عِندَ صَديقٍقَد أَلَحَّت عَليَةَ شُهبُ سِنيهِ
عِندَهُ قيتَةٌ إِذا ما تَغَنَّتعادَ مِنّا الفَقيهُ غَيرَ فَقيهِ
تَزدَهيهِ وَأَينَ مِثلِيَ في الفَهـمِ تُغَنّيهِ ثُمَّ لا تَزدَهيهِ
مَجلِسٌ كَالرِياضِ حُسناً وَلَكِنلَيسَ قُطبُ السُرورِ وَاللَهوِ فيهِ
فَأَغِثني بِما بِهِ يُشتَرى دُنـنُ عَجوزٍ خَمّارُهُ مُشتَريهِ
وَبِأَشياخِكَ الكِرامِ أَولي الـأَفضالِ موسى اِبنِ جَعفَرٍ وَبَنيهِ
أَن تَخَّجمَتُهُ وَإِن كانَ إِلّامِثلَ ما يَأنَسُ الفَتى بِأَخيهِ
قصيدة البحتري