ليس للإنسان إلا ما رزق

لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما رُزِقأَستَعينُ اللَهَ بِاللَهِ أَثِق
عَلِقَ الهَمُّ بِقَلبي كُلُّهُوَإِذا ما عَلِقَ الهَمُّ عَلِق
بِأَبي مَن كانَ لي مِن قَلبِهِمَرَّةً وُدٌّ قَليلٌ فَسُرِق
يا بَني الإِسلامِ فيكُم مَلِكٌجامِعُ الإِسلامِ عَنهُ يَفتَرِق
لَنَدى هارونَ فيكُم وَلَهُفيكُمُ صَوبٌ هَطولٌ وَوَرِق
لَم يَزَل هارونُ خَيراً كُلُّهُقُتِلَ الشَرُّ بِهِ يَومَ خُلِق
أبو العتاهية

يا عتب ما شاني وما شانك

يا عُتبَ ما شاني وَما شانِكتَرَفَّقي أُختي بِسُلطانِك
لَما تَبَدَّيتِ عَلى بَغلَةٍأَشرَقَتِ الأَرضُ لِبُرهانِك
حَتّى كَأَنَّ الشَمسَ مَخفوفَةٌبَينَ جَواريكِ وَخِصيانِك
يا عُتبُ ما شاني وَماشانِكتَرَفَّقي سِتّي بِسُلطانِك
أَخَذتِ قَلبي هَكَذا عَنوَةًثُمَّ شَدَدتيهِ بِأَشطانِك
اللَهَ في قَتلِ فَتىً مُسلِمٍما نَقَضَ العَهدَ وَما خانِك
حَرَمتِني مِنكِ دُنوٌّ فَياوَيلِيَ ما لي وَلِحِرمانِك
يا جَنَّةَ الفِردَوسِ جودي فَقَدطابَت ثَناياكِ وَأَردانِك
وَاللَهِ لَولا أَن أَخافَ الرَدىلَقُلتُ لَبَّيكِ وَسُبحانِك
قصائد ابو العتاهية

إمام الهدى أصبحت بالدين معنيا

إِمامَ الهُدى أَصبَحتَ بِالدينِ مَعنِياوَأَصبَحتَ تَسقي كُلَّ مُستَمطِرٍ رِيّا
لَكَ اسمانِ شُقّا مِن رَشادٍ وَمِن هُداًفَأَنتَ الَّذي تُدعى رَشيداً وَمُهدِيّا
إِذا ما سَخِطتَ الشَيءَ كانَ مُسَخَّطاًوَإِن تَرضَ شَيئاً كانَ في الناسِ مَرضِيّا
بَسَطتَ لَنا شَرقاً وَغَرباً يَدَ العُلافَأَوسَعتَ شَرقِيّاً وَأَوسَعتَ غَربِيّا
وَوَشَّيتَ وَجهَ الأَرضِ بِالجودِ وَالنَدىفَأَصبَحَ وَجهُ الأَرضِ بِالجودِ مَوشِيّا
وَأَنتَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَتى التُقىنَشَرتَ مِنَ الإِحسانِ ما كانَ مَطوِيّا
قَضى اللَهُ أَن يَبقى لِهارونَ مُلكُهُوَكانَ قَضاءُ اللَهِ في الخَلقِ مَقضِيّا
تَحَلَّبَتِ لدُنيا لِهارونَ بِالرِضاوَأَصبَحَ نَقفورٌ لِهارونَ ذِمِّيّا
قصيدة أبو العتاهية

يقاس المرء بالمرء

يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِإِذا ما هُوَ ماشاهُ
وَ لِلقَلبِ عَلى القَلبِدَليلٌ حينَ يَلقاهُ
وَ لِلشَكلِ عَلى الشَكلِمَقايِيسٌ وَ أَشباهُ
وَ في العَينِ غِناً لِلعَينِ أَن تَنطِقَ أَفواهُ
وَ لا تَصحَب أَخا الجَهلِوَ إِيّاكَ وَ إِيّاهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردىحَليماً حينَ آخاهُ
وَ ذو العُرِّ إِذا ما اِحتَككَ ذا الصِحَّةِ أَعداهُ
أبو العتاهية

من أحب الدنيا تحير فيها

مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيهاوَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها
رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذاكَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها
قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّاطَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها
إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّرتَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها
وَدَعِ اللَيلَ وَ النَهارَ جَميعاًيَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَميَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُسْتَحِليها
أبو العتاهية

أنافعي عند ليلى فرط حبيها

أَنافِعي عِندَ لَيلى فَرطُ حُبّيهاوَلَوعَةٌ لِيَ أُبديها وَأُخفيها
أَم لا تُقارِبُ لَيلى مَن يُقارِبُهاوَلا تُداني بِوَصلٍ مَن يُدانيها
بَيضاءُ أَوقَدَ خَدَّيها الصِبا وَسَقىأَجفانَها مِن مُدامِ الراحِ ساقيها
في حُمرَةِ الوَردِ شَكلٌ مِن تَلَهُّبِهاوَلِلقَضيبِ نَصيبٌ مِن تَثَنّيها
قَد أَيقَنَت أَنَّني لَم أُرضِ كاشِحَهافيها وَلَم أَستَمِع مِن قَولِ واشيها
وَيَومَ جَدَّ بِنا عَنها الرَحيلُ عَلىصَبابَةٍ وَحَدا الأَظعانَ حاديها
قامَت تُوَدِّعُني عَجلى وَقَد بَدَرَتسَوابِقٌ مِن تُؤامِ الدَمعِ تُجريها
وَاِستَنكَرَت ظَعَني عَنها فَقُلتُ لَهاإِلى الخَليفَةِ أَمضى العيسَ مُمضيها
إِلى إِمامٍ لَهُ ما كانَ مِن شَرَفٍيُعَدُّ في سالِفِ الدُنيا وَباقيها
خَليفَةَ اللَهِ ما لِلمَجدِ مُنصَرَفٌإِلّا إِلى أَنعُمٍ أَصبَحتَ توليها
فَلا فَضيلَةَ إِلّا أَنتَ لابِسُهاوَلا رَعِيَّةَ إِلّا أَنتَ راعيها
مُلكٌ كَمُلكِ سُلَيمانَ الَّذي خَضَعَتلَهُ البَرِيَّةُ قاصيها وَدانيها
وَزُلفَةٌ لَكَ عِندَ اللَهِ تُظهِرُهالَنا بِبُرهانِ ما تَأتي وَتُبديها
لَمّا تَعَبَّدَ مَحلُ الأَرضِ وَاِحتَبَسَتعَنّا السَحائِبُ حَتّى ما نُرَجّيها
وَقُمتَ مُستَسقِياً لِلمُسلِمينَ جَرَتغُرُّ الغَمامِ وَحَلَّت مِن عَزاليها
فَلا غَمامَةَ إِلّا اِنَهَلَّ وابِلُهاوَلا قَرارَةَ إِلّا سالَ واديها
وَطاعَةُ الوَحشِ إِذ جاءَتكَ مِن خَرِقٍأَحوى وَأُدمانَةٍ كُحلٍ مَآقيها
كَالكاعِبِ الرودِ يَخفى في تَرائِبِهارَدعُ العَبيرِ وَيَبدو في تَراقيها
أَلفانِ جاءَت عَلى قَدرٍ مُسارِعَةٍإِلى قَبولِ الَّذي حاوَلتَهُ فيها
إِن سِرتَ سارَت وَإِن وَقَّفتَها وَقَفَتصوراً إِلَيكَ بِأَلحاظٍ تُواليها
يَرِعنَ مِنكَ إِلى وَجهٍ يَرَينَ لَهُجَلالَةً يُكثِرُ التَسبيحَ رائيها
حَتّى قَطَعتَ بِها القاطولَ وَاِفتَرَقَتبِالحَيرِ في عَرصَةٍ فيحٍ نَواحيها
فَنَهرُ نَيزَكَ وِردٌ مِن مَوارِدِهاوَساحَةُ التَلِّ مُغنىً مِن مَغانيها
لَولا الَّذي عَرَفَتهُ فيكَ يَومَإِذٍلَما أَطاعَكَ وَسطَ البيدِ عاصيها
فَضلانِ حُزتَهُما ضونَ المُلوكِ وَلَمتُظهِر بِنَيلِهِما كِبراً وَلا تيها
من قصائد البحتري