رويداً عليها إنها مهجات

رُوَيْداً عليها إنها مُهَجَاتُوفي الدهْرِ مَحْياً لامرِئٍ ومَماتُ
أرى غَمَراتٍ ينْجَلِينَ عن الفَتىولكن تُوَافي بعْدَها غَمَرات
ولا بُدّ للإنْسانِ مِن سُكْرِ ساعةٍتَهُونُ عليه غيرَها السّكَرات
ألا إنما الأيّامُ أبْناءُ واحِدوهَذي الليالي كلّها أخَوات
فلا تَطْلُبَنْ مِن عندِ يوْمٍ وليْلَةٍخِلافَ الذي مَرّتْ به السّنَوات
شعر ابو العلاء المعري

كم غادة مثل الثريا في العلا

كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلاوالحُسن قد أضحى الثرى من حُجبِها
ولِعُجْبِها ما قرّبتْ مِرآتَهانزّهْتُ خِلّي عنْ مقالي عُجْ بها
شعر ابو العلاء المعري

انفرد اللَّه بسلطانه

انفردَ اللَّهُ بسلطانهفما له في كلّ حالٍ كِفاءْ
ما خَفِيَتْ قدرتُه عنكمُوهل لها عن ذي رشادٍ خَفاءْ
إن ظهَرت نارٌ، كما خبّروافي كلّ أرضٍ، فعلينا العَفاءْ
تهوي الثريّا، ويلين الصّفامن قبل أن يوجَدَ أهلُ الصّفاء
قد فُقِد الصدق ومات الهدىواستُحسنَ الغدرُ وقلّ الوفاء
واستشعر العاقلُ، في سُقمهِأنّ الردى، مما عناه، الشِّفاء
واعترفَ الشيخُ بأبنائهِوكلهم يَنذِرُ منه انتفاء
رَبّهم بالرفقِ، حتى إذاشبّوا عنا الوالدَ منهم جفاء
والدّهرُ يشتفُّ أخلاّءهُكأنما ذلك منه اشتفاء
قصيدة أبو العلاء المعري

لم يقدر اللَّه تهذيبا لعالمنا

لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنافلا ترومنّ للأقوام تهذيبا
ولا تصدّق بما البرهانُ يُبطلهُفتستفيدَ من التّصديق تكذيبا
إن عذّبَ اللَّه قوماً باجترامِهمُفما يريدُ لأهل العدلِ تعذيبا
يغدو على خلّه الإنسانُ يظلمُهكالذّيبِ يأكلُ عند الغِرّةِ الذّيبا
شعر أبو العلاء المعري

كم أمة لعبت بها جهالها

كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُهافتنطّستْ من قبلُ في تعذيبها
الخوفُ يلجئها إلى تصديقهاوالعقلُ يَحمِلُها على تكذيبها
وجِبلّةُ الناس الفساد، فظَلَّ منيسمو بحكمتهِ إلى تهذيبها
يا ثُلّةً في غفلةٍ، وأُوَيسُها الـقَرَنيُّ مثلُ أُوَيسها، أي ذيبها
سبحان مُجمد راكِدٍ ومُقرِّهومُمِير لجّة زاخرٍ ومذيبها
قصيدة شعر أبو العلاء المعري

زارت عليها للظلام رواق

زارَتْ عليها للظّلامِ رِواقومِنَ النّجومِ قَلائِدٌ ونِطاقُ
والطوْقُ من لُبْسِ الحَمامِ عهِدتُهوظِباءُ وَجْرَةَ ما لها أطْواقُ
ومن العجائِبِ أنّ حَلْيَكِ مُثْقِلٌوعليكِ من سَرَقِ الحَريرِ لِفاق
وصُوَيْحِباتُكِ بالفَلاةِ ثِيابُهاأوْبارُها وحُلِيّها الأرْواق
لم تُنْصِفي غُذّيتِ أطيَبَ مَطْعَمٍوغِذاؤهُنّ الشَّتُّ والطُّبّاق
هل أنتِ إلّا بعضُهُنّ وإنّماخَيرُ الحَياةِ وشَرُّها أرْزاق
حَقٌّ عليها أنْ تَحِنّ لمَنْزِلٍغُذِيَتْ به اللذّاتِ وهْيَ حِقاق
لِيْمَتْ وليْلُ اللائِمِينَ تَعانُقٌحتى الصّباحِ وليْلُها الإِعْناق
ما الجِزْعُ أهْلٌ أنْ تُرَدّدَ نَظْرَةٌفيه وتُعْطَفَ نحوَهُ الأعْناق
لا تَنْزِلي بِلِوَى الشقائِقِ فاللّوىألْوَى المَواعِدَ والشقِيقُ شِقاق
قصيدة شعر أبو العلاء المعري