لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـ | سُ، فنعمى المليك فينا ربيبَهْ |
وابن جحشٍ، لمّا تنصّر، لم ترْ | كُنْ، إلى ما يقولُ، أمُّ حَبيبه |
وبلالٌ يَحكي ابنَ تمرةَ في الخِفّة | أوفى من عنترَ ابنِ زَبيبه |
لا أغادي مَفارقي بصبيبٍ | وأخلّي والقفرَ آلَ صبيبه |
إنّ خيراً من اختراشِ ضِباب الأر | ضِ، للناشىء، اتخاذُ ضبيبه |
كيف أضحتْ شبيبة القلب حمرا | ءَ، وزالت من السّواد الشّبيبه |
فالزمي النّسك إن علقتِ، وفرّي | من ذوي الجهل كي تُعَدّي لبيبه |
شعر ابو العلاء المعري
قصائد و شعر الشاعر الكبير أبو العلاء المعري أجمل ابيات شعر لابو العلاء المعري.
سنح الغراب لنا فبت أعيفه
سَنَحَ الغُرابُ لنا فبِتُّ أَعيفُهُ | خَبَراً أمَضُّ من الحِمامِ لَطِيفُهُ |
زَعَمَتْ غَوادي الطّيرِ أنّ لِقاءَها | بَسْلٌ تَنَكّرَ عندَنا مَعْروفُهُ |
ولقد ذكرْتُكِ يا أمامَةُ بَعْدَما | نَزَلَ الدّليلُ إلى التّرابِ يسُوفُه |
والعِيسُ تُعْلِنُ بالحنينِ إليْكُمُ | ولُغامُها كالبِرْسِ طارَ نَديفُه |
فَنَسِيتُ ما كَلّفْتِنيهِ وطالَما | كلّفْتِني ما ضَرّني تَكْليفُه |
وهَواكِ عِنْدي كالغِناءِ لأنّه | حَسَنٌ لَدَيّ ثَقِيلُهُ وخَفيفُه |
إذا كان رعبي يورث الأمن فهو لي
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ فهو لي | أسَرُّ من الأمنِ الذي يورث الرّعبا |
ألمْ ترَ أن الهاشميّينَ بُلّغوا | عظامَ المساعي بعدما سكنوا الشِّعبا |
وكان الفتى كعْبٌ تخيّرَ للسُّرى | أخا النّمر فاستدنى إلى أجلٍ كعبا |
وإنّي رأيتُ الصّعبَ يركبُ دائماً | من النّاس من لم يركب الغرضَ الصّعبا |
قد أسرف الإنس في الدعوى بجهلهم
قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِهمُ | حتى ادّعوا أنهم للخلق أربابُ |
إلبابُهُمْ كان باللذّاتِ متصلاً | طولَ الحياةِ وما للقَوم ألبابُ |
أجرى، من الخيلِ آمالٌ أُصرّفُها | لها بحثّيَ تقريبٌ وإخبابٌ |
في طاقةِ النفسِ أنْ تُعْنى بمنزِلها | حتى يُجافَ عليها للثرى بابُ |
فاجعلْ نساءك إن أُعطيتَ مَقدِرَةً | كذاك واحذَرْ فللِمقدارِ أسبابُ |
وكم خنتْ من هَجولٍ حُجّبتْ ووفت | من حُرّة مالها في العِينِ جِلباب |
أذىً من الدهرِ مشفوعٌ لنا بأذىً | هذا المحلّ بما تخشاهُ مِرْبابُ |
يزورُنا الخيرُ غِبّاً، أو يُجانبنا | فهل لمِا يكرهُ الانسانُ إغبابُ |
وقد أساءَ رجالٌ أحسنوا فقُلوا | وأجمَلوا، فإذا الأعداءُ أحباب |
فانفع أخاك على ضُعفٍ تُحِسُّ بهِ | إنّ النسيمَ بِنفَع الرُّوحِ هَبّاب |
أرى الأيام تفعل كل نكر
أرى الأيّامَ تفعلُ كلَّ نُكرٍ | فَما أنا في العَجائبِ مستزيدُ |
أليسَ قُرَيشُكم قتلَتْ حُسيناً | وصار على خلافتِكم يزيدُ |
يا صاح ما ألف الإعجاب من نفر
يا صاحِ ما ألِفَ الإعجابَ من نفرٍ | إلا وهم لرؤوسِ القومِ أعجابُ |
ما لي أرى المِلكَ المحبوبَ يمنعُهُ | أن يفعلَ الخيرَ مُنّاعٌ وحُجّابُ |
قد ينجُبُ الولدُ النامي، ووالدهُ | فَسْلٌ، ويفْسلُ، والآباءُ أنجاب |
فرَجِّبِ اللَّهَ صِفْراً من محارِمِهِ | فكم مضتْ بك أصفارٌ وأرجاب |
ويعتري النفسَ إنكارٌ ومعرفةٌ | وكلُّ معنىً له نفيٌ وإيجاب |
والموتُ نومٌ طويلٌ، ما له أمَدٌ | والنومُ موتٌ قصيرٌ فهو منجابُ |