| سَلامٌ رائِحٌ، غادِ | عَلى سَاكِنَة ِ الوَادِي |
| عَلى مَنْ حُبّهَا الهَادَي | إذَا مَا زُرْتُ، وَالحَادِي |
| أُحِبُّ البَدْوَ، مِنْ أجْلِ | غزالٍ ، فيهمُ بادِ |
| ألاَ يا ربة َ الحليِ ، | على العاتقِ والهادي |
| لقدْ أبهجتِ أعدائي | و قدْ أشمتِ حسادي |
| بِسُقْمٍ مَا لَهُ شافٍ، | و أسرٍ ما لهُ فادِ |
| فَإخْوَاني وَنُدْمَاني | و عذاليَ عوادي |
| فَمَا أَنْفَكّ عَنْ ذِكْراكِ | في نَوْمٍ وَتَسْهَادِ |
| بشوقٍ منكِ معتادِ | وَطَيْفٍ غَيْرِ مُعْتَادِ |
| ألا يا زائرَ الموصـ | ـلِ حيِّ ذلكَ النادي |
| فَبِالمَوْصِلِ إخْوَاني، | و بالموصلِ أعضادي |
| فَقُلْ لِلقَوْمِ يَأتُونِـ | ـي منْ مثنى وأفرادِ |
| فعندي خصبُ زوارٍ | و عندي ريُّ ورادِ |
| وَعِنْدِي الظّل مَمْدُوداً | عَلى الحَاضِرِ وَالبَادِي |
| ألاَ لاَ يَقْعُدِ العَجْزُ | بكمْ عنْ منهلِ الصادي |
| فَإنّ الحَجّ مَفْرُوضٌ | معَ الناقة ِ والزادِ |
| كفاني سطوة َ الدهرِ | جوادٌ نسلُ أجوادِ |
| نماهُ خيرُ آباءٍ | نَمَتْهُمْ خَيْرُ أجْدَادِ |
| فَمَا يَصْبُو إلى أرْضٍ | سوى أرضي وروادي |
| وقاهُ اللهُ ، فيما عـا | شَ، شَرَّ الزّمَنِ العَادِي |
شعر أبو فراس الحمداني
أجمل قصائد و أبيات شعر للشاعر الكبير أبو فراس الحمداني.
ولما تخيرت الأخلاء لم أجد
| وَلَمَّا تَخَيَّرْتُ الأخِلاَّءَ لَمْ أجِدْ | صبوراً على حفظِ المودة ِ والعهدِ |
| سَلِيماً عَلى طَيّ الزّمَانِ وَنَشْرِهِ | أميناً على النجوى صحيحاً على البعدْ |
| وَلَمّا أسَاءَ الظّنَّ بي مَنْ جَعَلْتُهُ | و إيايَ مثلَ الكفِّ نيطتْ إلى الزندِ |
| حَمَلْتُ عَلى ضَنّي بِهِ سُوءَ ظَنّه | و أيقنتُ أني بالوفا أمة ٌ وحدي |
| و أني على الحالينِ في العتبِ والرضى | مقيمٌ على ما كان يعرفُ من ودي |
أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد
| أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ | جلَّ المصابُ عن التعنيفِ والفندِ |
| إني أجلكَ أن تكفى بتعزية ٍ | عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، يا خَيرَ مُفتقِدِ |
| هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ | منها الجفونُ فما تسخو على أحدِ |
| بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْ جزعٍ | وَقَدْ لجَأتُ إلى صَبرٍ، فَلَمُ أجِدِ |
| لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ، | هيَ المواساة ُ في قربٍ وفي بعدِ |
| لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ | كما شركتكَ في النعماءِ والرغدِ |
| أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ، | وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ |
| وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَة ً أبَداً، | و قدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ |
| وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّ بها | عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ |
| يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ، | أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ |
| هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَهُ | يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَ وَالوَلَدِ |
الآنَ حينَ عرفتُ رشدي
| الآنَ حينَ عرفتُ رشـ | ـدي ، فاغتديتُ على حذرْ |
| وَنَهَيْتُ نَفْسِي فَانْتَهَتْ، | وَزَجَرْتُ قَلْبي فَانْزَجَرْ |
| وَلَقَدْ أقَامَ، عَلى الضّلا | لَة ِ، ثمّ أذْعَنَ، وَاسْتَمَرّ |
| هيهاتَ ، لستُ ” أبا فرا | س ” إنْ وفيتُ لمنْ غدرْ ! |
إرث لصب فيك قَد زِدته
| إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْ زِدْتَهُ، | عَلى بَلايَا أسْرِهِ، أسْرَا |
| قدْ عدمَ الدنيا ولذاتها ؛ | لَكِنّهُ مَا عَدِمَ الصّبْرا |
| فهوَ أسيرُ الجسمِ في بلدة ٍ ، | وهوَ أسيرُ القلبِ في أخرى ! |
وشادن من بني كسرى شغفت به
| وَشَادِنٍ، من بَني كِسرَى ، شُغِفْتُ بهِ | لَوْ كانَ أنْصَفَني في الحُبّ مَا جَارَا |
| إنْ زارَ قصَّر ليلي في زيارتهِ | وَإنْ جَفَاني أطَالَ اللّيْلَ أعْمَارَا |
| كأنّما الشّمسُ بي في القَوْسِ نازِلَة ٌ | إنْ لم يَزُرْني وَفي الجَوْزَاءِ إنْ زَارَ |