كم غادة مثل الثريا في العلا

كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلاوالحُسن قد أضحى الثرى من حُجبِها
ولِعُجْبِها ما قرّبتْ مِرآتَهانزّهْتُ خِلّي عنْ مقالي عُجْ بها
شعر ابو العلاء المعري

يا بنت بيروت ويا نفحة

يا بنت بيروت ويا نفحةمن روح لبنان القديم الوقور
إليك من أنبائه آيةعصرية أزرت بآي العصور
مرت بذاك الشيخ في ليلةذكرى جمال وعبير ونور
ذكرى صبا طابت لها نفسهوافتر عنها رأسه من حبور
أسر نجواها إلى أرزهفلم يطقها في حجاب الضمير
وبثها في زفرة فانبرتبخفة البشرى ولطف السرور
دارجة في السفح مرتادةكل مكان فيه نبت نضير
فضحك النبت ابتهاجا بهاعن زهر رطب ذكي قرير
عن زهر حمل ريح الصباتبسما مستترا في عبير
سرى لبيروت ولاقى شذامن بحرها رأد الصباح المنير
فعقدا في ثغرها درةأجمل شيء بين در الثغور
أسماء هل أبصرتها مرةتزين مرآتك وقت البكور
Khalil Gibran Poem

يا شاطيء البحر إن قلبي

يا شاطيء البحر إن قلبييحب فيك الهواء صدقا
وكل قلب يحب شيئامن صنع ربي أحب حقا
Khalil Gibran Poem

شهدت بأنك حق أحد

شهدت بأنك حق أحدوحكمك عدل وأنت الصمد
ففيم قضيت وأنت العليمالرحيم بشقوة هذا البلد
به فاسدون أعوذ بحولكمن شر خلق إذا ما فسد
مبيحون في السوق أهل الفسوقمحارم أزواجهم والولد
توخى مال حرام حلالعلى كل حال بلا منتقد
يرومونه من وراء الظنونومن كل مأتى ومن كل يد
ومن غره منهم الظاهرونفكم خدعت حمأة بالزبد
لقد شاد أصيدهم بيتهعنيت به الصيد دون الصيد
بناه فأعلى كأني بهلهم معبد في ذراه مرد
كأن نوافذ جدرانهنواظر لا يعتريها رمد
تعد على النيل قطر المياهوترمقه بعيون الحسد
قصيدة جبران خليل جبران

غدوت وقد أزمعت وثبة ماجد

غَدَوْتُ وَقَدْ أزْمَعتُ وَثْبَةَ ماجِدٍلأفْديَ بِابْني من رَدَى المَوْتِ خاليَا
غُلامٌ أبُوهُ المُستَجارُ بقَبْرِهِوَصَعْصَعةُ الفَكّاكُ مَنْ كانَ عانيَا
وَكنتُ ابن أشياخٍ يُجيرُونَ مَن جنىوَيُحيُونَ بالغَيْثِ العِظامَ البَوَالِيَا
يُداوُونَ بالأحلامِ وَالجَهْلِ مِنهُمُوَيُؤسَى بِهمْ صَدعُ الذي كان وَاهِيَا
رَهَنْتُ بَني السِّيدِ الأشائِمِ مُوفِياًبمَقْتُولهِمْ عِنْدَ المُفاداةِ غَالِيَا
وَقُلتُ أشِطّوا يا بَني السِّيد حَكَمَكُمْعَلَيّ فَإني لا يَضِيقُ ذِرَاعِيَا
إذا خُيّرَ السّيدِيُّ بَينَ غَوَايَةٍوَرُشْدٍ أتَى السيِّديُّ ما كانَ غاوِيَا
ولَوْ أنّني أعطَيْتُ ما ضَمّ وَاسِطٌأبَى قَدَرُ الله الّذِي كَانَ مَاضِيَا
وَلمّا دَعاني وَهوَ يَرْسُفُ لمْ أكُنْبَطِيئاً عَنِ الدّاعي وَلا مُتَوَانِيَا
شَدْدتُ على نِصْفي إزِارِي وَرُبّماشَدَدْتُ لأحْداثِ الأمُورِ إزَارِيَا
دَعَاني وَحدُّ السّيْفِ قَد كانَ فوْقَهفأعطَيتُ مِنه ابني جَميعاً وَمَالِيَا
وَلمْ أرَ مِثْلي إذْ يُنَادَى ابنُ غالِبٍمُجيباً، ولا مِثْلَ المُنادي مُنَادِيَا
فما كانَ ذَنْبي في المَنِيّةِ إنْ عصَتْولَمْ أتّرِكْ شَيْئاً عَزيزاً وَرَائِيَا
قصيدة شعر الفرزدق

أغنية زفاف

وانتقلتُ إليكَ كما انتقل الفلكيّونَ
من كوكبٍ نحو آخرَ. روحي تُطلُّ
على جسدي من أَصابعك العَشْر
خُذْني إليك اُنطلق باليمامة حتى
أَقاصي الهديل على جانبيك: المدى
والصدى. وَدَعِ الخَيْلَ تركُضْ ورائي
سدى فأنا لا أَرى صورتي بَعْدُ
في مائها – لا أَرى أَحدا
لا أَرى أَحداً لا أَراكَ . فماذا
صنعتَ بحريتي؟ مَنْ أَنا خلف
سًورِ المدينةِ؟ أُمَّ تعجنُ شَعْري
الطويلَ بحنّائها الأَبديّ ولا أُخْتَ
تضفِرُهُ . مَنْ أَنا خارج السور بين
حقولٍ حياديَّةٍ وسماء رماديّةٍ, فلتكن
أَنتَ أُمِّيَ في بَلَد الغُرَبَاء . وخذني
برفق إلى مَنْ أَكونُ غدا
مَنْ أكونُ غداً؟ هل سأُولَدُ من
ضلعِكَ اُمرأةً لا هُمُومَ لها غيرُ زينةِ
دُنْيَاكَ. أمْ سوف أَبكي هناك على
حَجَرٍ كان يُرْشِدُ غيمي إلى ماء بئرك
خذني إلى آخر
الأرض قبل طلوع الصباح على قَمَرٍ كان
يبكي دماً في السرير وخُذْني برفق
كما تأخُذُ النجمةُ الحالمين إليها سُدىً
وسُدى
وسدىً أَتطلَّعُ خلف جبال مُؤَاب
فلا ريح تُرْجعُ ثوب العروس, أُحبُّكَ
لكنَّ قلبي يرنّ برجع الصدى ويحنُّ
إلى سَوْسَنٍ آخر, هل هنالك حُزْنٌ أَشدُّ
التباساً على النفس من فَرَ البنت
في عُرْسها؟ وأُحبك مهما تذكرتُ
أَمسِ ومهما تذكرتُ أَني نسيتُ
الصدى في الصدى
أَلصدى في الصدى وانتقلتُ إليكَ
كما انتقلَ من كائنٍ نحو آخر
كنا غريبين في بلدين بعيدين قبل قليل
فماذا أكون غداةَ غد عندما أُصبحُ
اثنين؟ ماذا صَنَعْتَ بحُريَّتي؟ كلما
ازداد خوفيَ منك اندفعتُ إليك
ولا فضل لي يا حبيبي الغريب سوى
وَلَعي فلتكن ثعلباً طيِّباً في كرومي
وحدِّق بخُضْرة عينيك في وجعي, لن
أعود إلى اُسمي وبرِّيتي أَبداً
أَبداً
شعر محمود درويش