أكرم بياضك عن خطر يسوده

أَكرِم بَياضَكَ عَن خِطرٍ يُسَوِّدُهُوَاِزجُر يَمينَكَ عَن شَيبٍ تُنَقّيهِ
لَقَيتَهُ بِجَلاءٍ عَن مَنازِلِهِوَلَيسَ يَحسُنُ هَذا مِن تَلَقّيهِ
أَلا تَفَكَّرتَ قَبلَ النَسلِ في زَمَنٍبِهِ حَلَلتَ فَتَدري أَينَ تُلقيهِ
تَرجو لَهُ مِن نَعيمِ الدَهرِ مُمتَنَعاًوَما عَلِمتَ بِأَنَّ العَيشَ يُشقيهِ
شَكا الأَذى فَسَهِرتَ اللَيلَ وَاِبتَكَرَتبِهِ الفَتاةُ إِلى شَمطاءَ تَرقيهِ
وَأُمُّهُ تَسأَلُ العَرّافَ قاضِيَةًعَنهُ النُذورَ لَعَلَّ اللَهَ يُبقيهِ
وَأَنتَ أَرشَدُ مِنها حينَ تَحمِلُهُإِلى الطَبيبِ يُداويهِ وَيَسقيهِ
وَلَو رَقى الطِفلَ عيسى أَو أُعيدَ لَهُبُقراطُ ما كانَ مِن مَوتٍ يُوَقّيهِ
وَالحَيُّ في العُمرِ مِثلُ الغِرِّ يَرقَأَُ فيسورِ العِدى وَإِلى حَتفٍ تَرَقّيهِ
دَنَّستَ عِرضَكَ حَتّى ما تَرى دَنَساًلَكِن قَميصُكَ لِلأَبصارِ تُنقيهِ
شعر أبو العلاء المعري

رأيت العذارى قد تكرهن مجلسي

رَأيْتُ العَذارَى قَدْ تَكَرّهن مجْلسيوَقُلْنَ تَوَلّى عَنْكَ كُلّ شَبَابِ
يَنُرْنَ إذا هَازَلْتُهُنّ وَرُبّمَاأرَاهُنّ في الإثْآرِ غَيرَ نَوَابي
عَتَبْنَ على فَقدِ الشّبابِ الذي مَضَىفَقُلْتُ لَهُنّ لاتَ حِينَ عتابِ
شعر الفرزدق

سونا

أزهارها الصفراء و الشفة المشاع
وسريرها العشرون مهتريء الغطاء
نامت على الإسفلت لا أحد يبيع و لا يباع
وتقيأت سأم المدينة، فالطريق
عار من الأضواء
والمتسولين على النساء
نامت على الإسفلت، لا أحد يبيع و لا يباع
يا بائع الأزهار إغمد في فؤادي
زهرة صفراء تنبت في الوحول
هذا أوان الخوف، لا أحد سيفهم ما أقول
أحكي لكم عن مومس كانت تتاجر في بلادي
بالفتية المتسولين على النساء
أزهارها صفراء، نهداها مشاع
وسريرها العشرون مهتريء الغطاء
هذي بلاد الخوف، لا أحد سيفهم ما أقول
إلّا الذين رأوا سحاب الوحل يمطر في بلادي
يا بائع الأزهار إغمد في فؤادي
زهر الوحول عساي أبصق
ما يضيق به فؤادي
قصيدة محمود درويش

غشيت منازلاً بعريتنات

غشيتُ منازلاً بعريتناتٍفأعْلى الجِزْعِ للحَيّ المُبِنّ
تعاورهنّ صرفُ الدهرِ حتىعَفَوْنَ وكلُّ مُنْهَمِرٍ مُرنّ
وقفتُ بها القلوضَ على اكتئابٍوذاكَ تَفارُطُ الشّوقِ المُعَنّي
أُسائِلُها وقد سَفَحَتْ دُموعيكأنّ مَفيضَهُنّ غُروبُ شَنّ
بُكاءَ حَمامَة ٍ، تَدعو هَديلاًمفجعة ٍ على فننٍ، تغني
الكني يا عيينَ إليكَ قولاًسأهديهِ إليكَ، إليك عني
قوافيَ كالسلامِ، إذا استمرتْفليسَ يردّ مذهبها التظني
بهنّ أدينُ مَنْ يَبْغي أذانيمداينة َ المداينِ، فليدنيب
أتخذلُ ناصري وتعزّ عبساًأيَرْبوعَ بنَ غَيْظٍ للمِعَنّ
كأنكَ منْ جمالِ بني أقيشٍيقعقعُ، خلفَ رجليهِ، بشنّ
تكونُ نَعامة ً طَوراً وطَوراًهوِيَّ الرّيحِ، تَنسُجُ كُلّ فَنّ
تمنَّ بعادهمْ، واستبقِ منهمْفإنكَ سوفَ تتركُ والتمني
لدى جَرعاءَ، ليسَ بها أنيسٌو ليسَ بها الدليلُ بمطمئنّ
إذا حاوَلْتَ، في أسَدٍ، فُجوراًفإني لستُ منكَ، ولستَ مني
فهُمْ دِرْعي، التي استلأمْتُ فيهاإلى يومِ النسارِ، وهمْ مجني
وهمْ وَرَدوا الجِفارَ على تَميمٍو هم أصحابُ يومِ عكاظَ إني
شَهِدْتُ لهُمْ مَواطِنَ صادِقاتٍأتَيْنَهُمُ بوُدّ الصَّدْرِ منّي
وهُمْ ساروا لِحُجْرٍ في خَميسٍوكانوا، يومَ ذلك، عندَ ظنَيّ
وهُمْ زَحَفوا لغَسّانٍ بزَحْفٍرحيبِ السَّربِ أرعنَ مُرْجحنّ
بكلِّ مُجَرَّبٍ، كاللّيثِ يَسْمُوعلى أوصالِ ذَيّالٍ رِفَنّ
وضُمْرٍ كالقِداحِ مُسَوَّماتٍعلَيها مَعْشَرٌ أشباهُ جِنّ
غداة َ تعاورتهُ ثمّ، بيضٌدفعنَ إليهِ في الرهجِ المكنّ
ولو أنّي أطَعْتُكَ في أُمورٍقَرَعْتُ نَدامَة ً منْ ذاكَ سِنّي
شعر النابغة الذبياني

الورد والقاموس

وليكن
لا بد لي
لا بد للشاعر من نخب جديد
وأناشيد جديدة
إنني أحمل مفتاح الأساطير و آثار العبيد
وأنا أجتاز سردابا من النسيان
والفلفل، و الصيف القديم
وأرى التاريخ في هيئة شيخ
يلعب النرد و يمتصّ النجوم
وليكن
لا بدّ لي أن أرفض الموت
وإن كانت أساطيري تموت
إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء و عن شعر جديد
آه.. هل أدركت قبل اليوم
أن الحرف في القاموس، يا حبي، بليد
كيف تحيا كلّ هذي الكلمات
كيف تنمو.. كيف تكبر
نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات
وإستعارات و سكّر
وليكن
لا بد لي أن أرفض الورد الذي
يأتي من القاموس، أو ديوان شعر
ينبت الورد على ساعد فلاّح، و في قبضة عامل
ينبت الورد على جرح مقاتل
وعلى جبهة صخر
شعر محمود درويش

يا مرحبا بالسيد البطريق

يا مرحبا بالسيد البطريقراعي الرعاة الصالح الصديق
فلتنظم الزينات حول ركبهولتنثر الأزهار في الطريق
وليرق بين تكرمات شعبهسدته باليمن والتوفيق
ما أجمع الأحبار في انتخابهإلا على المقدم الخليق
ألعالم العامل والمهذبالكامل والمفوه المنطيق
الحكم الآخذ في أحكامهبالقسط في الخليل والدقيق
الوالد الحاني على بيعتهالقائد الصائن للحقوق
الحازم الصارم غير باخلبحسنات قلبه الشفيق
أعجب بما أوتيه من خلقمنزه وأدب رفيق
ومن وداعة ومن شجاعةيكبرها العدو كالصديق
الصائغ الجمان في عطاشهيحلي بلفظ مشرق أنيق
ليرعه الله القدير وليدمعز ربوع الشرق بالفروق
شعر جبران خليل جبران