فتْحِيَّة ٌ دنيا تدومُ وصِحة ٌ | تَبقى وبهجَة ُ أُمَّة ٍ وحياة |
مولايّ إنّ الشمسَ في عليائها | أنثى وكلُّ الطيبات بناتُ |
امير الشعراء
هو لقب للشاعر الكبير أحمد شوقي وهو شاعر مصري من شعراء العصر الحديث.
يد الملك العلوي الكريم
يَدُ الملكِ العلَويّ الكريم | على العلم هزَّت أخاه الأدبْ |
لسانُ الكنانة ِ في شكرها | وما هو إلا لسانُ العرب |
قضَتْ مِصرُ حاجتَها يا عَليُّ | ونالت ونال بنوها الأرب |
وهنَّأتُ بالرُّتبِ العبقريَّ | وهنَّأتُ بالعبقري الرُّتب |
عليُّ ، لقد لقَّبتكَ البلادُ | بآسِي الجِراحِ، ونِعْمَ اللَّقَب |
سِلاحُك من أَدواتِ الحياة ِ | وكلُّ سلاحٍ أَداة ُ العَطَب |
ولفظُكَ بِنْجٌ، ولكنَّهُ | لطيفُ الصَّبا في جفون العصب |
أَنامِلُ مِثلُ بَنانِ المسيح | أواسي الجراحِ ، مواحي النُّدب |
تعالجُ كفَّاكَ بؤسَ الحياة ِ | فكفٌّ تداوي ، وكفٌّ تهب |
ويستمسك الدَّمُ في راحَتَيْكَ | وفوقهما لا يقرُّ الذَّهب |
كأَنك للموتِ مَوْتٌ أتيح | فلم ير وجهكَ إلا هرب |
شرفاً نصيرُ ، ارفعْ جبينكَ عالياً
شرفاً نصيرُ ، ارفعْ جبينكَ عالياً | وتَلقَّ من أوطانك الإكليلا |
يَهنِيكَ ما أُعطِيتَ من إكرامِها | ومُنِحْتَ مِن عطف ابنِ إسماعيلا |
اليومَ يَومُ السَّابِقين، فكنْ فتًى | لم يبغِ من قصبِ الرِّهانِ بديلا |
وإذا جَرَيْتَ مع السوابق فاقتحِمْ | غرراً تسيل إلى المدى وحجولا |
حتى يراكَ الجمعُ أوَّلَ طالعٍ | ويَرَوْا على أَعرافِك المِنْديلا |
هذا زمانٌ لا توسُّط عنده | يَبْغِي المُغامِرُ عالياً وجليلا |
كنْ سابقاً فيه، أَو کبْقَ بِمَعْزِلٍ | ليس التوسُّطُ للنُبوغِ سبيلا |
ياقاهرَ الغربِ العتيدِ ، ملأته | بثناءِ مِصْرَ على الشفاهِ جَميلا |
قلَّبتَ فيه يداً تكاد لشدَّة ٍ | في البأْسِ ترفع في الفَضاءِ الفِيلا! |
إن الذي خلق الحديدَ وبأسه | جعل الحديد لساعديكَ ذليلا |
زَحْزَحْتَه، فتخاذلتْ أَجلادُه | وطَرحْتَه أَرضاً، فصَلَّ صَليلا |
لِمَ لا يَلِينُ لك الحديدُ ولم تزَلْ | تتلو عليه وتقرأُ التَّنزِيلا؟ |
الأَزْمَة اشْتَدَّتْ ورانَ بلاؤُها | فاصدمْ بركنك ركنها ليميلا |
شمشونُ أَنت، وقد رَستْ أَركانُها | فتَمشَّ في أَركانِها لِتَزولا |
قلْ لي نصيرُ وأنت برٌّ صادقٌ | أحملتَ إنساناً عليك ثقيلا ؟ |
أحملتَ ديناً في حياتك مرَّة ً ؟ | أحملتَ يوماً في الضُّلوعِ غليلا ؟ |
أحملتَ ظلماً من قريبٍ غادرٍ | أو كاشحٍ بالأَمسِ كان خَليلا؟ |
أحملتَ منًّا من قريبٍ مكرَّراً | والليلِ، مِنْ مُسْدٍ إليك جَميلا؟ |
أحملتَ طغيانَ اللثيمِ إذا اغتنى | أَو نال مِنْ جاهِ الأُمورِ قليلا؟ |
أحملتَ في النادي الغبيَّ إذا التقى | من سامعيه الحمدَ والتّبجيلا ؟ |
تلك الحياة ُ، وهذه أَثقالُها | وزن الحديدُ بها فعاد ضئيلا ! |
ياابنَ زيدونَ ، مرحبا
ياابنَ زيدونَ ، مرحبا | قد أطلتَ التغيُّبا |
إن ديوانَكَ الذي | ظلَّ سرًّ محجبَّا ، |
يشتكي اليتيم درُّه | ويقاسي التَّغرُّبا. . . |
. . . صار في كل بلدة ٍ | للأَلِبَّاءِ مَطْلبا |
جاءنا كاملٌ به | عربيًّا مهذَّبا |
تجدُ النَّصَّ معجبا | وترى الشَّرح أعجبا |
أنتَ في القول كلِّه | أَجْملُ الناسِ مَذهبا |
بأبي أنتَ هيكلاً | مِن فنونٍ مُركَّبا |
شاعِراً أَم مُصَوِّراً | كنتَ ، أم كنتَ مطربا ؟ |
ترسل اللحنَ كلَّه | مبدعاً فيه ، مربا |
أحسنَ الناس هاتفاً | بالغواني مشبِّبا |
ونزيلَ المتوَّج | ـينَ، النديمَ المُقرَّبا |
كم سقاهم بشعره | مِدْحَة ً أَو تَعَتُّبا |
ومن المدحِ ما جزى | وأَذاعَ المناقِبا |
وإذا الهجرُ هاجهُ | لمُعَاناته أبى |
ورآه رذيلهً | لا تماشي التأدُّبا |
ما رأَى الناسُ شاعِراً | فاضل الخُلْقِ طيِّبا |
دَسَّ للناشقين في | زَنبَقِ الشعرِ عَقربا |
جُلتَ في الخُلد جوْلة ً | هل عن الخلد مِنْ نَبا؟ |
صف لنا ما وراءه | من عيونٍ، ومن رُبَى |
ونعيمٍ ونَضرة ٍ | وظلالٍ من الصِّبا |
وصِفِ الحور موجزاً | |
قم ترى الأرضَ مثلما | كنتمو أمسِ ملعبا |
وترى العيشَ لم يزلْ | لبني الموتِ مأربا |
وترى ذَاكَ بالذي | عند هذا مُعَذَّبا |
إنَّ مروانَ عصبة ٌ | يَصنعونَ العجائبَا |
طوَّفوا الأَرض مَشرِقاً | بالأيادي ومغربا |
هالة ٌ أَطلعتْكَ في | ذِروة المجدِ كوكبا |
أَنت للفتحِ تنتمي | وكفى الفتحُ منصبا |
لستُ أَرْضَى بغيره | لك جدًّا ولا أبا |
وعصابة ٍ بالخيرِ ألِّف شملهم
وعصابة ٍ بالخيرِ ألِّف شملهم | والخيرُ أفضلُ عصبة ً ورفاقا |
جعلوا التَّعاونَ والبناية َ هَمَّهم | واستنهضوا الآدابَ والأَخلاقا |
ولقد يُداوُون الجِراح بِبرِّهم | ويقاتلون البؤسَ والإملاقا |
يسمونَ بالأدب الجديدِ ، وتارة ً | يَبْنُون للأَدبِ القديمِ رِواقا |
عَرَضَ القُعودُ فكان دون نُبوغِهِ | قَيداً، ودونَ خُطَى الشباب وِثاقا |
البلبلُ الغردُ الذي هزَّ الرُّبى | وشجى الغصونَ ، وحرَّكَ الأوراقا |
خَلَفَ البَهاءَ على القريض وكأْسِهِ | فسَقَى بعَذبِ نسيبِه العُشَّاقا |
في القيد مُمتنِعُ الخُطى ، وخياله | يَطوِي البلادَ ويَنشُر الآفاقا |
سبَّاقُ غاياتِ البيانِ جَرى بلا | ساقٍ ، فكيف إذا استرادَّ الساقا ؟ ! |
لو يطعمُ الطِّبُّ الصناعُ بيانه | أو لو يسسغُ لما يقولُ مذاقا . . . |
. . . غالي بقيمته ، فلم يصنعُ له | إلا الجَناحَ مُحلِّقاً خفَّاقا! |
لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ
لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ | والأَرضُ رابية ٌ وأَنتَ سَنامُ |
وبنوك أَلطفُ مِن نسيمِكَ ظلُّهُمْ | وأَشمُّ مِن هَضَبَاتِك الأَحلام |
أَخرجتَهم للعالمين جَحاجِحاً | عرباً ، وأبناءُ الكريم كرامُ |
بين الرياض وبين أفقٍ زاهرٍ | طلع المسيحُ عليه والإسلام |
هذا أديبك يحتفى بوسامهِ | وبيانُه للمَشْرقَيْنِ وِسامُ |
ويُجَلُّ قدْرُ قِلادة ٍ في صدره | وله القلائدُ سمطها الإلهام |
صدرٌ حَوالَيْه الجلالُ، ومِلؤهُ | كرمٌ ، وخشية ُ مومنٍ ، وذمام |
حلاَّهُ لإحسانُ الخديو ، وطالما | حلاَّه فضلُ اللهِ والإنعام |
لِعُلاك يا مُطرانُ، أَم لنهاك، أَم | لخلالك التّشرفُ والإكرام ؟ ! |
أَم للمواقف لم يَقِفْها ضَيْغَمٌ | لولاك لا ضطربت له الأهرام ؟ ! |
هذا مقامُ القولِ فيك ، ولم يزلْ | لك في الضمائر محفلٌ ومقام |
غالي بقيمتك الأمير محمد | وسعى إليك يحفه الإعظام |
في مجمعٍ هزّ البيانُ لواءه | بك فيه، واعتزَّتْ بك الأَقلامُ |
ابنُ الملوكِ تلا الثناءَ مخلَّداً | هيهات يذهبُ للملوكِ كلام |
فمنِ البشِير لبعْلَبَكَّ وبينَها | نسبٌ تضيءُ بنوره الأيام ؟ |
يبْلَى المكينُ الفخْمُ من آثارها | يوماً ، وآثارُ الخليل قيام ! |