قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ

قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ، وَكَثِيبٌ مِنَ النّقَا، مُسْتَعَارُ
و غزالٌ فيهِ نفارٌ ، ولاَ بدْ عَ فَمِنْ شِيمَة ِ الظّبَاءِ النّفَارُ
لا أُعَاصِيهِ في اجْتِرَاحِ المَعَاصِي، في هَوَى مِثْلِهِ تَطِيبُ النّارُ
قَد حَذِرْتُ المِلاحَ دَهْراً، وَلكن ساقني ، نحوَ حبهِ ، المقدارُ
كمْ أردتُ السلوَّ فاستعطفتني رقية ٌ منْ رقاكَ يا عيَّـارُ

يَا مَعْشَرَ النّاسِ! هَلْ لي

يَا مَعْشَرَ النّاسِ! هَلْ لي ممَّـا لقيتُ مجيرُ ؟
أصابَ غرَّة َ قلبي هَذَا الغَزَالُ الغَرِيرُ
فَعُمْرُ لَيْلي طَوِيلٌ، وَعُمْرُ نَوْمِي قَصِيرُ
أسرتَ مني فؤادي ، يَفْدِيكَ ذَاكَ الأسِيرُ

سَبَقَ النّاسَ، في الهَوَى ، مَنْصُورُ

سَبَقَ النّاسَ، في الهَوَى ، مَنْصُورُ فسواهُ مكلَّفٌ ، مغرورُ
لحقَ العودَ ، ناعماً ، فثناهُ و هوَ صعبٌ ، على سواهُ ، عسيرُ
إنّ حُبّ الصِّبَا، وَإنْ طَالَ، لا يَقْـ ـدَحُ فِيهِ، عَلى الدّهُور، دُثُورُ
فهوَ في أضلعِ الصغيرِ صغيرٌ ، و هوَ في أضلعِ الكبيرِ كبيرُ

كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ

كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ والنّوْمُ، في جُملَة ِ الأحبابِ، هاجرُهُ؟
الحبُّ آمرهُ ، والصونُ زاجرهُ ، وَالصَّبْرُ أوّلُ مَا تَأتي أوَاخِرُهُ
أنَا الّذي إنْ صَبَا أوْ شَفّهُ غَزَلٌ فللعفافِ ، وللتقوى مآزرهُ
وأشْرَفُ النّاسِ أهْلُ الحُبّ منزِلَة ً، وَأشرَفُ الحُبّ مَا عَفّتْ سَرَائِرُهُ
ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبهُ ، وَطَيْف عَزّة َ لا يَعْتَادُ زَائِرُهُ؟
منْ لا ينامُ ، فلا صبرٌ يؤازرهُ و لا خيالٌ ، على شحطٍ ، يزاوره ُ
يَا سَاهِراً، لَعِبَتْ أيْدِي الفِرَاقِ به فالصبرُ خاذلهُ ، والدمعُ ناصرهُ
إنَّ الحبيبَ الذي هامَ الفؤادُ بهِ ، يَنَامُ عَن طُولِ لَيلٍ، أنتَ ساهرُهُ
ما أنسَ لا أنسَ ، يومَ البينِ ، موقفنا والشّوْقُ يَنهَى البُكَى عنّي وَيأمُرُهُ
و قولها ، ودموعُ العينِ واكفة ٌ : هَذَا الفِرَاقُ الّذِي كُنّا نُحَاذِرُهُ
هلْ أنتِ ، يا رفقة َ العشاقِ ، مخبرتي عنِ الخليطِ الذي زمتْ أباعرهُ ؟
وَهَلْ رَأيتِ، أمَامَ الحَيّ، جَارِيَة ً كالجُؤذَرِ الفَرْدِ، تَقفُوهُ جآذِرُهُ؟
و أنتَ ، يا راكباً ، يزجي مطيتهُ يَسْتَطْرِقُ الحَيَّ لَيْلاً، أوْ يَباكِرُهُ
إذا وصلتَ فعرضْ بي وقلْ لهمُ : هَلْ وَاعِدُ الوَعدِ يَوْمَ البَينِ ذاكِرُهُ؟
ما أعجبَ الحبَّ يمسي طوعَ جارية ً في الحيِّ منْ عجزتْ عنهُ مساعرهُ
وَيَتّقي الحَيَّ مِنْ جَاءٍ وَغَادِية ٍ كيفَ الوصولِ إذا ما نامَ سامرهُ ؟
يا أيّها العاذِلُ الرّاجي إنَابَتَهُ، و الحبُّ قدْ نشبتْ فيهِ أظافره ُ،
لا تشغلنَّ ؛ فما تدري بحرقتهِ ، أأنتَ عاذلهُ ؟ أمْ أنتَ عاذرهُ ؟
و راحلٍ أوحشَ الدنيا برحلتهِ ، و إنْ غدا معهُ قلبي يسايرهُ
هلْ أنتَ مبلغهُ عني بأنَّ لهُ وداً ، تمكنَ في قلبي يجاورهُ ؟
و أنني منْ صفتْ منهُ سرائرهُ ، وَصَحّ بَاطِنُهُ، مِنهُ، وَظَاهِرُهُ؟
وَمَا أخُوكَ الذي يَدْنُو بِهِ نَسَبٌ، لكنْ أخوكَ الذي تصفو ضمائرهُ
و أنني واصلٌ منْ أنتَ واصلهُ ، و أنني هاجرٌ منْ أنتَ هاجرهُ
و لستُ واجدَ شيءٍ أنتَ عادمهُ ، وَلَسْتُ غَائِبَ شَيْءٍ أنْتَ حَاضِرُهُ
وافى كتابكَ ، مطويا على نزهٍ ، يَحَارُ سَامِعُهُ فِيهِ، وَنَاظِرُهُ
فالعينُ ترتعُ فيما خطَّ كاتبهُ ، و السمعُ ينعمُ فيما قالَ شاعرهُ
فإنْ وقفتُ ، أمامَ الحيِّ أنشدهُ ، ودَّ الخرائدُ لوْ تقنى جواهرهُ
” أبا الحصينِ ” وخيرُ القولِ أصدقهُ ، أنتَ الصديقُ الذي طابتْ مخابرهُ
لَوْلا اعْتِذَارُ أخِلاّئي بِكَ انصَرَفوا بِوَجْه خَزْيَانَ لمْ تُقْبَلْ مَعَاذِرُهُ
أين الخَلِيلُ الذي يُرضِيكَ بَاطِنُهُ، معَ الخطوبِ ، كما يرضيكَ ظاهرهُ ؟
أمّا الكِتَابُ، فَإني لَسْتُ أقْرَؤهُ إلاّ تَبَادَرَ مِنْ دَمْعي بَوَادِرُهُ
يجري الجمانُ ، كما يجري الجمانُ بهِ ، وَيَنْشُرُ الدّرَّ، فَوْقَ الدّرّ، نَاثِرُهُ
أنَا الذي لا يُصِيبُ الدّهرُ عِتْرَتَهُ، ولا يبيتُ على خوفٍ مجاورهُ
يُمْسِي وَكُلّ بِلادٍ حَلّهَا وَطَنٌ، وكلُّ قومٍ ، غدا فيهمْ ، عشائرهُ
و ما تمدُّ لهُ الأطنابُ في بلدٍ ، إلاّ تَضَعْضَعَ بَادِيهِ وَحَاضِرُهُ
ليَ التخيرُ ، مشتطاً ومنتصفاً ، وللأفاضلِ ، بعدي ، ما أغادرهُ
زاكي الأصولِ ، كريمُ النبعتينِ ؛ ومنْ زَكَتْ أوَائِلُهُ طَابَتْ أوَاخِرُهُ
فمنْ ” سعيدِ بنَ حمدانٍ ” ولادتهُ ، و منْ ” عليِّ بنِ عبدِ اللهِ ” سائرهُ !
ألقَائِلُ، الفَاعِلُ، المَأمُونُ نَبوَتُهُ والسيدُ الأيدُ ، الميمونُ طائرهُ
بَنى لَنَا العِزَّ، مَرْفُوعا دَعَائِمُهُ، وشَّيدَ المجدَ ، مشتدا ً مرائرهُ
فَمَا فَضَائِلُنَا إلاّ فَضَائِلُهُ، وَلا مَفَاخِرُنَا إلاّ مَفَاخِرُهُ
لقدْ فقدتُ أبي ، طفلاً ، فكانَ أبي ، منَ الرجالِ ، كريمُ العودِ ، ناضرهُ
فهوَ ابنُ عمي دنيا ، حينَ أنسبهُ لَكِنّهُ ليَ مَوْلى ً لا أُنَاكِرُهُ
ما زالَ لي نجوة ً، مما أحاذرهُ ، لاَ زالَ ، في نجوة ٍ ، مما يحاذرهُ
مِنْهُ، وَعُمّرَ للإسْلاَمِ عَامِرُهُ
وَقَد سَمَحتُ غَداة َ البَيْنِ، مُبتَدِئاً مِنَ الجَوَابِ، بوَعدٍ أنتَ ذاكِرُهُ
بقيتَ ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ ، وما استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ
حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ، من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ
بقيتَ ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ ، وما استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ
حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ، من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ

و ظبيٍ غريرٍ ، في فؤادي كناسهُ

و ظبيٍ غريرٍ ، في فؤادي كناسهُ ، إذا اكْتَنَسَ العِينُ الفَلاة َ وَحُورُهَا
تُقِرّ لَهُ بِيضُ الظّبَاءِ وَأُدْمُهَا و يحكيهِ ، في بعضِ الأمورِ ، غريرها
فَمِنْ خَلْقِهِ لَبّاتُهَا وَنُحُورُهَا، وَمِنْ خُلْقِهِ عِصْيَانُهَا وَنُفُورُهَا

ألا مَا لِمَنْ أمْسَى يَرَاكَ وَللبَدْرِ

ألا مَا لِمَنْ أمْسَى يَرَاكَ وَللبَدْرِ، وَمَا لمَكَانٍ أنْتَ فِيهِ وَللقَطْرِ
تجللتَ بالتقوى ، وأفردتَ بالعلاَ ، وَأُهّلْتَ للجُلَّى ، وَحُلّيتَ بالفَخْرِ
وَقَلّدْتَني، لمّا ابتَدَأتَ بمَدْحَتي، يدأ لا أوفي شكرها ، أبد الدهرِ
فإنْ أنا لمْ أمنحكَ صدقَ مودتي فَمَا لي إلى المَجدِ المُؤثَّلِ من عُذْرِ
أيا بنَ الكرامِ الصيدِ ، جاءتْ كريمة ً : ” أيا بنَ الكرامِ الصيدِ والسادة ِ الغرِّ “
فضلتَ بها أهلَ القريضِ ، فأصبحتْ تَحيّة َ أهلِ البَدْوِ، مُؤنِسة َ الحَضرِ
وَمِثْلُكَ مَعدومُ النّظِيرِ من الوَرَى و شعركَ معدومُ الشبيهِ من الشعرِ
كأنَّ على ألفاظهِ ، ونظامهِ بَدَائِعَ مَا حَاكَ الرّبيعُ منَ الزّهْرِ
تَنَفّسَ فيه الرّوْضُ فاخضَلّ بالنّدى و هبَّ نسيمُ الروضِ يُخبرُ بالفجرِ
إلى الله أشكُو مِنْ فِرَاقِكَ لَوْعَة َ، طويتُ لها ، مني الضلوعَ ، على جمرِِ
و حسرة َ مرتاحٍ إذا اشتاقَ قلبهُ ، تَعَلّلَ بالشّكْوَى وَعَادَ إلى الصّبرِ
فعدْ يا زمانَ القربِ ، في خيرِ عيشة ٍ ، و أنعمَ بالٍ ، ما بدا كوكبٌ دري،
وعشْ “يابنَ نصرٍ” ما استهلتْ غمامة ٌ ، تَروحُ إلى عِزٍّ وَتَغدُو عَلى نَصْرِ