اذا كنتَ ذو حظٍ عظيمٍ وقاكَ اللهُ |
من نائباتِ الدَهرْ و الدهرُ غادرُ |
لا يملُكُ ابن آدمَ من عمرهِ سوى |
يومَهُ و ما ذاكَ إلّا طيفٌ سريعٌ عابرُ |
تتخطَفُه الأحداث مِنْ كلِ جانبٍ |
برقٌ في غمامِ المزنِ و المزنُ سائرُ |
تفاوتَ الفتيانُ في الدُنيا نصيبهم |
بين جزوعٌ على كربِ النائباتِ و صابرُ |
و ما هي إلا دارُ بلوى تترصدنا الحادثاتُ |
وما نَصيبُ منَ الحظِ و الحظُ جائرُ |
فهذا غني و ذا فقير و ذاكَ ذو علمٍ |
أو أخو جهالةَ لهُ اللذّات ليسَ البصائرُ |
إذا أصابتهُ النائباتُ يَسلو بعد برهة |
و إنها لِذي الألبابْ جرحٌ عميقٌ و غائرُ |
فَما لذَّةٌ تبقى مثلُ ريعانُ الصبى و ما |
حلمٌ كأيامِِ الكهولةِ و نُضجُ الضمائرُ |
يزولُ بريق العين إذا ولى الشباب و |
رصعتنا الحوادثُ و دارتْ علينا الدوائرُ |
أرى الناسَ بَعدَ خمسينهمُ حطاماً كأنهم |
أشلاء تمشي أو بقايا العصور الغوابرُ |
ضرَّستهم حاثات الدهر و من آثاره |
بهمُ ندوبُ الحوافرُ أو خدوش الأظافرُ |
مضى زمانُ اللهوُ يأسفني لا عودٌ لهُ |
و زمان الحب ُو الودُ ولّى فهوَ داثرُ |
لا يفلحُ المرء في بيعٍ و شراء ما لم |
يجيدُ معَ بعضِ الناسَ شدُ الأواصرُ |
يغنيكَ حِسنُ الأداب عن علمِ عالمٍ |
إن جمعتَ بينهما تُخَلدُ لذكراك المآثرُ |
سقى اللهُ مَن جَدّ فيها و صانَ عرضهُ |
فمن سواهُ في سباق المجدِ عُدَ خاسرُ |
أجمل القصائد
أجمل قصائد الشعر من العصر الجاهلي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الحديث هنا في صفحة أجمل القصائد.
الذئاب لايتغير طبعها
ثُـعَـلُ الذِّئَابِ تغَـيَّرَتْ أشْكَالُهَا | كي تُـخْفِيَ الأَذيالَ بِالبَدْلَاتِ |
سَرَقَتْ رَغِيفَ الْخُبْزِ فِي رَأْدِ الضُّحَى | حَتَّى أصَيْصَ الْوَرْدِ فِي الشُّرُفَاتِ |
وَالْآنَ تُغْـدِقُ بِالْوُعُودِ لَعَـلَّهَا | تَـلْقَى الْقَبُولَ وذاكَ من هيهاتِ |
وَلِكَيْ تُكَفِّرَ عَنْ صَقِيعِ شِـتَائِهَا | رَاحَتْ تُـبَـشِّرُ بِالرَّبِيعِ الآتِي |
وَالغَدْرُ يَبْدُو فِي بَرِيقِ عُيُونِهَا | وَتَكَادُ تُخْفِي الشَّرَّ بِالبَسَمَاتِ |
أَتُـصَدِّقُ الأَغْنَامُ ذِئْـبًا مَاكِـرًا | أَكَلَ الخِرَافَ وَرَاودَ النَّعجَاتِ |
أَمْ أَنَّ ذَاكِرَةَ القَـطِيعِ ضَعِـيفَةٌ | تَـنْسَى الأَسَى وَتُكَرِّرُ الخَطوَاتِ |
أَمَّا الذِّئَـابُ فَـلَا تُغَيِّرُ طَبْعَهَا | فالشََرُّ يَجثِمُ داخلَ الـنّيَّاتِ |
مهما تُـرَدِّدْ من كـلامٍ ناعمٍ | لَنْ تَـخْدَعَ الْـعُقَلَاءَ بِالْخُطْبَاتِ |
سـيـظلُّ ذيلُ الكلبِ مُعْوَجًّا ولو | أَبْـقَـيْـتَهُ فـي قَـالِـبٍ سـنواتِ |
المسرحية التي لا تنتهي
تباً لهذي المَسْرَحِيَّةْ | تَمْثِيّلَةٌ ولها بَقيّةْ |
وَإِنْ انْتَهَتْ بَدَأَتْ | لَكِنْ تُعَادُ بِعَبْقَرِيَّةْ |
قَدْ مَلّهَا التَّارِيخُ | وَعَافَتُهَا… الْبَرِّيَّةُ |
لَمَسَاتُ دُبْلَاجٍ وَمُنْتَاجٍ | كَوَالِيسٌ خَفِيَّةْ |
أَبْطَالُهَا… الْمُتَجَبِّرُونَ | الْجَاثِمُونَ عَلَى الرَّعِيَّةِ |
وَمُجْرِمُوهَا الْمُخْلَصُونَ | الرَّاحِمُونَ أُولُو الْحَمِيَّةِ |
عُلَمَائُهَا الْمُتَشَدِّقُونَ | وَ جَاهِلُوهَا الْمَرْجِعِيَّةُ |
يُمَثِّلُونَ…. وَيُتْقِنُونَ | وَ الْمُعْجَبُونَ هُمُ الضَّحِيَّةُ |
كَفٍّ … تُنَدِّدُ بِالْعَدَاءِ | وَأُخْرَى تَلُوحُ بِالتَّحِيَّةْ |
وَيَدٌ تُقَدَّمُ وَرْدَةً | وَأُخْرَى عَلَيْهَا الْبُنْدُقِيَّةُ |
يُتَاجِرُونَ وَيَرْبَحُونَ | وَرَأْسُ مَالِهُمُ الْقَضِيَّهْ |
يَرِثُونَ بَلْ وَيُورَثُونَ | وَيَكْتُبُونَ بِهَا وَصِيَّةً |
يُنَاوِشُونَ وَيُحْشَدُونَ | وَيُرْسِلُونَ الْمِرْوَحِيَّةَ |
وَيَرْكَبُونَ الْبَحْرَ مَوجَاً | وَكُلُّ ذَلِكٍ مَسْرَحِيَّةْ |
تَبًّا لَهَا مِنْ مَسْرَحِيَّةْ | تَمْثِيلَةُ وَلَهَا بَقِيَّةْ |
طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطلب
طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرْتُ في الطَلَب | فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب |
فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاً | إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضْعافِها تَعَب |
وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي | هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب |
تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتي | كَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب |
فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌ | أُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب |
وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُ | إِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب |
أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍ | كَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب |
أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ | إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب |
أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ | لِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب |
وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً | فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب |
فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ | وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب |
وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ | وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب |
وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم | عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب |
وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةً | وَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب |
نعي
آهٍ عَـلَى نَـفْـسٍ رَمَـتْ آمَالَهَا | في قَفْـرِ شَـقْوَتِها وَ وَادِيها السَّحيقْ |
قَوْلِي يَـكَادُ يَـخُوْنُـنِي رِفْقاً بِهَا | فَأَعُـودُ أَلْجُـمُهُ فَزَيْـفِيَ لَا يَلِيقْ |
نَعْيِـي لِنَفْسِي مَا أردت بُلُوْغَهَا | مِنِّي فَطُفْتُ عَلَى القَوَافِـلِ وَ الفَرِيقْ |
نَادَيْـتُهُم مَـنْ مُـنْشِدٌ عَنِّي لَهَا | قَالُوا لِـحَادِيْهم : أَلَا أَنْتَ الوَثِـيـقْ |
يَا حَادِيَ الظَعْن المُيَمِّمُ أَرْضَها | أَوْقِدْ عَلَى الحُزْنِ القُلُوْبَ عَلَى الطَرِيق |
أوْقِـدْ وَ لَا تَخْـشَ النَفَادَ فُحُبُّـهَا | يَجْنِي دُمُوعِـي خَازِنَاً دَنَّـاً عَتِيـقْ |
حُـزْنِي كَنَارٍ لِلأَكَاسِـرِ صَانَهَا | بًعْـدُ الدِّيَـارِ وَ سَــادِنٌ قَلْـبٌ رَقِيـقْ |
حُـزْنِي كَنارٍ لَا يَخِـفُّ أَوَارُهَـا | تكْفِيْكَ دَهْراً فِي المَـسِيْرِ وَ لَنْ تُطِيـقْ |
كَيْـفَ الـسَّبِيْلُ لِمَـنْ يُـرَنِّمُ ذِكْرَهَا | أَنْ لَا يَقُـولَ الآهَ حُـزْناً يَا صَدِيـق |
وَ إِذَا مررَتَ بِحَيِّهَا قِفْ قُلْ لَهَا | ضَاعَ المُتَيَّمُ فِي هَـوَاكِ بِلا رَفِيـقْ |
ذَهَبَ الوقار بِكَأسِ هَجْرٍ ذَاقَهَا | وَ صَحَا جُنُونٌ يَنْزِفُ الشِّعْرَ الحَرِيقْ |
قَالَ الدُّمُوعَ وَ قَالَ رُوْحاً مَا سَهَا | عَـنْ نَزْفِهَا ألماً و قهراً كالغريقْ |
كَالرَّمْلِ يَهْجُرُ سَاعَةً هُوَ عُمْرُهَا | إِنَّ الأُفُولَ لِكَوْكَبٍ يَـرِثُ البَرِيقْ |
أشواق العيد
مِـنْ مَـطْلِعِ الْحُبِّ حَتَّىْ آخِرِ الْشَفَقِ | أَزُفُّ لِـلْـصَّحْبِ أَشْـوَاقًـا مِــنَ الأَلَـقِ |
مَـنْ فَـاحَ فِـيْ الْـقَلْبِ أَشْـذَاءً تَمَلَّكَهُ | وَخَــطَّ مِـنْ نَـبْضِهِ حِـبْرًا عَـلَى وَرَقِ |
ضَلَلْتُ فِيْ حَالِـكَاتِ الْــدَّرْبِ مُـنْكَسِرًا | فَـرَدَّنِـيْ طَـيْـفُـهُ فِـيْ مَـجْمَعِ الْـطُّرُقِ |
يَــا عِيْــدُ جِـئْتُكَ مُـشْتَاقًا إِلَـىْ قَـمَرٍ | عَـلَـى الْـدُّرُوْبِ يُـجَلِّيْ عَـتْمَةَ الْـنَّفَقِ |
زاهٍ وَتَـــبْــرُقُ كَــالإِبْـرِيْــزِ وَجْــنَـتُـهُ | كَـأَنَّـهُ صَـفْـحَةٌ مِــنْ قِـطْـعَةِ الْـفَـلَقِ |
رَمَى بِسَهْمِ الْجَوَى فَارْتَدَّ فِيْ خَلَدِيْ | كَـرَمْيَةٍ مِـنْ شِـهَابِ الْـرَّصْدِ مُحْتَرِقِ |
وَجِئْتُ أَرْشُفُ كُـوْبَ الْشَّـايِ مُنْـفَرِدًا | فَـلَاحَ مِنْ وَجْهِـهِ بَدْرٌ عَلَىْ طَـبَـقِــيْ |
مَـا أَخْـلَقَ الْـحُسْنَ إِلَّا مِـنْ وَسَامَتِهِ! | وَمَـا أَلَـــذَّ الْـهَوَى مِـنْ طِـيْبِهِ الْعَبِقِ! |
سُـبْـحَـانَهِ صَــاغَـهُ سِـحْـرًا لِـنَـاظِرِهِ | وَأَبْـدَعَ الْـصُنْعَ فِـيْ خَلْقٍ وَفِيْ خُلُقِ |