خليليَّ منْ رهطِ السلاميَ و خزرجٍ |
عوجا عليَّ بالدارِ و انتظرانيْ |
و قصّا عليَّ الحوادثَ كلها و عنْ |
صروفِ الدهرِ قولا و حدثانيْ |
وافياني بأخبارِ الأحبةِ كلهمُ و مآثرَ |
الجيلِ من الفتياتِ و الصبيانِ |
تذكرتُ المرابعَ و ايامَ الصبا |
و هاجتْ ليَ الذكرى اسى الوجدانِ |
يقرُ بعينيْ أنَّ الدُجيلَ فخورةٌ |
بأننيَ صغتُ الجراحةَ طوعَ بنانيْ |
أُقَلِبُ أطرافَ الحَديثِ و صُحبَةٍ |
كأني أُناجيَ التوبادَ و الريانِ |
يا حبذا ارضُ الدجيلُ اذا سرتْ |
ريحُ الصبا و إخضَّرتْ الوديانِ |
فيها بساتينُِ النخيلُ ظليلةٌ و بها |
لذيذُ التمرُ و الأعنابِ و الرمانِ |
هنا تعلمتُ الحديثَ و نظمه و |
تداولتْ اطرافَ الكتابِ بنانيْ |
فان ليَّ في ارضِ الدجيلِ لبانةٌ لما |
تزلْ تُشجي سويدا القلبِ بالخفقانِ |
خذاني إلى كلِ الأزقةِ بالحمى و خبرا |
جميعَ اهلِ الحي و الجيرانِ |
خذاني إلى دارِ المعلمِ كي اشيدُ |
بهم و أواسيهمُ بالشكرِ و العرفانِ |
خذني إلى النهرينِ جفتْ منابعهمْ |
و أقرأُ على تلِ الأببترِ شجوَ أحزاني |
بلغني أنَّ المنونَ وافتْ بعضهمْ |
خبرٌ يهيّجُ الوجدانَ و الأشجانِ |
فكتبتُ ابياتاً حزينةً ومزجتُ |
المدادَ بدمعِ العينِ سطّرتُ بيانيْ |
تغربتُ فاصبتُ بها شهداً و صاباً |
و نقشتُ بها على جدارِ الصمتِ احزانيْ |
إنّي التمستُ قاضي الدهرَ ثمَ |
اشتكيتُهُ فالويلْ كلَ الويلِ للحدثانِ |
أجمل القصائد
أجمل قصائد الشعر من العصر الجاهلي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الحديث هنا في صفحة أجمل القصائد.
يا أم هالة
يا أم هالةَ جودي علينا بلقاء |
و نظرةٍ فيها اللقاءُ بموعدِ |
هل تحكمْ الأيامُ أنْ لا لقاءَ |
لنا بعدَ اليومِ حكماً مؤكدِ |
ألمُ الصبابةَ صاحبٌ يراودُني |
في كلِ يومٍ ينامُ معي ثم يقعدِ |
ألمُ الصبابةَ ثوبٌ البكاءِ ارتضيتهُ |
و مَسحتُ مجرى المدامعِ باليدِ |
و لمْ أرى مثل الصبابة ألماً |
استزيدُ منهُ و هو يجود و يزددِ |
جرّبتُ بناتَ العُربِ من حضرٍ |
و ما عرفت ُالاكِ يا ابهى فصائدي |
ما الود بعدكِ إلا صحراءَ مقفرةً |
شحتْ عليَّ و شُلَتْ ايادي المساعدِ |
ما زالَ شَوقي إليكمْ يؤرقني ولنْ |
يهونَ و قد هانتْ جميع الشدائدِ |
عودي ولو طالتْ الأزمانْ يا أمَ |
هالةِ و لا تبخلي علينا بموعدِ |
أنا بعدكمْ في صحراءِ مقفرةٍ |
كأنَ دنيايَ ما بها قطُ من أحدِ |
البشر
شفت من البشر اشكال وألوان | واعرف من الناس مليون |
فيهم الوفي ومن خان | ومن عليه العشرة تهون |
ياكثر الي يخيب الظن | ويا قلة الي وفاء وصان |
يفرق أنسان وأنسان | لا من وين ولا من يكون – (كان) |
ناس تملى قلوبها ايمان | وناس رديه يوزها الشيطآن |
اعمل بأصلك يا فلان | تكسب اجر في الميزان |
وذكر مهما طال الزمان | مالك غير الاهل عون |
الدنيا
اذا كنتَ ذو حظٍ عظيمٍ وقاكَ اللهُ |
من نائباتِ الدَهرْ و الدهرُ غادرُ |
لا يملُكُ ابن آدمَ من عمرهِ سوى |
يومَهُ و ما ذاكَ إلّا طيفٌ سريعٌ عابرُ |
تتخطَفُه الأحداث مِنْ كلِ جانبٍ |
برقٌ في غمامِ المزنِ و المزنُ سائرُ |
تفاوتَ الفتيانُ في الدُنيا نصيبهم |
بين جزوعٌ على كربِ النائباتِ و صابرُ |
و ما هي إلا دارُ بلوى تترصدنا الحادثاتُ |
وما نَصيبُ منَ الحظِ و الحظُ جائرُ |
فهذا غني و ذا فقير و ذاكَ ذو علمٍ |
أو أخو جهالةَ لهُ اللذّات ليسَ البصائرُ |
إذا أصابتهُ النائباتُ يَسلو بعد برهة |
و إنها لِذي الألبابْ جرحٌ عميقٌ و غائرُ |
فَما لذَّةٌ تبقى مثلُ ريعانُ الصبى و ما |
حلمٌ كأيامِِ الكهولةِ و نُضجُ الضمائرُ |
يزولُ بريق العين إذا ولى الشباب و |
رصعتنا الحوادثُ و دارتْ علينا الدوائرُ |
أرى الناسَ بَعدَ خمسينهمُ حطاماً كأنهم |
أشلاء تمشي أو بقايا العصور الغوابرُ |
ضرَّستهم حاثات الدهر و من آثاره |
بهمُ ندوبُ الحوافرُ أو خدوش الأظافرُ |
مضى زمانُ اللهوُ يأسفني لا عودٌ لهُ |
و زمان الحب ُو الودُ ولّى فهوَ داثرُ |
لا يفلحُ المرء في بيعٍ و شراء ما لم |
يجيدُ معَ بعضِ الناسَ شدُ الأواصرُ |
يغنيكَ حِسنُ الأداب عن علمِ عالمٍ |
إن جمعتَ بينهما تُخَلدُ لذكراك المآثرُ |
سقى اللهُ مَن جَدّ فيها و صانَ عرضهُ |
فمن سواهُ في سباق المجدِ عُدَ خاسرُ |
الذئاب لايتغير طبعها
ثُـعَـلُ الذِّئَابِ تغَـيَّرَتْ أشْكَالُهَا | كي تُـخْفِيَ الأَذيالَ بِالبَدْلَاتِ |
سَرَقَتْ رَغِيفَ الْخُبْزِ فِي رَأْدِ الضُّحَى | حَتَّى أصَيْصَ الْوَرْدِ فِي الشُّرُفَاتِ |
وَالْآنَ تُغْـدِقُ بِالْوُعُودِ لَعَـلَّهَا | تَـلْقَى الْقَبُولَ وذاكَ من هيهاتِ |
وَلِكَيْ تُكَفِّرَ عَنْ صَقِيعِ شِـتَائِهَا | رَاحَتْ تُـبَـشِّرُ بِالرَّبِيعِ الآتِي |
وَالغَدْرُ يَبْدُو فِي بَرِيقِ عُيُونِهَا | وَتَكَادُ تُخْفِي الشَّرَّ بِالبَسَمَاتِ |
أَتُـصَدِّقُ الأَغْنَامُ ذِئْـبًا مَاكِـرًا | أَكَلَ الخِرَافَ وَرَاودَ النَّعجَاتِ |
أَمْ أَنَّ ذَاكِرَةَ القَـطِيعِ ضَعِـيفَةٌ | تَـنْسَى الأَسَى وَتُكَرِّرُ الخَطوَاتِ |
أَمَّا الذِّئَـابُ فَـلَا تُغَيِّرُ طَبْعَهَا | فالشََرُّ يَجثِمُ داخلَ الـنّيَّاتِ |
مهما تُـرَدِّدْ من كـلامٍ ناعمٍ | لَنْ تَـخْدَعَ الْـعُقَلَاءَ بِالْخُطْبَاتِ |
سـيـظلُّ ذيلُ الكلبِ مُعْوَجًّا ولو | أَبْـقَـيْـتَهُ فـي قَـالِـبٍ سـنواتِ |
المسرحية التي لا تنتهي
تباً لهذي المَسْرَحِيَّةْ | تَمْثِيّلَةٌ ولها بَقيّةْ |
وَإِنْ انْتَهَتْ بَدَأَتْ | لَكِنْ تُعَادُ بِعَبْقَرِيَّةْ |
قَدْ مَلّهَا التَّارِيخُ | وَعَافَتُهَا… الْبَرِّيَّةُ |
لَمَسَاتُ دُبْلَاجٍ وَمُنْتَاجٍ | كَوَالِيسٌ خَفِيَّةْ |
أَبْطَالُهَا… الْمُتَجَبِّرُونَ | الْجَاثِمُونَ عَلَى الرَّعِيَّةِ |
وَمُجْرِمُوهَا الْمُخْلَصُونَ | الرَّاحِمُونَ أُولُو الْحَمِيَّةِ |
عُلَمَائُهَا الْمُتَشَدِّقُونَ | وَ جَاهِلُوهَا الْمَرْجِعِيَّةُ |
يُمَثِّلُونَ…. وَيُتْقِنُونَ | وَ الْمُعْجَبُونَ هُمُ الضَّحِيَّةُ |
كَفٍّ … تُنَدِّدُ بِالْعَدَاءِ | وَأُخْرَى تَلُوحُ بِالتَّحِيَّةْ |
وَيَدٌ تُقَدَّمُ وَرْدَةً | وَأُخْرَى عَلَيْهَا الْبُنْدُقِيَّةُ |
يُتَاجِرُونَ وَيَرْبَحُونَ | وَرَأْسُ مَالِهُمُ الْقَضِيَّهْ |
يَرِثُونَ بَلْ وَيُورَثُونَ | وَيَكْتُبُونَ بِهَا وَصِيَّةً |
يُنَاوِشُونَ وَيُحْشَدُونَ | وَيُرْسِلُونَ الْمِرْوَحِيَّةَ |
وَيَرْكَبُونَ الْبَحْرَ مَوجَاً | وَكُلُّ ذَلِكٍ مَسْرَحِيَّةْ |
تَبًّا لَهَا مِنْ مَسْرَحِيَّةْ | تَمْثِيلَةُ وَلَهَا بَقِيَّةْ |