نِعْمَ الفَتى خَلَف إذا ما أعصَفَت – رِيحُ الشّتاءِ مِنَ الشَّمال الحَرْجَفِ |
جَمَعَ الشِّوَاءَ مَعَ القَدِيدِ لضَيفِه – كَرَماً وَيَثْني بالسُّلافِ القَرْقَفِ |
مِنْ عَاقِرٍ كدمِ الرُّعَافِ مُدامَةٍ – صَهْبَاء، أشْبَهها دِمَاءُ الرُّعّفِ |
لله دَرُّكَ حِينَ يَشْتَدّ الوَغَى – وَلَنِعْم دَاعي الصّارِخِينَ الهُتّفِ |
أنْتَ المُرَجَى للعَشِيرَةِ كُلِّهَا – في المَحْلِ أوْ صَكِّ الجُموعِ الزُّحّفِ |
أجمل أبيات الشعر العربي
مجموعة من أجمل أبيات الشعر العربي مقتطفات أبو الطيب المتنبي وشعر أبو العلاء المعري وأجمل قصائد نزار قباني.
لو أعلم الأيام راجعة لنا
لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا – بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ |
بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِم – دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ |
إذا ما بكى العَجْعاجُ هَيّجَ عَبْرَةً – لعَيْنَي حَزِينٍ شَجْوُهُ غَيرُ رَاجعِ |
فإنْ أبْكِ قَوْمي، يا نَوَارُ، فإنّني – أرَى مَسْجِدَيهِمْ مِنهمُ كالبَلاقِعِ |
خَلاءَينِ بَعدَ الحِلْمِ وَالجَهلِ فيهما – وَبَعْدَ عُبابيِّ النّدَى المُتَدافِعِ |
فأصْبَحْتُ قَدْ كادَتْ بُيوتي يَنالُها – بحَيْثُ انتَهَى سَيلُ التِّلاعِ الدّوَافعِ |
على أنّ فِينَا مِنْ بَقَايا كُهُولِنَا – أُسَاةَ الثّأى وَالمُفظِعاتِ الصّوَادعِ |
كَأنّ الرّدُيْنِيّاتِ، كانَ بُرُودُهُم – عَلَيْهِنّ في أيْدٍ طِوَالِ الأشَاجِعِ |
إذا قلتُ: هذا آخرُ اللّيلِ قَد مَضَى – تَرَدّدَ مُسْوَدٌّ بَهِيمُ الأكارِعِ |
وَكَائِنْ تَرَكْنَا بِالخُرَيْبَةِ من فَتى – كَرِيمٍ وَسَيفٍ للضّرِيبَةِ قاطِعِ |
وَمِنْ جَفْنَةٍ كانَ اليَتامَى عِيالَها – وَسَابِغَةٍ تَغْشَى بَنانَ الأصَابِعِ |
وَمِنْ مُهرَةٍ شَوْهَاءَ أوْدَى عِنانُها – وَقَد كانَ مَحفوظاً لها غَيرَ ضَائِعِ |
وحرف كجفن السيف أدرك نقيها
وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها – وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِفِ |
قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها – إلى منكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ |
تَزِلُّ جُلُوسُ الرّحْلِ عن مُتماحِلٍ – من الصُّلبِ دامٍ من عَضِيضِ الظلائِفِ |
وكَمْ خَبطَتْ نَعلاً بخُفٍّ وَمَنْسِمٍ – تُدَهْدي بهِ صُمّ الجلاميدِ رَاعِفِ |
فَلَوْلا تَراخَيهنّ بي، بَعدَما دَنَت – بِكَفِّيَ أسْبَابُ المَنَايا الدّوَالِف |
لَكُنْتُ كَظَبْيٍ أدْرَكَتْهُ حِبَالَةٌ – وَقَد كانَ يخشَى الظبيّ إحدى الكَفائِفِ |
أرَى الله قَد أعطى ابنَ عاتكَة الذي – لَهُ الدِّينُ أمسَى مُستَقيمَ السّوالِفِ |
تُقَى الله والحُكمَ الذي لَيسَ مثلُه – ورَأفَة مَهدِيٍّ على النّاسِ عاطِفِ |
وَلا جارَ بعْدَ الله خَيرٌ مِن الّذِي – وَضَعْتُ إلى أبْوَابِهِ رَحْل خائِفِ |
إلى خَيْرِ جَارٍ مُسْتَجارٍ بحَبْلِه – وَأوْفَاهُ حَبْلاً للطّرِيدِ المُشَارِفِ |
عَلى هُوّةِ المَوْتِ التي إنْ تَقاذَفَت – بِهِ قَذَفَتْهُ في بَعِيدِ النّفانِفِ |
فَلابَأس أنّي قَدْ أخَذْتُ بعُرْوَة – هيَ العُرْوَةُ الوُثقَى لخَيرِ الحَلائِف |
أتَى دُونَ ما أخشَى بكَفِّيَ مِنهُما – حَيا النّاسِ وَالأقْدارُ ذاتُ المَتالِفِ |
فَطامَنَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بِه – ليَخْرُجَ تَنْزَاءُ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ |
وَرَدّ الّذي كادُوا وَما أزمَعُوا لَهُ – عَليّ وما قَدْ نَمّقُوا في الصّحائِفِ |
لَدَى مَلِكٍ وابنِ المُلُوكِ، كَأنّه – تَمَامُ بُدُورٍ ضَوْءُهُ غَيرُ كَاسِفِ |
أبُوهُ أبُو العاصِي وَحَرْبٌ تَلاقَيا – إلَيْهِ بِمَجْدِ الأكْرَمِينَ الغَطارِفِ |
هُمُ مَنَعُوني مِنْ زِيادٍ وَغَيْرِهِ – بِأيْدٍ طِوَالٍ أمّنَتْ كُلَّ خَائِفِ |
وكمْ من يَدٍ عندي لكُمْ كان فَضْلُها – عَليّ لكُمْ يا آلَ مَرْوَانَ ضَاعِفِ |
فمِنهُنّ أنْ قَدْ كُنتُ مِثْلَ حَمامةٍ – حَرَاماً، وكم من نابِ غَضْبَانَ صَارِفِ |
رَدَدْتُ عَلَيْهِ الغَيظَ تحتَ ضُلُوعِهِ – فأصْبَحَ مِنهُ المَوْتُ تحتَ الشّرَاسِفِ |
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هَذا الّذي تَعرفُ البَطحاءُ وَطْأتهُ – وَالبيت يعرفُه والحل وَالحرم |
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ – هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ |
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ – بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا |
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا بضَائرِه – العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ |
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا – يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ |
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ – يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ |
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا – حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ |
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ – لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ |
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ – عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ |
إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها – إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ |
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه – فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ |
بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ – من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ |
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ – رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ |
الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ – جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ |
أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ – لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ |
مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا – فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ |
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَت – عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ |
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ – وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ |
مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ – طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ |
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ – كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ |
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ – كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ |
مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ – في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ |
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهم – أو قيل: من خيرُ أهل الأرْض قيل: هم |
لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ – وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا |
هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ – وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ |
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ – سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا |
يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ – وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ |
عفا ذو حسا من فرتنى فالفوارع
عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى، فالفوارعُ ~ فجنبا أريكٍ، فالتلاعُ الدوافعُ
فمجتمعُ الأشراجِ غيرِ رسمها ~ مصايفُ مرتْ، بعدنا، ومرابعُ
توَهّمْتُ آياتٍ لها، فَعَرَفْتُها ~ لِسِتّة ِ أعْوامٍ، وذا العامُ سابِعُ
رَمادٌ ككُحْلَ العينِ لأياً أُبينُهُ، ~ و نؤيٌ كجذمِ الحوض أثلمُ خاشعُ
كأنّ مجرّ الرامساتِ ذيولها ~ عليه، حصيرٌ، نمقتهُ الصوانعُ
على ظَهْرِ مِبْنَاة ٍ جَديدٍ سُيُورُها ~ يَطوفُ بها، وسْط اللّطيمة ِ، بائِع
فكَفْكفْتُ مني عَبْرَة ً، فرَدَدتُها ~ على النحرِ، منها مستهلٌّ ودامعُ
على حينَ عاتبتُ المَشيبَ على الصِّبا، ~ و قلتُ: ألما أصحُ والشيبُ وازعُ؟
وقد حالَ هَمٌ، دونَ ذلكَ، شاغلٌ ~ مكان الشغافِ، تبغيهِ الأصابعُ
وعيدُ أبي قابوسَ، في غيرِ كُنهِهِ، ~ أتاني، ودوني راكسٌ، فالضواجِعُ
فبتُّ كأني ساورتني ضيئلة ~ من الرُّقْشِ، في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ
يُسَهَّدُ، من لَيلِ التّمامِ، سَليمُها ~ لحليِ النساءِ، في يديهِ، قعاقعُ
تناذرَها الرّاقُون مِنْ سُمّها ~ تُطلّقُهُ طَورا، وطَوراً تُراجِعُ
أتاني، أبيتَ اللعنَ، أنكَ لمتني ~ وتلكَ التي تستكّ منها المسامعُ
مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ ~ و ذلك، من تلقاءِ مثلكَ، رائعُ
لعمري، وما عمري عليّ بهينٍ ~ لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ
أقارِعُ عَوْفٍ، لا أحاوِلُ غيرَها ~ وُجُوهُ قُرُودٍ، تَبتَغي منَ تجادِعُ
أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً ~ له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ
أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ ~ و لم يأتِ بالحقّ، الذي هو ناصعُ
أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ ~ و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ
حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ~ وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟
بمصطحباتٍ من لصافٍ وثيرة ٍ ~ يَزُرْنَ إلالاً، سَيْرُهُنّ التّدافُعُ
سماماً تباري الريحَ، خوصاً عيونها ~ لَهُنّ رَذايا، بالطّريقِ، ودائِعُ
عليهِنّ شُعْثٌ عامِدونِ لحَجّهِمْ ~ فهنّ، كأطرافِ الحَنيّ، خواضِعُ
لكلفتني ذنبَ امرئٍ، وتركته ~ كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ
فإن كنتُ، لا ذو الضغنِ عني مكذبٌ ~ ولا حلفي على البراءة ِ نافعُ
ولا أنا مأمُونٌ بشيءٍ أقُولُهُ ~ و أنتَ بأمرٍ، لا محالة َ، واقعُ
فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي ~ وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ
خطاطيفُ حجنٌ في جبالٍ متينة ~ تمدّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ
أتوعدُ عبداً لم يخنكَ أمانة ~ وتتركُ عبداً ظالماً، وهوَ ظالعُ؟
وأنتَ ربيعٌ يُنعِشُ النّاسَ سَيبُهُ ~ وسيفٌ، أُعِيَرتْهُ المنيّة ُ، قاطِعُ
أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ ~ فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ
وتسقى، إذا ما شئتَ، غيرَ مصردٍ ~ بزوراءَ، في حافاتها المسكُ كانعُ
سما لك شوق بعدما كان أقصر
سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَر - وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا كِنانِيَّةٌ بانَت وَفي الصَدرِ وُدُّه - مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالحَيُّ يَعمُرا بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلو - لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى فَشَبَّهتَهُم في الآلِ لَمّا تَكَمَّشو - حَدائِقَ دومِ أَو سَفيناً مُقَيَّرا أَوِ المُكرَعاتِ مِن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ - دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا سَوامِقَ جَبّارَ أَثيثٍ فُروعَهُ - وَعالَينَ قُنواناً مِنَ البُسرِ أَحمَرا حَمَتهُ بَنو الرَبداءِ مِن آلِ يامِنٍ - بِأَسيافِهِم حَتّى أَقَرَّ وَأَوقَرا وَأَرضى بَني الرَبداءِ وَاِعتَمَّ زَهوُه - وَأَكمامُهُ حَتّى إِذا ما تَهَصَّرا أَطافَت بِهِ جَيلانَ عِندَ قِطاعِه - تُرَدِّدُ فيهِ العَينَ حَتّى تَحَيَّرا كَأَنَّ دُمى شَغفٍ عَلى ظَهرِ مَرمَر - كَسا مُزبِدَ الساجومِ وَشياً مُصَوَّرا غَرائِرُ في كَنٍّ وَصَونٍ وَنِعمَة - يُحَلَّينَ ياقوتاً وَشَذراً مُفَقَّرا وَريحَ سَناً في حُقَّةٍ حِميَرِيَّةٍ - تُخَصُّ بِمَفروكٍ مِنَ المِسكِ أَذفَرا وَباناً وَأُلوِيّاً مِنَ الهِندِ داكِي - وَرَنداً وَلُبنىً وَالكِباءَ المُقَتَّرا غَلِقنَ بِرَهنٍ مِن حَبيبٍ بِهِ اِدَّعَت - سُلَيمى فَأَمسى حَبلُها قَد تَبَتَّرا وَكانَ لَها في سالِفِ الدَهرِ خُلَّة - يُسارِقُ بِالطَرفِ الخِباءَ المُسَتَّرا إِذا نالَ مِنها نَظرَةً ريعَ قَلبُه - كَما ذُعِرَت كَأسُ الصَبوحِ المُخَمَّرا نَزيفٌ إِذا قامَت لِوَجهٍ تَمايَلَت - تُراشي الفُؤادَ الرَخصَ أَلّا تَخَتَّرا أَأَسماءُ أَمسى وُدُّها قَد تَغَيَّر - سَنُبدِلُ إِن أَبدَلتِ بِالوُدِّ آخَرا تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ وَقَد أَتَت - عَلى خَمَلى خوصُ الرِكابِ وَأَوجَرا فَلَمّا بَدا حَورانُ وَالآلُ دونَه - نَظَرتَ فَلَم تَنظُر بِعَينَيكَ مَنظَرا تَقَطَّعُ أَسبابُ اللُبانَةِ وَالهَوى - عَشِيَّةَ جاوَزنا حَماةَ وَشَيزَرا بِسَيرٍ يَضُجُّ العَودُ مِنهُ يَمُنه - أَخو الجَهدِ لا يُلوي عَلى مَن تَعَذَّرا وَلَم يُنسِني ما قَد لَقيتُ ظَعائِن - وَخَملاً لَها كَالقَرِّ يَوماً مُخَدَّرا كَأَثلٍ مِنَ الأَعراضِ مِن دونِ بَيشَة - وَدونَ الغُمَيرِ عامِداتٍ لِغَضوَرا فَدَع ذا وَسَل لا هُمَّ عَنكَ بِجِسرَةٍ - ذُمولٍ إِذا صامَ النَهارُ وَهَجَّرا تُقَطِّعُ غيطاناً كَأَنَّ مُتونَه - إِذا أَظهَرَت تُكسي مُلاءً مُنَشَّرا بَعيدَةُ بَينَ المَنكِبَينِ كَأَنَّما - تَرى عِندَ مَجرى الضَفرِ هِرّاً مُشَجَّرا تُطايِرُ ظِرّانَ الحَصى بِمَناسِمٍ - صِلابِ العُجى مَلثومُها غَيرُ أَمعَرا كَأَنَّ الحَصى مِن خَلفِها وَأَمامِه - إِذا نَجَلَتهُ رِجلُها خَذفُ أَعسَرا كَأَنَّ صَليلَ المَروِ حينَ تُشِذُه - صَليلِ زُيوفٍ يُنتَقَدنَ بِعَبقَرا عَلَيها فَتىً لَم تَحمِلِ الأَرضُ مِثلَهُ - أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى وَأَصبَرا هُوَ المُنزِلُ الآلافَ مِن جَوِّ ناعِطٍ - بَني أَسَدٍ حَزناً مِنَ الأَرضِ أَوعَرا وَلَو شاءَ كانَ الغَزوُ مِن أَرضِ حِميَرٍ - وَلَكِنَّهُ عَمداً إِلى الرومِ أَنفَرا بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَه - وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانِ بِقَيصَرا فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينُكَ إِنَّم - نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتَ فَنُعذَرا وَإِنّي زَعيمٌ إِن رَجِعتُ مُمَلَّك - بِسَيرٍ تَرى مِنهُ الفُرانِقَ أَزوَرا عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدي بِمَنارِهِ - إِذا سافَهُ العَودُ النُباطِيُّ جَرجَرا عَلى كُلِّ مَقصوصِ الذُنابى مُعاوِد - بَريدَ السَرى بِاللَيلِ مِن خَيلِ بَربَرا أَقَبَّ كَسَرحانِ الغَضى مُتَمَطِّر - تَرى الماءَ مِن أَعطافِهِ قَد تَحَدَّرا إِذا زُعتُهُ مِن جانِبَيهِ كِلَيهِم - مَشى الهَيدَبى في دَفِّهِ ثُمَّ فَرفَرا إِذا قُلتُ رَوَّحنا أَرَنَّ فُرانِقٌ - عَلى جَلعَدٍ واهي الأَباجِلِ أَبتَرا لَقَد أَنكَرَتني بَعلَبَكُّ وَأَهلُه - وَلَاِبنُ جُرَيجٍ في قُرى حِمصَ أَنكَرا نَشيمُ بَروقَ المُزنِ أَينَ مُصابُهُ - وَلا شَيءَ يُشفي مِنكِ يا اِبنَةَ عَفزَرا مِنَ القاصِراتِ الطَرفِ لَو دَبَّ مُحوِل - مِنَ الذَرِّ فَوقَ الإِتبِ مِنها لَأَثَّرا لَهُ الوَيلُ إِن أَمسى وَلا أُمُّ هاشِمٍ - قَريبٌ وَلا البَسباسَةُ اِبنَةَ يَشكُرا أَرى أُمَّ عَمروٍ دَمعُها قَد تَحَدَّر - بُكاءً عَلى عَمروٍ وَما كانَ أَصبَرا إِذا نَحنُ سِرنا خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةٍ - وَراءَ الحِساءِ مِن مَدافِعِ قَيصَرا إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُه - وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِب - مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا وَكُنّا أُناساً قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ - وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا وَما جَبُنَت خَيلي وَلَكِن تَذَكَّرَت - مَرابِطَها في بَربَعيصَ وَمَيسَرا أَلا رُبَّ يَومٍ صالِحٍ قَد شَهِدته - بِتاذِفَ ذاتِ التَلِّ مِن فَوقِ طَرطَرا وَلا مِثلَ يَومٍ في قُدارانَ ظِلته - كَأَنّي وَأَصحابي عَلى قَرنِ أَعفَرا وَنَشرَبُ حَتّى نَحسِبَ الخَيلَ حَولَنا - نِقاداً وَحَتّى نَحسِبَ الجَونَ أَشقرا قصيدة امرؤ القيس الكندي