أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا | إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ |
ليسَ حُبُ النِساءِ جهْداً و لكِنَ | قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جهْدُ الْبَلاءِ |
الإمام الشافعي
قصائد الشاعر الإمام الشافعي وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وهو ثالث الأئمة الأربعة للمسلمين السنة وصاحب المذهب الشافعي.
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي | وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها |
أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي | عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها |
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني | وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها |
أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي | طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها |
إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ | تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها |
فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها | حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها |
وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها | كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها |
وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم | فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها |
وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً | فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها |
وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها | وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها |
فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً | كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها |
وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ | عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها |
فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها | وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها |
فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها | مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها |
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا
صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا | من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا |
منْ صدْق الله لم ينلهُ أذى | و من رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا |
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا | وَ سافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ |
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ | وَ عِلمٌ وَ آدابٌ وَ صُحبَةُ ماجِدِ |
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَ مِحنَةٌ | وَ قَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ |
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ | بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَ حاسِدِ |
الناس للناس ما دام الوفاء بهم
الناسُ للناسِ مادامَ الوفاءُ بهم | والعسرُ واليسرُ أوقاتٌ وساعاتُ |
وأكرَمُ الناسِ ما بَين الوَرَى رَجلٌ | تُقْضى على يَدِه للنَّاسِ حاجاتُ |
لا تَقْطَعَنَّ يَدَ المَعروفِ عَنْ أَحَدٍ | ما دُمْتَ تَقْدِرُ فالأيامُ تَارَاتُ |
واشْكُرْ فَضِيلةَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جَعَلَتْ | إِلَيْكَ لا لَكَ عِنْد الناسِ حَاجَاتُ |
قد مات قومٌ و ما ماتت فَضائلُهُم | وعاشَ قَومٌ وهُم في الناسِ أمْواتُ |
نعيب زماننا والعيب فينا
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا | وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا |
وَنَهجو ذا الزَمانَ بِغَيرِ ذَنبٍ | وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا |
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ | وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا |