ما في المقام لذي عقل وذي أدب

ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِمِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ
سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُوَانصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ
إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُإن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ
وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ ما افتَرَسَتوَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ
وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةًلَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِوَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ
فَإِنْ تَغَرَّبَ هَذا عَزَّ مَطلَبُهُوَإِن تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كَالذَهَبِ
قصائد الإمام الشافعي

جهد البلاء

أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُواإنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ
ليسَ حُبُ النِساءِ جهْداً و لكِنَقُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جهْدُ الْبَلاءِ
قصائد الإمام الشافعي

جسمي لا جسمك النحيل

جِسمِيَ لا جِسمُكَ النَحيلُوَيا عَليلاً أَنا العَليلُ
حُمّاكَ حُمّايَ غَيرَ شَكٍّفَلَيتَني دونَكَ البَديلُ
حَمَيتُ نَفسي لَذيذَ عَيشٍإِذِ احتَمى ذَلِكَ الخَليلُ
وَحالَ مِن دونِهِ حِجابٌفَعادَني لَيلِيَ الطَويلُ
إِنّي لَأَرضى بِخَطِّ سَطرٍأَو أَن يَجيني لَهُ رَسولُ
من قصائد البحتري

غروب دمع من الأجفان تنهمل

غُروبُ دَمعٍ مِنَ الأَجفانِ تَنهَمِلُوَحُرقَةٌ بِغَليلِ الحُزنِ تَشتَعِلُ
وَلَيسَ يُطفِئُ نارَ الحُزنِ إِذ وَقَدَتعَلى الجَوانِحِ إِلّا الواكِفُ الخَضِلُ
إِن لَجَّ حُزنٌ فَلا بِدعٌ وَلا عَجَبٌأَو قَلَّ صَبرٌ فَلا لَومٌ وَلا عَذَلُ
عَمري لَقَد فَدَحَ الخَطبُ الَّذي طَرَقَتبِهِ اللَيالي وَجَلَّ الحادِثُ الجَلَلُ
لِلَّهِ أَيُّ يَدٍ بانَ الحِمامُ بِهامِنّا وَأَيَّةُ نَفسٍ غالَها الأَجَلُ
سَيِّدَةُ الناسِ حَقّاً بَعدَ سَيِّدِهِموَمَن لَها المَأثُراتُ السُبَّقُ الأُوَلُ
جَرى لَها قَدَرٌ حَتمٌ فَحَلَّ بِهامَكروهُهُ وَقَضاءٌ موشِكٌ عَجِلُ
فَكُلُّ عَينٍ لَها مِن عَبرَةٍ دِرَرٌوَكُلُّ قَلبٍ لَهُ مِن حَسرَةٍ شُغُلُ
عَمَّ البُكاءُ عَلَيها وَالمُصابُ بِهاكَما يَعُمُّ سَحابُ الديمَةِ الهَطِلُ
فَالشَرقُ وَالغَربُ مَغمورانِ مِن أَسَفٍباقٍ لِفِقدانِها وَالسَهلُ وَالجَبَلُ
مَثوبَةُ اللَهِ مِمّا فارَقَت عِوَضٌوَجَنَّةُ الخُلدِ مِما خَلَّفَت بَدَلُ
قُل لِلإِمامِ الَّذي آلاؤُهُ جُمَلٌوَبِشرُهُ أَمَلٌ وَسُخطُهُ وَجَلُ
لَكَ البَقاءُ عَلى الأَيّامِ يَقتَبِلُوَالعُمرُ يَمتَدُّ بِالنُعمى وَيَتَّصِلُ
وَالناسُ كُلُّهُمُ في كُلِّ حادِثَةٍفِداءُ نَعلِكَ أَن يَغتالَكَ الزَلَلُ
إِذا بَقيتَ لِدينِ اللَهِ تَكلَؤُهُفَكُلُّ رُزءٍ صَغيرُ القَدرِ مُحتَمَلُ
لَئِن رُزِقتَ الَّتي ما مِثلُها اِمرَأَةٌلَقَد أُتيتَ الَّذي لَم يُؤتَهُ رَجُلُ
صَبراً وَمَعرِفَةً بِاللَهِ صادِقَةًوَالصَبرُ أَجمَلُ ثَوبٍ حينَ يُبتَذَلُ
عَزَّيتَ نَفسَكَ عَنها بِالنَبِيِّ وَمافي الخُلدِ بَعدَ النَبِيِّ المُصطَفى أَمَلُ
وَكَيفَ نَرجو خُلوداً لَم يُخَصَّ بِهِمِن قَبلِنا أَنبِياءُ اللَهِ وَالرُسُلُ
عَمَّرَكَ اللَهُ في النَعماءِ مُبتَهِجاًبِها وَأَعطاكَ مِنها فَوقَ ما تَسَلُ
قصيدة البحتري

قالت لماذا تحدق نحو السما

قَالَتْ: لِمَاذَا تُحَدِّقُ نَحوَ السَّمَا
أَسَئِمتَ وجهِي أَم مَلِلتَ مِن الجِّدَالْ؟
قُلْتُ لَهَا: إِنِّي أَعَانِي في حَيْرَتِي
مُتَسَائِلاً مَن فِيكُمَا هُوَ الهِلالْ؟
كتبها الشاعر أحمد القيسي

رحلت عنك رحيل المرء عن وطنه

رَحَلتُ عَنكَ رَحيلَ المَرءِ عَن وَطَنِهوَرِحلَةَ السَكَنِ المُشتاقِ عَن سَكَنِه
وَما تَباعَدتُ إِلّا أَنَّ مُستَتِراًمِنَ الزَمانِ نَأَتهُ الدارُ عَن جُنَنِه
أُنسٌ لَوَ أَنّي بِنِصفِ العُمرِ مِن أَمَمٍأَشريهِ ما خِلتُني أَغلَيتُ في ثَمَنِه
فَإِن تَكَلَّفتُ صَبراً عَنكَ أَو مُنِيَتنَفسي بِهِ فَهوَ صَبرُ الطَرفِ عَن وَسَنِه
وَما تَعَرَّضتُ مِن شَينوخَ عارِفَةًإِلّا تَعَرَّضَ عُثنونٌ عَلى ذَقَنِه
فَاِسلَم أَبا صالِحٍ لِلمَجدِ تَعمُرُهُبِأَريَحِيَّةِ مَحمودِ النَثّا حَسَنِه
قصائد البحتري