وكأنما نهاري بدون ضوءٍ قد طلا |
وعشعشَ الليلُ برمتهِ في داخلي |
واني رجوت ربي خلف الملا |
صبراً فقد فاضت سيولاً ادمعي |
ما كنتُ مرا وابيت حقي في العلا |
وسرت بين نارين انا وكل كرامتي |
واخذتُ اعطي كل ماعندي بلا |
الا وكل ماعندي ب اللهِ لايكفي |
تبت يد الشعراء
تَبَّتْ يَدُ الشُّعراءِ بَلْ أَفواهُهُمْ |
أنَّى لَهُمْ أَسرَ الجَمَالِ بِقَافِيةْ |
مَا أَخذَلَ الحَرفِ الّذي حَالَفتُهُ |
وَ أَمَامَها هَا قَد بَدَى “لا” نَافِيَةْ |
ضَاعَتْ حُرُوفِيَ مِنْ لِسانِيَ رَهْبَةً |
و استَوحَشَتْ لُغَتِي وَ فَرَّتْ حَافِيَةْ |
وَ لَجَأتُ لِلقَلْبِ الّذَي مَا عَادَ لِي |
فَأحَالَنِي نَحوَ العُيُون الرَّافِيَةْ |
فَأَعَادَ حَاءٌ وَصلَهُ مَع بَائِهِ |
وَ بِرَايَةِ القَلبِ اِستَعَدتُ الجَافِيَةْ |
فَنَظَرتُهَا مُتَجَلِّداً مُتَحَيِّزاً |
لِلعَبقَرِيِّ وَ مَا أَتَى مِنْ خَافِيَةْ |
وَ رَأيتُ فِيها مَا عَلِمتُ وَ هَزَّنِي |
وَ نَهَرتُ صَمْتِي فَاستَحَالَ لِقَافِيَةْ |
فَالشِّعر ليلٌ مِنْ هُمُومٍ حَالِكٌ |
أَودَى بِقَلبِيَ وَ استَدَنتُ العَافِيَةَ |
الصُّبحُ زَيفٌ دُونَ خَلْعِ نِقَابِهَا |
و النَّارُ صَنْعَتُهَا لِتُقْبَسَ صَافِيَةْ |
وَ الأَنْفُ عِزٌ و اِفتِخَار مَلِيكَةٍ |
زُخِمَتْ حِمَاهَا بِالرُّفاتِ السَّافِيَةْ |
و الكَونُ سِجْنٌ لِلأَسِيرِ لِلَحظِهَا |
وَ الرِّمشُ سَوطٌ لا تَرُدُّه غَافِيَةْ |
وَ الثَّغْرُ يَاقُوتٌ يُغَطِّي لُؤلُؤاً |
تَكْفِي ابتِسَامَتُها وَ تُوصَفُ شَافِيَةْ |
و النَّحرُ مِحرَابٌ بِجِيْدٍ قُدِّمَت |
قُربانُه رُوحِي عَسَاهَا كَافِيَةَ |
نعي
آهٍ عَـلَى نَـفْـسٍ رَمَـتْ آمَالَهَا | في قَفْـرِ شَـقْوَتِها وَ وَادِيها السَّحيقْ |
قَوْلِي يَـكَادُ يَـخُوْنُـنِي رِفْقاً بِهَا | فَأَعُـودُ أَلْجُـمُهُ فَزَيْـفِيَ لَا يَلِيقْ |
نَعْيِـي لِنَفْسِي مَا أردت بُلُوْغَهَا | مِنِّي فَطُفْتُ عَلَى القَوَافِـلِ وَ الفَرِيقْ |
نَادَيْـتُهُم مَـنْ مُـنْشِدٌ عَنِّي لَهَا | قَالُوا لِـحَادِيْهم : أَلَا أَنْتَ الوَثِـيـقْ |
يَا حَادِيَ الظَعْن المُيَمِّمُ أَرْضَها | أَوْقِدْ عَلَى الحُزْنِ القُلُوْبَ عَلَى الطَرِيق |
أوْقِـدْ وَ لَا تَخْـشَ النَفَادَ فُحُبُّـهَا | يَجْنِي دُمُوعِـي خَازِنَاً دَنَّـاً عَتِيـقْ |
حُـزْنِي كَنَارٍ لِلأَكَاسِـرِ صَانَهَا | بًعْـدُ الدِّيَـارِ وَ سَــادِنٌ قَلْـبٌ رَقِيـقْ |
حُـزْنِي كَنارٍ لَا يَخِـفُّ أَوَارُهَـا | تكْفِيْكَ دَهْراً فِي المَـسِيْرِ وَ لَنْ تُطِيـقْ |
كَيْـفَ الـسَّبِيْلُ لِمَـنْ يُـرَنِّمُ ذِكْرَهَا | أَنْ لَا يَقُـولَ الآهَ حُـزْناً يَا صَدِيـق |
وَ إِذَا مررَتَ بِحَيِّهَا قِفْ قُلْ لَهَا | ضَاعَ المُتَيَّمُ فِي هَـوَاكِ بِلا رَفِيـقْ |
ذَهَبَ الوقار بِكَأسِ هَجْرٍ ذَاقَهَا | وَ صَحَا جُنُونٌ يَنْزِفُ الشِّعْرَ الحَرِيقْ |
قَالَ الدُّمُوعَ وَ قَالَ رُوْحاً مَا سَهَا | عَـنْ نَزْفِهَا ألماً و قهراً كالغريقْ |
كَالرَّمْلِ يَهْجُرُ سَاعَةً هُوَ عُمْرُهَا | إِنَّ الأُفُولَ لِكَوْكَبٍ يَـرِثُ البَرِيقْ |
لي شوق
ولي شوقُ لضوءِ عينيكِ يقتلني |
ك شوق فتئ بصحراءٍ الئ الماء |
اني وان طال الفراقُ واشتد الجفا |
أطيل السكوتَ وان فاق السماء |
لعلي انالُ مافي سكوتي ما لا |
اتاني من حبٍ عفيف صار البلاء |
أشواق العيد
مِـنْ مَـطْلِعِ الْحُبِّ حَتَّىْ آخِرِ الْشَفَقِ | أَزُفُّ لِـلْـصَّحْبِ أَشْـوَاقًـا مِــنَ الأَلَـقِ |
مَـنْ فَـاحَ فِـيْ الْـقَلْبِ أَشْـذَاءً تَمَلَّكَهُ | وَخَــطَّ مِـنْ نَـبْضِهِ حِـبْرًا عَـلَى وَرَقِ |
ضَلَلْتُ فِيْ حَالِـكَاتِ الْــدَّرْبِ مُـنْكَسِرًا | فَـرَدَّنِـيْ طَـيْـفُـهُ فِـيْ مَـجْمَعِ الْـطُّرُقِ |
يَــا عِيْــدُ جِـئْتُكَ مُـشْتَاقًا إِلَـىْ قَـمَرٍ | عَـلَـى الْـدُّرُوْبِ يُـجَلِّيْ عَـتْمَةَ الْـنَّفَقِ |
زاهٍ وَتَـــبْــرُقُ كَــالإِبْـرِيْــزِ وَجْــنَـتُـهُ | كَـأَنَّـهُ صَـفْـحَةٌ مِــنْ قِـطْـعَةِ الْـفَـلَقِ |
رَمَى بِسَهْمِ الْجَوَى فَارْتَدَّ فِيْ خَلَدِيْ | كَـرَمْيَةٍ مِـنْ شِـهَابِ الْـرَّصْدِ مُحْتَرِقِ |
وَجِئْتُ أَرْشُفُ كُـوْبَ الْشَّـايِ مُنْـفَرِدًا | فَـلَاحَ مِنْ وَجْهِـهِ بَدْرٌ عَلَىْ طَـبَـقِــيْ |
مَـا أَخْـلَقَ الْـحُسْنَ إِلَّا مِـنْ وَسَامَتِهِ! | وَمَـا أَلَـــذَّ الْـهَوَى مِـنْ طِـيْبِهِ الْعَبِقِ! |
سُـبْـحَـانَهِ صَــاغَـهُ سِـحْـرًا لِـنَـاظِرِهِ | وَأَبْـدَعَ الْـصُنْعَ فِـيْ خَلْقٍ وَفِيْ خُلُقِ |
ولما تلاقينا على سفح رامة
ولما تلاقينا على سفح رامة | وجدت بنان العامرية أحمرا |
فقلت خضبت الكف بعد فراقنا | فقالت معاذ الله ذلك جرى |
ولكنني لما رأيتك راحلاً | بكيت دماً حتى بللت به الثرى |
مسحت بأطراف البنان مدامعي | فصار خضاباً بالأكف كما ترى |