| شَكَوتُ إِلى وَكِيعٍ سوءَ حِفظي | فَأرشَدني إِلى تَركِ المَعاصي |
| وأخبرني بِأنَّ العلمَ نورٌ | ونورُ اللّهِ لا يُهدى لِعاصي |
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها
| يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها | يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا |
| هَلّا تَرَكتَ لِذي الدُنيا مُعانَقَةً | حَتّى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا |
| إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها | فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا |
لعمرك ما الدنيا بدار بقاء
| لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ | كَفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ |
| فَلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما | تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجهدِ بَلاءِ |
| حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ | وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ |
| فَلا تَمشِ يَوماً في ثِيابِ مَخْيلَةٍ | فَإِنَّكَ مِن طينٍ خُلِقتَ وَ ماءِ |
| لَقَلَّ امرُؤٌ تَلقاهُ لِلَّهِ شاكِرًا | وَقَلَّ امرُؤٌ يَرضى لَهُ بِقَضاءِ |
| وَلِلَّهِ نَعماءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ | وَلِلَّهِ إِحسانٌ وَفَضلُ عَطاءِ |
| وَما الدَهرُ يَوماً واحِدًا في اختِلافِهِ | وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ |
| وَما هُوَ إِلّا يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ | وَيَومُ سُرورٍ مَرَّةً وَرَخاءِ |
| وَما كُلُّ ما لَم أَرجُ أُحرَمُ نَفعَهُ | وَما كُلُّ ما أَرجوهُ أَهلَ رَجاءِ |
| أَيا عَجَباً لِلدَهرِ لا بَل لِرَيبِهِ | تَخَرَّمَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ إِخاءِ |
| وَمَزَّقَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ جَماعَةٍ | وَكَدَّرَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ صَفاءِ |
| إِذا ما خَليلٌ حَلَّ في بَرزَخِ البِلى | فَحَسبي بِهِ نَأياً وَبُعدَ لِقاءِ |
| أَزورُ قُبورَ المُترَفينَ فَلا أَرى | بَهاءً وَكانوا قَبلُ أَهلَ بَهاءِ |
| وَكُلٌّ رَماهُ واصِلٌ بِصَريمَةٍ | وَكُلٌّ رَماهُ مُلطِفٌ بِجَفاءِ |
| طَلَبتُ فَما أَلفَيتُ لِلمَوتِ حيلَةً | وَيَعيا بِداءِ المَوتِ كُلُّ دَواءِ |
| وَنَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بِنَمائِهَ | وَلِلنَقصِ تُنمي كُلُّ ذاتِ نَماءِ |
| كَم مِن مُفَدّاً ماتَ لَم أَرَ أَهلَهُ | حَبَوهُ وَلا جادوا لَهُ بِفِداءِ |
| أَمامَكَ يا نَدمانُ دارُ سَعادَةٍ | يَدومُ النَما فيها وَدارُ شَقاءِ |
| خُلِقتَ لِإِحدى الغايَتَينِ فَلا تَنَم | وَكُن بَينَ خَوفٍ مِنهُما وَرَجاءِ |
| وَفي الناسِ شَرٌّ لَو بَدا ما تَعاشَروا | وَلَكِن كَساهُ اللَهُ ثَوبَ غِطاءِ |
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
| تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ | هَذا مُحالٌ في القِياسِ بَديعُ |
| لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ | إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ |
أعلل النفس
| مَثَلُ التفوقُ في الحياةِ أفيونٌ مذاقهُ |
| ألذُ من تقبيلِ ثغرِ الفتناتِ الكواعبِ |
| فما الايامُ إلا مشاربٌ عساها |
| يوماً منَ الأيامِ تَصفوا لشاربِ |
| قارعتُ مع الأيام شتى الخطوبُ بها |
| و ذللتُ فيها عظيمَ المصاعبِ |
| فهذهِ الدنيا عشواءُ المسيرُ |
| سَتَلقى بها شتى صروفَ النوائبِ |
| فلا تبتأسْ إذا ما جانبكَ صفوٌ بها |
| و عللْ النفسْ في نيلِ المراتبِ |
| بها اخوانُ الجهالةُ لا عديدَ لَهمْ |
| و الناصحونُ الصيدُ فيها الأغاربِ |
| إني مشيتُ بِأرضها شرقاً و عرباً |
| وأتحفتنيْ و جادتْ بشتى العجائبِ |
| أرى النائباتَ تأتيْ تواليا كأنها |
| عصائبُ من غربانِ تتبعْ عصائبِ |
| فوجدتُ الصبرَ ترياقاً لدائها |
| و ما حفلتُ فيها بعتبٍ لعاتبِ |
| و إلا تُضَرِسْكَ بأنيابِ الخطوبِ |
| حتى تُعيدُكَ مخذولاً و خائبِ |
| و إلا عَدت عليكَ النائباتُ فصبراً |
| إني وجدتُ الصبر فيها أعزُ المناقبِ |
| و لا تَنسى رحمةْ الرحمنُ و العهدُ به |
| يُسقيكَ بفيضٍ من السحبِ السحائبِ |
| أرى مَنْ يبلغُ الستينَ مسلوبَ العزيمة |
| و الشغف منقلبْ نادمٌ و ليس بِتائبِ |
عيونه سلاحه
| عيونه سلاحه لاشفتها ترا تشهق الروح | وله عادتٍ ترا مايفارقها مايقبل التلماس |
| يحب المزح والضحك ويعتبر شي مُباح | ولاجيت المسه يصيح بعالي اصوت عناس |
| ونيتي طيبه عالم بها من عالم ما في اللوح | يازين بلمس كفيك تترك سود الاهداب النعاس |
| ياونتي ونت ونت من وطا على الجمر وصاح | انكان وطاته انداست القلب من الحب ينداس |
| ياقلب والله معذور مالقيت العلم الصحيح | حطيت قصتك وسط برواز وطاح ونقلتها فكراس |
| واليوم رويتها لنفسي ومع نفسي مطلوق السراح | من عقب ماكنت افكر الا في اسباب الاوناس |
| ياقلبي تكفخ مثل الطير لامن ذقت منه الجرح | وتعود مغصوب سبت الشوق العن احساس |
| ياليل ليه انا وياك على هالحال وليه انوح | ياليل فارقني معاد لي عندك اليوم مجلاس |
| خلاص يازماني تعبت انا من مجامل الارواح | يامحرق القلب هذا وداعك لك ولكثير الاجناس |
| غديت لي حيت ترا وسط الرمال وانا رايح | اخرتها كتبت لك الله لايردك وسط قرطاس |
| والله لو تكتب فالحاله صدري ضاق وهو شرح | ماحن عليك ولابرحمك وانا محمد عريب الساس |
| في ذمتي ماذل النفس ولا اهينها لاجل روح | مشكلتنا تجملنا في ناس تعذربنا لعنبوها هناس |