قولاَ لهذا السيدِ الماجدِ | قَوْلَ حَزِينٍ، مِثْلِهِ، فَاقِدِ |
هَيهَاتَ! ما في النّاسِ من خَالِدِ | لا بدَّ منْ فقدٍ ومنْ فاقدِ |
كُنِ المُعَزّى ، لا المُعَزّى بِهِ، | إنْ كانَ لا بدَّ منَ الواحدِ |
أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد
أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ | جلَّ المصابُ عن التعنيفِ والفندِ |
إني أجلكَ أن تكفى بتعزية ٍ | عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، يا خَيرَ مُفتقِدِ |
هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ | منها الجفونُ فما تسخو على أحدِ |
بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْ جزعٍ | وَقَدْ لجَأتُ إلى صَبرٍ، فَلَمُ أجِدِ |
لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ، | هيَ المواساة ُ في قربٍ وفي بعدِ |
لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ | كما شركتكَ في النعماءِ والرغدِ |
أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ، | وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ |
وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَة ً أبَداً، | و قدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ |
وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّ بها | عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ |
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ، | أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ |
هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَهُ | يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَ وَالوَلَدِ |
وَلَقَدْ عَلِمْتُ، وَمَا عَلِمْتُ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ، وَمَا عَلِمْـ | ـتُ، وَإنْ أقمتُ على صُدودِهْ |
أنّ الغَزَالَة َ وَالغَزَا | لَ، لَفِي ثَنَايَاهُ وَجِيدِهْ |
لا تطلبنَّ دنوَّ دا
لا تطلبنَّ دنوَّ دا | رٍ مِنْ حَبِيبٍ، أوْ مُعَاشِرْ |
أبقى لأسبابِ المودَّ | ة ِ أنْ تَزورَ وَلا تُجَاوِرْ |
الآنَ حينَ عرفتُ رشدي
الآنَ حينَ عرفتُ رشـ | ـدي ، فاغتديتُ على حذرْ |
وَنَهَيْتُ نَفْسِي فَانْتَهَتْ، | وَزَجَرْتُ قَلْبي فَانْزَجَرْ |
وَلَقَدْ أقَامَ، عَلى الضّلا | لَة ِ، ثمّ أذْعَنَ، وَاسْتَمَرّ |
هيهاتَ ، لستُ ” أبا فرا | س ” إنْ وفيتُ لمنْ غدرْ ! |
إن زرت خرشنة أسِيرا
إنْ زُرْتُ «خَرْشَنَة ً» أسِيرَا | فَلَكَمْ أحَطْتُ بها مُغِيرا |
وَلَقَدْ رَأيْتُ النّارَ تَنْـ | ـتَهِبُ المَنَازِلَ وَالقُصُورَا |
وَلَقَدْ رَأيْتُ السّبْيَ يُجْـ | ـلبُ نحونا حوَّا ، وحورا |
نَخْتَارُ مِنْهُ الغَادَة َ الْـ | ـحسناءَ ، والظبيَ الغريرَا |
إنْ طالَ ليلي في ذرا | كِ فقدْ نعمتُ بهِ قصيرا |
و لئنْ لقيتُ الحزن فيـ | ـكَ فقدْ لقيتُ بكِ السرورا |
وَلَئِنْ رُمِيتُ بِحادِثٍ، | فلألفينَّ لهُ صبورا |
صبرا ً لعلَّ اللهَ يفـ | ـتحُ بعدهُ فتحاً يسيراً |
منْ كانَ مثلي لمْ يبتْ | إلاّ أسِيراً، أوْ أمِيرا |
لَيْسَتْ تَحُلّ سَرَاتُنَا | إلا الصدورَ أو القبورا |