زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ

زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ و أنتَ عليَّ والأيامُ إلبُ
وَعَيْشُ العالَمِينَ لَدَيْكَ سَهْلٌ، و عيشي وحدهُ بفناكَ صعبُ
وَأنتَ وَأنْتَ دافعُ كُلّ خَطْبٍ، معَ الخطبِ الملمِّ عليَّ خطبُ
إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَ جُرْمٌ و كمْ ذا الإعتذارُ وليسَ ذنبُ؟
فلا بالشامِ لذَّ بفيَّ شربٌ وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّ قَلْبُ
فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍ جَريحٍ بهِ لحوادثِ الأيامِ ندبُ
أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ ؟ وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِ كِذْبُ؟
جناني ما علمتَ ، ولي لسانٌ يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَ عَضْبُ
وزندي ، وهوَ زندكَ ، ليسَ يكبو وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَ تخبو
و فرعي فرعكَ الزاكي المعلى وَأصْلي أصْلُكَ الزّاكي وَحَسْبُ
” لإسمعيلَ ” بي وبنيهِ فخرٌ وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيهِ عُجْبُ
و أعمامي ” ربيعة ُ “و هيَ صيدٌ وَأخْوَالي بَلَصْفَر وَهْيَ غُلْبُ
و فضلي تعجزُ الفضلاءُ عنهُ لأنكَ أصلهُ والمجدُ تربُ
فدتْ نفسي الأميرَ ، كأنَّ حظي وَقُرْبي عِنْدَهُ، مَا دامَ قُرْبُ
فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُ دُوني، و أصبحَ بيننا بحرٌ و” دربُ”
ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَ بَعْدِي و يبلغني اغتيابكَ ما يغبُّ
فقلْ ما شئتَ فيَّ فلي لسانٌ مليءٌ بالثناءِ عليكَ رطبُ
و عاملني بإنصافٍ وظلمٍ تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَا تَحِبّ

لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ أنّنا

لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ أنّنا بنا يدركُ الثأرُ الذي قلَّ طالبهْ
وَأنّا نَزَعْنَا المُلْكَ مِن عُقْرِ دَارِهِ و ننتهكُ القرمَ الممنعَ جانبهْ
وَأنّا فَتَكْنَا بِالأغَرّ ابنِ رَائِقٍ عَشِيّة َ دَبّتْ بِالفَسَادِ عَقَارِبُه
أخَذْنَا لَكُمْ بِالثّار ثَارِ عُمَارَة ٍ، و قد نامَ لمْ ينهدْ إلى الثأرِ صاحبهْ

و زائرٍ حببهُ إغبابهُ

و زائرٍ حببهُ إغبابهُ طَالَ عَلى رَغمِ السُّرَى اجتِنابُهُ
وافاهُ دهرٌ عصلٌ أنيابهُ واجتابَ بطنانَ العجاجِ جابهُ
يدأبُ ما ردَّ الزمانُ دابهُ وَأرْفَدَتْ خَيْرَاتُهُ وَرَابُهُ
وافى أمامَ هطلهِ ربابهُ باكٍ حزينٌ ، رعدهُ انتحابهُ
جاءتْ بهِ ، مسيلة ً أهدابهُ ، رَائِحَة ٌ هُبُوبُهَا هِبَابُهُ
ذيالة ً ذلتْ لها صعابهُ ركبُ حيَّا كانَ الصبا ركابهُ
حَتى إذَا مَا اتّصَلَتْ أسْبَابُهُ وضربتْ على الثرى عقابهُ
و ضربتْ على الربا قبابهُ وَامْتَدّ في أرْجَائِهِ أطْنَابُهُ
وَتَبِعَ انْسِجَامَهُ انْسِكَابُهُ وَرَدَفَ اصْطِفَاقَهُ اضْطِرَابُهُ
كأنما قدْ حملتْ سحابهُ ركنَ شروري واصطفتْ هضابهُ
جَلّى عَلى وَجْهِ الثّرى كِتَابُهُ وَشَرِقَتْ بِمَائِهَا شِعَابُهُ
و حليتْ بنورها رحابهُ كَأنّهُ لَمّا انْجَلَى مُنْجَابُهُ
و لمْ يؤمنْ فقدهُ إيابهُ شيخٌ كبيرٌ عادهُ شبابهُ

ولا تصفنَّ الحربَ عندي فإنها

و لا تصفنَّ الحربَ عندي فإنها طَعَامِيَ مُذْ بِعْتُ الصِّبَا وَشَرَابي
و قد عرفتْ وقعَ المساميرِ مهجتي و شققَ عنْ زرقِ النصولِ إهابي
وَلَجّجْتُ في حُلوِ الزّمَانِ وَمُرّهِ، وَأنْفَقْتُ مِن عُمرِي بِغَيْرِ حِسابِ

منْ لي بكتمانِ هوى شادنٍ

منْ لي بكتمانِ هوى شادنٍ عيني لهُ عونٌ على قلبي ؟
عرَّضتُ صبري وسلوى لهُ فاستشهدا في طاعة ِ الحبِّ

لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ

لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ إلى أنْ تَرَدّى رَأسُهُ بِمَشِيبِ
و بتنا كغصني بانة ٍ عابثتهما إلى الصّبْحِ رِيحَا شَمْألٍ وَجَنُوبِ
بحالٍ تردُّ الحاسدينَ بغيظهمْ و تطرفُ عنا عينَ كلِّ رقيبِ
إلى أنْ بَدَا ضَوْءُ الصّبَاحِ كَأنّهُ مَبَادِي نُصُولٍ في عِذَارِ خَضِيبِ
فَيَا لَيْلُ قَد فَارَقْتَ غَيرَ مُذَمَّمٍ، و يا صبحُ قدْ أقبلتَ غيرَ حبيبِ