مـــالـــي ارى الـــريـــح مــخـاصـمـة اشــرعــتـي ؟ |
و لا نــــســــيــــمـــا يــــــــفـــــــرح قـــــلـــــبـــــي |
مـــــا انـــزلــت اشــرعــتـي و ان طــــال غــيـابـك |
فـــــــــــان فـــــــــــي رجــــــوعـــــك الــــــفـــــرح |
فـانـي اخــاف ان انـزلـها فـتهجري يـاريح مـركبي |
و ان تظل طول الدهر منزلت فمارفعت لغيرك ابدا |
أين الشهامة
أينَ الشَّهامةُ أينَ الدينُ والهِمَمُ؟ |
أينَ القَساوةُ في أُنسٍ إذا نقِموا؟ |
أمَا بَصَرتُم بغيرِ الشجبِ مَنقبةً؟ |
يا أمةٌ هَزأتْ من ذلِّها الأممُ؟ |
أمَا تبقَّى لديكم مُدركٌ فَهِمٌ؟ |
وما تبقَّى إلا المُسنُّ والهَرِمُ |
الذئبُ يَنهبُ هذا اليومَ أرضَكُمُ |
أمَا ترونَ بأنَّ الذِّئبَ يَلتَهِمُ؟ |
أمَا تروهُ لأرضِ اللهِ يسلبُها |
والذئبُ قُدسكُمُ يا خَلقُ تقتسمُ |
فكيفَ نلقى بهذا السكتِ نشوتَكمْ؟ |
إنْ كنتمُ عُمياً .. هل صابكمُ صَمَمُ؟ |
فما كأنَّ بأرضِ اللهِ دينكُمُ |
وما كأنَّ القُدسَ اليومَ قُدسكُمُ |
أمَا لدينِ اللهِ اليومَ مُنتَقمٌ؟ |
أمَا لدينِ اللهِ اليومَ مُلتَحمُ؟ |
أينَ الفيالِقُ للإخوانِ نصرفُها؟ |
كيفَ الأعادي؟ وهلْ من نارِها سلموا؟ |
وما لَكُم فيها يا خَلْقُ من رِفعةٍ |
وما لكم فيها عِزٌّ ولا كَرمُ |
ففي عدوِّكمُ صبرٌ وتحمُّلٌ |
وفي الأخلَّاءِ ذاكَ الضيقِ والسأَمُ |
من أينَ جئتم بهذا الجوْرِ من ذُلَّةٍ؟ |
فما أظنُّ بُحكمِ الحَيِّ تحتكموا |
وما أظنُّ كتابَ رَبّي أرشدَكم |
وما أظنُّ بحبلِ رَبّي تعتصموا |
وما كأنَّ نَبيَّ اللهِ نبيُّكُم |
وما كأنَّ عُمَر قد كانَ جَدَّكُمُ |
وما كأنَّ علياً وِرثُهُ عِزَّةٌ |
باتتْ تخاصمَهُ الأحزَابُ والعجمُ |
حتّى بَقينَا نُساقُ كالمَواشي هنا |
لِذَا خَضعنا كَما الجواري والخَدَمُ |
فما ثَبَتنا بحقِّ رَبِّي بعدهُمُ |
ولا بَلَغنا بيومٍ فَوقَ القِمَمُ |
مفتاح الحياة
وأقتل الجهل كي تعيش مُنَعماً |
من لم يقتل الجهل مات من الألم ِ |
بالعلم تحيا النفوس وأن كانت مريضة ُ ُ |
وبالجهل يشقى أهل المال والنِعَم ِ |
شمائل
ألمحتُ في المدينةٍ ظبياً | سمراءُ و ذي تمائمْ |
سُبحانَ الذي اثرى على | يديْ ريا المعاصمْ |
فودها اريجُ وردٌ | و الثغرُ يجودُ بالمكارمْ |
و الجمرُ على الخدينِ وهجاً | و الشذى على حمرِ المباسمْ |
شعرُها على المتنينِ دانيٍ | اسودٌ كلونِ الليلِ قاتمْ |
و على الفودينِ كثٌّ | يَسعى كما تسعى النسائمْ |
في أصلِها فرعُ عدنانْ | و النهى و جودُ حاتمْ |
تَنأى عن الوشاةِ عمداً | و هديلها صوتُ الحمائمْ |
كريمةُ المحتدْ و النهى | ومن صلبِ الأكارمْ |
هيفاء على الجيدِ ترنحْ | و الثغرُ على الدوامِ باسمْ |
و الكلامُ منها بلسمْ | سلافُ تسقيهُ الغمائمْ |
ما اطيبُ عهدنا و أجمَلْ | و الفؤادُ في هواكِ هائم ْ |
فليذهبُ العذالُ شتى | ما دامتُ في هواكِ ناعمْ |
أجوبُ في بحرِ الهوى و اسرفْ | طَرِبٌ فيه و لستُ نادمْ |
مدينتي الدجيل
خليليَّ منْ رهطِ السلاميَ و خزرجٍ |
عوجا عليَّ بالدارِ و انتظرانيْ |
و قصّا عليَّ الحوادثَ كلها و عنْ |
صروفِ الدهرِ قولا و حدثانيْ |
وافياني بأخبارِ الأحبةِ كلهمُ و مآثرَ |
الجيلِ من الفتياتِ و الصبيانِ |
تذكرتُ المرابعَ و ايامَ الصبا |
و هاجتْ ليَ الذكرى اسى الوجدانِ |
يقرُ بعينيْ أنَّ الدُجيلَ فخورةٌ |
بأننيَ صغتُ الجراحةَ طوعَ بنانيْ |
أُقَلِبُ أطرافَ الحَديثِ و صُحبَةٍ |
كأني أُناجيَ التوبادَ و الريانِ |
يا حبذا ارضُ الدجيلُ اذا سرتْ |
ريحُ الصبا و إخضَّرتْ الوديانِ |
فيها بساتينُِ النخيلُ ظليلةٌ و بها |
لذيذُ التمرُ و الأعنابِ و الرمانِ |
هنا تعلمتُ الحديثَ و نظمه و |
تداولتْ اطرافَ الكتابِ بنانيْ |
فان ليَّ في ارضِ الدجيلِ لبانةٌ لما |
تزلْ تُشجي سويدا القلبِ بالخفقانِ |
خذاني إلى كلِ الأزقةِ بالحمى و خبرا |
جميعَ اهلِ الحي و الجيرانِ |
خذاني إلى دارِ المعلمِ كي اشيدُ |
بهم و أواسيهمُ بالشكرِ و العرفانِ |
خذني إلى النهرينِ جفتْ منابعهمْ |
و أقرأُ على تلِ الأببترِ شجوَ أحزاني |
بلغني أنَّ المنونَ وافتْ بعضهمْ |
خبرٌ يهيّجُ الوجدانَ و الأشجانِ |
فكتبتُ ابياتاً حزينةً ومزجتُ |
المدادَ بدمعِ العينِ سطّرتُ بيانيْ |
تغربتُ فاصبتُ بها شهداً و صاباً |
و نقشتُ بها على جدارِ الصمتِ احزانيْ |
إنّي التمستُ قاضي الدهرَ ثمَ |
اشتكيتُهُ فالويلْ كلَ الويلِ للحدثانِ |
ان الرجال
ان الرجال وان ضاقت دُنيتهمْ |
لهم ملاذا في الارضِ أصحابُ |
من الله اتوا صحبتي لا من عدمْ |
ولا رحيلَ لهم باتوا بالقلبِ احبابُ |