| أَبولُّو، مَرحَباً بك يا أَبولُّو | فإنك من عكاظِ الشعرِ ظل |
| عكاظُ وأنتِ للبلغاءِ سوقٌ | على جَنَباتِها رحَلوا وحلُّوا |
| وبنبوعٌ من الإنشادِ صافِ | صدى المتأَدِّبين به يُقَلُّ |
| ومضمارٌ يسوقُ إلى القوافي | سوابقها إذا الشعراءُ قلُّوا |
| يقول الشِّعرَ قائلُهم رصيناً | ويُحسِنُ حين يُكثِرُ أَو يُقِلُّ |
| ولولا المحسنونَ بكلِّ أرضِ | لما ساد الشُّعُوبُ ولا استقلُّوا |
| عسى تأتيننا بمعلَّقاتً | نروحُ على القديمِ بها ندلُّ |
| لعلَّ مواهباً خفيتْ وضاعت | تذاعُ على يديكِ وتستغلُّ |
| صحائِفُكِ المدبَّجَة ُ الحواشي | ربى الوردِ المفتَّح أو أجلُّ |
| رياحينُ الرِّياضِ يملُّ منها | وريحانُ القرائحِ لا يملُّ |
| يمهِّدُ عبقريُّ الشِّعر فيها | لكلِّ ذخيرة ٍ فيها محلُّ |
| وليس الحقُّ بالمنقوصِ فيها | ولا الأعراضُ فيها تستحلُّ |
| وليستْ بالمجالِ لنقدِ باغٍ | وراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وغِلُّ |
بي مثلُ ما بكِ ياقمريَّة َ الوادي
| بي مثلُ ما بكِ ياقمريَّة َ الوادي | ناديتُ ليلى ، فقومي في الدُّجى نادي |
| وأرسلي الشَّجوَ أسجاعاً مفصَّلة ً | أَو رَدّدِي من وراءِ الأَيْكِ إنشادي |
| لاتكتمي الوجدَ ، فالجرحانِ من شجنٍ | ولا الصببابة َ ، فالدمعان من وادِ |
| تذكري : هل تلاقينا على ظمإٍ ؟ | وكيف بلَّ الصَّدى ذو الغلَّة ِ الصادي |
| وأَنتِ في مجلِسِ الرَّيحان لاهية ٌ | ما سِرْتِ من سامرٍ إلا إلى نادي |
| تذكري قبلة ً في الشَّعرِ حائرة ً | أضلَّها فمشتْ في فرقكِ الهادي |
| وقُبلة ً فوقَ خدٍّ ناعمٍ عَطِرٍ | أَبهى من الوردِ في ظلِّ النّدَى الغادي |
| تذكري منظرَ الوادي ، ومجلسنا | على الغديرِ، كعُصفورَيْنِ في الوادي |
| والغُصنُ يحنو علينا رِقَّة ً وجَوى ً | والماءُ في قدمينا رائحٌ غادِ |
| تذكري نعماتٍ ههنا وهنا | من لحنِ شادية ٍ في الدَّوحِ أَو شادي |
| تذكري موعداً جادَ الزمان به | هل طِرتُ شوقاً؟ وهل سابقتُ مِيعادي؟ |
| فنلتُ ما نلتُ من سؤلٍ ، ومن أملٍ | ورحتُ لم أحصِ أفراحي وأعيادي ؟ |
يا شراعاً وراءَ دجلة َ يجري
| يا شراعاً وراءَ دجلة َ يجري | في دموعي تجنبَتكَ العَوادي |
| سِر على الماءِ كالمسيحِ رُويداً | واجر في اليمِّ كالشعاع الهادي |
| وأْتِ قاعاً كرفرَفِ الخلدِ طِيباً | أو كفردوسهِ بشاشة َ وادي |
| قفْ ، تمهَّل ، وخذ أمانا لقلبي | من عيونِ المهَا وراءَ السَّوادِ |
| والنُّواسِيُّ والنَّدامَى ؛ أَمِنْهُمُ | سامرلٌ يملأُ الدُّجى أو نادِ ؟ |
| خطرتْ فوقه المهارة ُ تعدو | في غُبارِ الآباءِ والأَجداد |
| أمَّة ٌ تنشىء الحياة َ ، وتبني | كبِناءِ الأُبوَّة ِ الأَمجاد |
| تحتَ تاجٍ من القرابة والمُلـ | ـكِ على فَرْقِ أَرْيحيٍّ جواد |
| ملك الشطِّ، والفراتيْنِ، والبطـ | ـحاءِ، أَعظِمْ بِفَيْصَلٍ والبلاد |
عفيغُ الجهرِ والهمسِ
| عفيغُ الجهرِ والهمسِ | قَضَى الواجِبَ بالأَمْسِ |
| ولم يَعْرِضْ لِذِي حقٍّ | بِنُقصانٍ ولا بَخْس |
| وعندَ الناس مجهولٌ | وفي أَلْسُنِهِمْ مَنْسِي |
| وفيه رقَّة ُ القلْبِ | لآلامِ بَني الجنْسِ |
| فلا يغبطُ ذا نعمى | ويَرْثِي لأَخي البُؤسِ |
| وللمحرومِ والعافي | حواليْ زادهِ كرسي |
| وما نَمَّ، ولا هَمَّ | بِبَعْضِ الكَيْدِ والدَّسِّ |
| ينامُ الليلَ مَسْروراً | قليلَ الهمِّ والهجس |
| ويُصْبحُ لا غُبارَ على | سَرِيرَتِهِ كما يُمْسِي |
| فيا أَسعدَ من يَمشي | على الأرضِ من الإنس |
| ومَنْ طَهَّرَهُ الله | من الرِّيبَة ِ والرِّجْسِ |
| أَنِلْ قَدْرِيَ تشْريفاً | وهبْ لي قربكَ القدسي |
| عسى نَفسُكَ أَن تُدمـ | ـج في أَحلامِها نَفسي |
| فالقى بعض ما تلقى | من الغبطة ِ والأنسِ ! |
وجَدْتُ الحياة َ طريقَ الزُّمَرْ
| وجَدْتُ الحياة َ طريقَ الزُّمَرْ | إلى بعثة ٍ وشءون أخر |
| وما باطِلاً يَنزِلُ النازلون | ولا عبثاً يزمعون السَّفرْ |
| فلا تَحتَقِرْ عالَماً أَنتَ فيه | ولا تجْحَدِ الآخَرَ المُنْتَظَر |
| وخذْ لكَ زادينِ : من سيرة | ومن عملٍ صالحٍ يدخرَ |
| وكن في الطريقِ عفيفَ الخُطا | شريفَ السَّماعِ، كريمَ النظر |
| ولا تخْلُ من عملٍ فوقَه | تَعشْ غيرَ عَبْدٍ، ولا مُحتَقَر |
| وكن رجلاً إن أتوا بعده | يقولون : مرَّ وهذا الأثرْ |
قدَّمْتُ بين يَدَيَّ نَفْساً أَذنبَتْ
| قدَّمْتُ بين يَدَيَّ نَفْساً أَذنبَتْ | وأتيتُ بين الخوفِ والإقرار |
| وجعلتُ أستُر عن سواك ذنوبها | حتى عييتُ ، فمنَّ لي بستار ! |