من يأت عواما ويشرب عنده

مَنْ يأتِ عَوّاماً وَيَشْرَبْ عِنْدَهُ – يَدَعِ الصّيامَ وَلا تُصَلّى الأرْبَعُ
وَيَبِيتُ في حَرَجٍ، وَيُصْبِحُ هَمُّهُ – بَرْدَ الشّرَابِ، وَتَارَةً يَتَهَوّعُ
وَلَقَدْ مَررْتُ بِبابِهِمْ، فَرَأيْتُهُمْ – صَرْعَى… قَائِماً يَتَتَعْتَعُ
فَذَكَرْتُ أهْلَ النّارِ حينَ رَأيْتُهُم – وَحَمِدْتُ خائِفَنا عَلى ما يَصْنعُ
قصيدة لشاعر العصر الأموي الفرزدق

ألا قبح الله الكروس

ألا قَبَحَ الله الكَرَوَّسَ، وَالّتي – مَشَتْ سَنَةً في بَطْنِهَا بالكَرَوْسِ
أعثْيانُ إن تُشرِفْ على شِعب ضَاحِكٍ – تجدْ فيه أوْصَال القَعودِ المُكَرْدَسِ
أبيات قصيرة للشاعر الفرزدق

رعاء الشاء زيد مناة كانوا

رِعَاءُ الشّاءِ زيْدُ مَنَاةَ كَانُوا – بِكَاظِمَةِ العِرَاقِ بَني لَكَاعا
وَلَوْ شَهِدَتْ بَني ذَهْلٍ لحَامُوا – على أحْسَابِ ضَبّةَ أنْ تُضَاعا
أبيات قصيرة لشاعر العصر الأموي الفرزدق

أظن رجال الدرهمين تسوقهم

أظُنّ رِجَالَ الدّرْهَمَينِ تَسُوقُهُم – إلى قَدَرٍ، آجالُهُمْ وَمصَارِع
وَأحْزَمُهُمْ مَنْ قَرّ في قَعْرِ بَيْتِه – وَأيْقَنَ أنّ العَزْمَ لا بُدّ وَاقع
أبيات شعر قصيرة للفرزدق

إن أمامي خير من وطئ الحصى

إنّ أمامي خَيرَ مَنْ وَطىءَ الحَصَى – لذي هِمّةٍ يَرْجو الغِنى أوْ لِغارِمِ
فَقَالوا: فَعَلَنا، حَسبُنا الله، وَانْتَهَوْا – جَدِيلَةَ أمْرٍ يَقْطَعُ الشّكَّ عازِمِ
إذا لمْ يكنْ حِصْنٌ سَوى الخَيلِ وَالقَنا – يُلاذُ بهِ، والمُرْهَفاتِ الصّوَارِمِ
ولمّا مَضَوْا عَنْ خَيرِ سُنّةِ مَعْشَرٍ – وَقامَ سُلَيْمانٌ أتَتْ خَيرَ قائِمِ
فَألقَتْ لعهُ الأيّامُ كُلَّ خَبيئَةٍ – عَلى ذِرْوَةٍ لا تُرْتقَى بِالسّلالِمِ
أبيات شعر للفرزدق

أناخ اليكم طالب طال ما نات

أناخَ إلَيكُمْ طالِبٌ طَالَ ما نَأت – بهِ الدّارُ دانٍ بالقرابةِ عَالِمِ
تَذَكّرَ أيْنَ الجَابِرُونَ قَنَاتَهُ – فَقَال: بَنُو عَمّي أبانُ بنُ دارِمِ
رَمَوْا لي رحلي إذ أنَخْتُ إلَيهِمُ – بِعُجْمِ الأوَابي واللِّقَاحِ الرّوَايِمِ
وَقالُوا ابنُ لَيْلى سَوْفَ يَضْمَنُ للّتي – بها يُطْلَقُ الجَاني، شَديدَ الشكائِمِ
لَهُم عَدَدٌ في قَوْمِهِمْ شَافعُ الحَصَى – وَدَثْرٌ من الأنْعامِ غَيرُ الأصَارِمِ
فإني وإيّاهُمْ كَذِي الدّلُو أوْرَدَت – على مَائِحِ مَنْ يَأتِهِ غَيرُ لائِمِ
تَجاوَزْتُ أقْوَاماً إلَيكُمْ، وَإنّهُم – ليَدْعُونَني، فاختَرْتُكُمْ للعظائمِ
وَكُنْتُمْ أُنَاساً كانَ يُشفَى بمالِكُم – وَأحْلامِكُمْ صَدْعُ الثّأى المُتَفاقِمِ
هُمُ ما هُمُ عندَ الحَفيظَةِ وَالقِرَى – وَضَرْبِ كِباشِ القَوْمِ فوْقَ الجماجمِ
وَإنّ مُناخي فيكُمُ سَوْفَ يَلْتَقي – بهِ الرّكْبُ مِنْ نَجْدٍ وَأهلِ المَوَاسِم
وَأينَ مُناخي بَعْدَكُمْ، إنْ نَبَوْتُم – عَليّ، وَهَلْ تَنْبُو ظُبَاتُ الصّوَارِمِ
ألَيْسَ أبي أدْنى أباكُمْ، وَأنْتُمُ – بمَا انَ يَلقَى سَيفُهُ كلَّ جارِمِ
فَما إخُوَةٌ مِنّا نُبَايِعُكُمْ بهِم – بحَبْسٍ على المَوْلى وَتَنكِيلِ ظالمِ
قصيدة لشاعر العصر الأموي الفرزدق