يَقولونَ لي يَوماً وَقَد جِئتُ حَيَّهُم – وَفي باطِني نارٌ يُشَبُّ لَهيبُها |
أَما تَختَشي مِن أُسدِنا فَأَجَبتُهُم – هَوى كُلَّ نَفسٍ أَينَ حَلَّ حَبيبُها |
أحن إلى نجد وإني لآيس
أَحِنُّ إِلى نَجدٍ وَإِنّي لَآيِسٌ – طَوالَ اللَيالي مِن قُفولٍ إِلى نَجدِ |
وَإِن يَكُ لا لَيلى وَلا نَجدُ فَاِعتَرِف – بِهَجرٍ إِلى يَومِ القِيامَةِ وَالوَعدِ |
ألا أيها النوام ويحكم هبوا
أَلا أَيُّها النوّامُ وَيَحكُمُ هُبّوا – أُسائِلُكُم هَل يَقتُلُ الرَجُلَ الحُبُّ |
فَقالوا نَعَم حَتّى يَرُضَّ عِظامَهُ – وَيَترُكَهُ حَيرانَ لَيسَ لَهُ لُبُّ |
فَيا بَعلَ لَيلى كَيفَ يُجمَعُ شَملُنا – لَدَيَّ وَفيما بَينَنا شَبَّتِ الحَربُ |
لَها مِثلُ ذَنبي اليَومَ إِن كُنتُ مُذنِباً – وَلا ذَنبَ لي إِن كانَ لَيسَ لَها ذَنبُ |
اقرأ على الوشل السلام وقل له
اِقرَأ عَلى الوَشلِ السَلامَ وَقُل لَهُ – كُلُّ المَشارِبِ مُذ هَجَرتَ ذَميمُ |
جَبَلٌ يَزيدُ عَلى الجِبالِ إِذا بَدا – بَينَ الذَرائِعِ وَالحُثومِ مُقيمُ |
تَسري الصَبا فَتَبيتُ في أَلوادِهِ – وَيَبيتُ فيهِ مَعَ الشَمالِ نَسيمُ |
سُقياً لِظِلِّكِ بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى – وَلِبَردِ مائِكَ وَالمِياهُ حَميمُ |
لَو كُنتُ أَملِكُ مَنعَ مائِكَ لَم يَذُق – ما في قِلاتِكَ ما حَيِيتُ لَئيمُ |
أما والذي أرسى ثبيرا مكانه
أَما وَالَّذي أَرسى ثَبيراً مَكانَهُ – عَلَيهِ السَحابُ فَوقَهُ يَتَنَصَّبُ |
وَما سَلَكَ الموماةَ مِن كُلِّ حَسرَةٍ – طَليحٍ كَجَفنِ السَيفِ تَهوي فَتُركَبُ |
لَقَد عِشتُ مِن لَيلى زَماناً أُحِبُّها – أَخا المَوتَ إِذ بَعضُ المُحِبّينَ يَكذُبُ |
ليالي أصبو بالعشي وبالضحى
لَيالِيَ أَصبو بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى – إِلى خُرَّدٍ لَيسَت بِسودٍ وَلا عُصلِ |
مُنَعَّمَةِ الأَطرافِ هَيفٍ بُطونُها – كَواعِبَ تَمشي مَشيَةَ الخَيلِ في الوَحلِ |
وَأَعناقُها أَعناقُ غِزلانِ رَملَةٍ – وَأَعيُنُها مِن أَعيُنِ البَقَرِ النُجلِ |
وَأَثلاثُها السُفلى بُرادِيُّ ساحِلٍ – وَأَثلاثُها الوُسطى كَثيبٌ مِنَ الرَملِ |
وَأَثلاثُها العُليا كَأَنَّ فُروعَها – عَناقيدُ تُغذى بِالدِهانِ وَبِالغِسلِ |
وَتَرمي فَتَصطادُ القُلوبَ عُيونُها – وَأَطرافَها ما تُحسِنُ الرَميَ بِالنَبلِ |
زَرَعنَ الهَوى في القَلبِ ثُمَّ سَقَينَهُ – صُباباتِ ماءِ الشَوقِ بِالأَعيُنِ النُجلِ |
رَعابيبُ أَقصَدنَ القُلوبَ وَإِنَّما – هِيَ النَبلُ ريشَت بِالفُتورِ وَبِالكُحلِ |
فَفيمَ دِماءُ العاشِقينَ مُطِلَّةٌ – بِلا قَوَدٍ عِندَ الحِسانِ وَلا عَقلِ |
وَيَقتُلنَ أَبناءَ الصَبابَةِ عَنوَةً – أَما في الهَوى يا رَبِّ مِن حَكَمٍ عَدلِ |