| فلتجري بنا الاقدار بلا خوف ولا عجل | لنبغي دروب طالة عن مراعينا |
| لا يهدم المرء من فقر ومن عوز | يهدّم المرء بصروحٍ كانت تواسينا |
| نمضي سنينا نذكر ما فات من أجلي | ونتجرع السم بكأس أسميناه ماضينا |
| لا تلم نفسا ولا حظا ولا قدرِ | ما خُطّ بالغيبِ حتمًا مُلاقينا |
سحر كلماتي
| لَا تَعْجَبِي يَا أَجْمَلَ المَلِكَاتِ |
| مِنْ سِرِّ هَذَا السِّحْرِ فِي كَلِمَاتِي |
| فَالسِّرُّ يَكْمُنُ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي |
| وَبِهِ طَرِيقُ سَعَادَتِي وَنَجَاتِي |
| عَيْنَاكِ كَالسَّيَّافِ قَدْ سَفَكَتْ دَمِي |
| وَجَرَى كَمَا الأَنْهَارِ فِي الفَلَوَاتِ |
| فَتَخَضَّبَتْ فِيهِ الحُقُولُ وَأَزْهَرَتْ |
| وَرْدًا يُحَاكِي حُمْرَةَ الوَجْنَاتِ |
| صُلِبَتْ عَلَى نَخْلِ الرُّمُوشِ حُشَاشَتِي |
| وَالشَّفْرُ يَذْبَحُنِي كَذَبْحِ الشَّاةِ |
| فَنَحَتُّ مِنْ بَعْضِ الضُّلُوعِ يَرَاعَةً |
| وَمِنَ الدِّمَاءِ مَلَأْتُ حِبْرَ دَوَاتِي |
| وَبِهِ كَتَبْتُ قَصَائِدًا عُذْرِيَّةً |
| حَتَّى تَلِيقَ بِمُسْتَوَى مَوْلَاتِي |
| وَرَحَلْتُ فِي دُنْيَا العُيُونِ مُسَافِرًا |
| بَيْنَ الضِّيَاءِ وَحَنْدَسِ الظُّلُمَاتِ |
| وَإِلَى حُدُودِ الغَيْمِ طِرْتُ مُحَلِّقًا |
| حَتَّى تُطِلَّ الشَّمْسُ مِنْ شُرُفَاتِي |
| وَهَمَسْتُ فِي أُذْنِ الصَّبَاحِ أُحِبُّهَا |
| حُبًّا يُرَافِقُنِي لِحِين مَمَاتِي |
| مَهْمَا فَعَلْتُ فَلَنْ تَزُولَ صَبَابَتِي |
| سَتَظَلُّ نَارًا تَصْطَلِي فِي ذَاتِي |
متى نلتقي
| مَتَى يَانْسِيمَ الصِّبَا نَلْتَقِي؟ | فَنَشْتَمُّ مِنْكِ الْهَوَاءَ النَّقِيَّ |
| إلَى كَمْ تَصُدِّيْنَ عَنْ حَيِّنَا | وَكُلُّ النَّوَافِذِ لَمْ تُغْلَقِ |
| إِذَا لَمْ تَسَعْكِ عَلَى كُبَرِهَا | فَمِّرِي عَلَى بَابِنَا وَاطْرُقِي |
| تَرَيَّنَا عَلَى الْبَابِ فِي لَهْفَهٍ | نُصَفِقٌ بِالْكَفِّ وَالْمِرْفَقِ |
| أَيَأَتِي هَوَاكِ إِلَى دَارِنَا | فَنَعْزِفُ عَنْهُ وَلَا نَلْتَقِي |
| سَتسْتَنْشِقُ العَرْفَ آنَافُنَا | وَأَنْتَ إِذَا شِئْتِ فَاسْتَنْشِقِي |
| كَفَاكِ صِدُوداً أََلَا تَرْفِقِي | بِقَلْبٍ لِغَيْرِكِ لَمْ يَخْفِقِ |
| هَجَرْتِي فُؤَادِي بلا رَحْمَةٍ | كَأَنَّكِ بِالْأَمْسِ لَمْ تَعْشَقِي |
| أَأَظمَئُ وَالْمَاءُ فِي مَقْلَتَيْكِ | أَلَا تَسْمَحِينَ لَنَا نَسْتَقِي؟ |
| أأرْقُدُ فِي سَرِيرِ الْحَصَى؟ | وَبَيْنَ تَرَائِبَكِ فُنْدُقِيٌّ |
| أَلَّا يَنْضَحُ الْمِسْكُ أَثْوَابَنَا | وَيَنْدَى الْبَخُورُ وَلَمْ يُحْرَقِ |
| إِلى كَمْ نُمْنِّي الْفُؤَادَ اللِّقَاءَ | مَتَى يَاخَيَالَاتِنَا تَصَدُقِي |
| لَقَدْ طَالَ لَيْلٌ اغْتَرَبَاتِنَا | وَخَطَّ الْمَشِيبُ عَلَى مِفْرَقِي |
| وَلَكِنْ سَنَبْقَى عَلَى عَهْدِنَا | مَتَى يَانْسِيمَ الصِّبَا نَلْتَقِي |
المسودة المختصرة
| يَا أَخَ الصَدِيقِ لاَ تُجَادِلْ صَدِيقَكَ |
| إنَّ الجِدَالَ لاَ يَنْفَعُ مَعَ الصِبْيَانِ |
| وَإِحْفِظْ حَقْ العَوْنِ لَكَ وَلِرَفِيقِكَ |
| فَإِنَ الحِفْظَ يَخْمِدُ أَلْسِنَةَ اللُهْبَانِ |
| كَمْ مِنْ سَاقٍ شَرَبَ مِنْ إِنَائِهِ |
| وَلَمْ يُغْنِيهِ إِحْتِرَافُهُ فِي السُقْيَانِ |
| الرَجَلُ لاَ يَخَافُ إِلاَ مِنْ رَبِّهِ وَخَالِقِهِ |
| وَكَذَلِكَ أَنْتَ وَكُلُ مَخْلُوقٍ فِي كُلِ زَمَانِ |
| إِنَ الحَمْدَ يَكُونُ لَهُ وَالشُكْرُ |
| فَإِحْمَدهُ كُلَ دَقِيقَةً وَثَوَانِي |
الحسناء
| أُغازِلُ الحسناء وقد |
| أيقنتُ يقيناً بأنيَ خاسرٌ |
| ويدي من ودِّها صفرُ |
| أغرتكَ الحسناء |
| صعبٌ منالها وقد عزتْ عليك |
| ولو راياتُها حُمْرُ |
| لَهثتُ وراء منالَها طوال |
| الدهرْ واستعنتُ عليها |
| بالترغيب والصبرُ |
| فلَمّا أدركتُ مرامي |
| بها وجدتُها لا العلياءُ تزهو |
| ولا في خَمرِها سكرُ |
| لقد نلتُ الرجاءَ |
| بعدَ العناء |
| إذ عرفتُ بأنَّني قد صابني خُسرُ |
| إن سألتني عن الدنيا وغرورها |
| احذر فإنها |
| مغريةٌ راياتها حمرُ |
| حسناء تنادي |
| من يظفر بها له النيشان والتيجان |
| والنهيُ والأمرُ |
| توعدك بالمزيد |
| والثراء والجمال |
| صعب منالها دونها سترُ |
| أوهمتني بأنهر في الجنان |
| فطاردتها وحين استبنت الرشد |
| قد رحل العمرُ |
| سفينة في بحر مظلمٍ |
| تلاطمها الأمواج |
| صانعوها هواةٌ وربانها غمرُ |
سعادة اللقاء
| وقد ظفرتُ بودِّ من أهواهُ | فبتُّ أسعدَ الخلقِ أجمعينا |
| تقابلنا، وتحادثنا، وضحكنا | كأننا في جنة دُونَ جَفا |
| وكأنما الزمانُ توقف عندنا | ولم يعد يُدركنا شيءٌ سوانا |
| تناولنا الطعام، وتسامرنا | حتى بدا أذان الظهر قد أرانا |
| فانصرفنا، وودعته بحسرةٍ | كأنني لن أراهُ بعدُ عيانا |
| ولكن تبقى ذكراهُ في قلبِي | غذاءً لروحي، ونورًا بدا |
| يا رب زدني من هذا الهيامِ | فإني في بحور الحبِّ صَبَا |